«السيسى» فى «مولد النبى»: القراءة الخاطئة لأصول الدين.. مشكلة المسلمين الحقيقية

«السيسى» فى «مولد النبى»: القراءة الخاطئة لأصول الدين.. مشكلة المسلمين الحقيقية

«السيسى» فى «مولد النبى»: القراءة الخاطئة لأصول الدين.. مشكلة المسلمين الحقيقية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن رسالة الإسلام التى تلقاها، سيد الخلق وأشرفهم، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمى بين البشر، وحق الناس جميعاً فى الحياة الكريمة، دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، فقد خلقنا المولى شعوباً وقبائل، متنوعين ثقافياً ودينياً وعرقياً، لكى نتعارف، فما أحوجنا اليوم إلى ترجمة معانى تلك الرسالة السامية إلى سلوك عملى وواقع ملموس فى حياتنا ودنيانا.

ودعا الرئيس، خلال كلمته باحتفالية المولد النبوى الشريف، بمشاركة كبار قيادات الدولة السياسية والدينية والقوات المسلحة والداخلية، وعلى رأسهم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلى إلحاق شباب العلماء والدعاة بالأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل وإعداد القادة، حتى يختلطوا بزملائهم، ويتعلموا تطبيق العلوم الدينية بالشكل الصحيح، وذلك فى إطار سعى الدولة لتأهيل وتدريب الشباب، موضحاً أنه فى ختام تلك الدورات التدريبية، ستتم مناقشاتهم حول مدى استفادتهم منها.

وأشاد «السيسى» خلال الحفل الذى حضرته شخصيات دعوية كبيرة من الداخل والخارج، بحديث وزير الأوقاف وشيخ الأزهر، مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية فى العالم الإسلامى ليست فى اتباع السُّنة أم لا، لكن فى القراءة الخاطئة لأصول الدين، مضيفاً: «رايحين فى اتجاه بعيد أوى، وأرجو إنكو تنتبهوا، باتكلم كإنسان مسلم، يا ترى سمعة المسلمين إيه فى العالم؟، أنا ماقصدشى أسىء ليكم، مفيش حد يسىء لنفسه يا جماعة، هناك إساءة يجب التصدى ليها، وهى الإساءة لسمعة الإسلام».

{long_qoute_1}

وأوضح «السيسى» أن المؤامرة على الدين الإسلامى موجودة على مر العصور، فالاختلاف والتدافع بين الناس موجود منذ أوجد الله الخلق، وهو ما يُوجب علينا التصدى لتشويه الإسلام، حتى يخرج من مصر مسار عملى حقيقى للإسلام السمح، وممارسات حقيقية وليست نصوصاً نُكررها فى المؤتمرات والخطب، تترجم بسلوكيات حقيقية للمصريين، فجميعنا سنجتمع أمام الله يوم القيامة، وسنُحاسب على كل كلمة تفوهنا بها أو فعل فعلناه.

وأضاف: «حد يقول لى فى مصر كام فى الميه منهم مش كذب فى حياته كذبة؟، ولّا أقول كام فى المية كذب، أنا باتكلم الكلام ده لكل المصريين، إحنا سلوكياتنا بعيدة خالص عن صحيح الدين، أنا باشوف العجب، والله باشوف العجب من الناس أثناء إدارة الدولة، تصدوا لذلك، فسلوكياتنا بعيدة عن صحيح الدين فى الصدق والأمانة واحترام الآخرين والرحمة بالناس».

وتابع: «علمنا ديننا الحنيف أنه لا إكراه فى الدين، ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر، إلا أنه من دواعى الأسف أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة، ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزاً بذلك ما جاء فى القرآن الكريم وسنة نبيه من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء، ولمواجهة تلك الظاهرة، فعلى كل فرد منا أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وتأتى فى مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة، وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة ديننا السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان».

وقال الرئيس إنه «لا شك أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة، يعد المحور الأساسى فى أى جهود للتقدّم وتنمية المجتمعات، وهو ما وضعته الدولة هدفاً استراتيجياً لها خلال الفترة الحالية، لذا فإننى أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل المزيد من الجهد فى دورهم التنويرى، دعونا نستدعى القيم الفاضلة، التى حث عليها الإسلام ورسولنا، والتى تنادى بالعمل والبناء والإتقان، لنواجه بها أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب».

واستطرد: «رغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحورى فى هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكرى، قراءة واقعية مستنيرة، نقتبس من ذلك التراث الثرى ما ينفعنا فى زماننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته، ويسهم فى إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا».

وأكمل: دعونا ننقذ العقول من حيرتها، وننبه النفوس عن غفلتها، وننشر المفاهيم الحقيقية السمحة للإسلام. احرصوا على غرس القيم الإنسانية السامية فى القلوب والأذهان، لننبذ العنف والكراهية والبغضاء.

وفى كلمته، انتقد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر «الأصوات التى دأبت على التشكيك فى قيمة السُّنة النبوية وثبوتها وحجيتها، والطعن فى رواتها من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، والمطالبة باستبعادها من دائرة التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم فحسب، فى كل ما نأتى وما ندع من عبادات ومعاملات، وما لم نجده منصوصاً عليه فى القرآن، فإن المسلمين فيه أحرار من قيود التحريم أو الوجوب، ضاربين عرض الحائط بما أجمع عليه المسلمون، من ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنباً إلى جنب، وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين».

وقال الإمام الأكبر إن «بعض المتربصين بالسنة النبوية والمنكرين ثبوتها، على اختلاف مشاربهم وأذواقهم، يجمع بينهم الشك والريبة فى رواة الأحاديث، وإن علماء الأمة وجهابذتها أفنوا أعماراً كاملة من أجل تمييز الصحيح من غير الصحيح من مرويات السنة، كذلك النبى الكريم حذّر قبل أكثر من ثلاثـة عشر قرناً من أناس ينتسبون إليه، سيخرجون ينادون باستبعاد سنته والاكتفاء عنها بالقرآن».

فيما قال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف إن «تجديد الخطاب الدينى عملية ديناميكية لا تتوقف، مع الحفاظ على الثوابت والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت المقدّس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشرى الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجّر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة كلها، كذلك يجب مراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة كأحد أهم شروط الفتوى والخطاب الدينى الرشيد معاً، فمن أفتى الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وأعرافهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، كما فرّق العلماء بوضوح بين فقه الجماعة وفقه الدولة».

وأوضح الوزير فى كلمته أن الوزارة تعمل على تحويل تلك الرؤى المستنيرة إلى واقع تدريبى للأئمة والواعظات ليعلموه للناس، فالوزارة بصدد افتتاح أكبر أكاديمية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها، لتأهيل وتدريب الأئمة.

وأشار الوزير إلى أن إجمالى ما تم إنفاقه أو تخصيصه فى مجال البر لعام 2018م، يزيد على ثلاثمائة وخمسين مليون جنيه، بزيادة تقدر بنحو 100% عن العام الذى سبقه، و1000% عن الأعوام التى سبقتهما.


مواضيع متعلقة