من «التلغراف» لـ«الفيديو كونفرانس».. ماذا ينتظر البشرية فى القرن الـ«21» ؟!

من «التلغراف» لـ«الفيديو كونفرانس».. ماذا ينتظر البشرية فى القرن الـ«21» ؟!
- إكسير الحياة
- إنسان آلى
- الأعمال المنزلية
- الأنشطة الرياضية
- الإرشاد السياحى
- إكسير الحياة
- إنسان آلى
- الأعمال المنزلية
- الأنشطة الرياضية
- الإرشاد السياحى
«من التلغراف للفيديو كول».. و«من العامل الزراعى الذى يعتمد على الحيوانات إلى النظام الآلى».. و«من الميكنة البسيطة التى تعتمد على الطاقة البشرية إلى الروبوت».. تطورات هائلة أذهلت العالم خلال القرن العشرين، وأسهمت فى حياة أكثر سهولة ورفاهية للبشرية.
{left_qoute_1}
ففى عام 1872 اخترع العامل الأمريكى صمويل مورس «التلغراف» الذى يعمل على ترميز الحروف بنبضات كهربائية المعروفة باسم أبجدية مورس، وإرسالها عبر الأسلاك، ثم استخراجها من قبل المُستقبل وطباعتها، الأمر الذى أسعد الكثيرين لتمكنهم من تحقق التواصل بين بعضهم البعض فى أماكن متباعدة حول العالم، ومع مرور الأيام والتطور التكنولوجى الكبير لم يتوقع أحد من القرن التاسع عشر أنه بإمكانه التواصل مع الآخرين بالصوت والصورة وعمل اجتماعات وعقد صفقات من خلال خاصية الفيديو كول والفيديو كونفرانس كما يحدث حالياً.
وطرحت هذه التطورات السريعة فى التكنولوجيا والخدمات، تساؤلات حول مستقبل التطور التكنولوجى والتقنى الذى سيشهده العالم فى القرن الـ21، ودور ذلك فى تغيير حياة البشر على وجه الأرض، حيث يعتقد البعض أن التكنولوجيا ستحقق خلال العقود الثلاثة المقبلة قفزات سريعة للغاية فى إطار الثورة الصناعية الرابعة التى انطلقت مؤخراً وفقاً لتقرير صادر عن منتدى دافوس. وقال أحمد العطيفى، خبير الاتصالات والشبكات: «إن العالم يتحدث عن التحول الرقمى وهناك العديد من الابتكارات التى ستتحكم فى مستقبل العالم خلال العقدين القادمين، أبرزها الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء اللذان سينتج عنهما مجموعة من التطبيقات التى ستغير شكل الحياة بأكملها من خلال تقنيات، مثل السيارات ذاتية القيادة».
{left_qoute_2}
وأشارت دراسة أمريكية إلى أن السيارات ذاتية القيادة ستستحوذ على 15% من مبيعات السيارات حول العالم فى 2030، مع التكنولوجيا المتقدمة التى تستخدم فى إنتاجها، والتراجع المتوقع فى تكلفة تصنيعها. كما ستسهم هذه السيارات فى تخفيض عدد حوادث الطرق من حادث واحد كل 100 ألف كيلومتر إلى حادث واحد كل 10 ملايين كيلومتر. وتطور بالفعل استخدام «الروبوت»، الذى يعتبر المنتج الرئيسى للذكاء الاصطناعى ليقوم بأعمال صعبة، مثل الكتابة الصحفية والعمليات الجراحية، وأداء الأعمال المنزلية.
وشهد عام 2015 تطوراً مذهلاً فى إنتاج الروبوت حول العالم، حيث قامت شركة جوجل بتطوير إنسان آلى باستخدام خاصيتى التعلم العميق، والذكاء الاصطناعى، بحيث يكون هذا الآلى قادراً على التعلم من أخطائه السابقة وتنفيذ المهمات بدقة عالية بدون أى عملية برمجة خارجية.
ويمهد هذا الأمر لظهور روبوت أكثر ذكاء خلال الفترة المقبلة، حيث أشارت التقارير أن هناك 20 وظيفة مرتقبة سيقوم بها الروبوت فى المستقبل، أهمها مرافقة المسنين والسير والتحدث معهم لتخفيض شعورهم بالملل، والقيام بمهام المستشار المالى، والمشرف على أعمال اللياقة والأنشطة الرياضية. كما أشارت التقارير إلى اختراع مرتقب أطلقت عليه اسم «إكسير الحياة»، والذى يعبر عن منتج أو آلية جديدة تسهم فى تخفيف علامات الشيخوخة بالنسبة للبشر، وتحجيم الأمراض التى عادة ما تصاحبها. حيث قررت شركة جوجل تمويل مجموعة أبحاث علمية بمبلغ مليار دولار بهدف دراسة عملية الشيخوخة والتركيز على علاج أسبابها، آملين فى جنى أرباح طائلة نتيجة الإقبال المتوقع على حبة دواء بعشرات الدولارات يومياً فى سبيل استمرار جينات الشباب لفترات طويلة.
ونوهت التقارير بـ«الواقع الافتراضى المعزز»، حيث قام مَجمع البحوث الهندسية وعلوم الفيزياء بنشر وتمويل اختراع قام عليه علماء من جامعتى York وWarwick، وهو عبارة عن جهاز يضعك فى عالم افتراضى أقرب ما يكون للحقيقة، ليجعلك ترى، تسمع، تشُم، تتذوق، وحتى تلمس ما تراه، وقد أُطلق على هذا المشروع اسم «نحو واقع افتراضى حقيقى»، ليضع هذا المشروع بذلك لبنة جديدة فى صرح أبحاث تكنولوجيا الواقع الافتراضى.
وقد جاءت تقنيات الواقع الافتراضى بمختلف وسائلها كتقنيات يمكننا تسخيرها لخدمة العلم، حيث يمكن للمتعلم القيام بجولة افتراضية برؤية 360 درجة بأبعادها الثلاثية بشكل يسمح بالتفاعل مع المشهد، فضلاً عن خاصية الواقع الافتراضى المعزز الذى يتسم بالواقعية والذى يمكن الاستفادة منه فى مجالات عديدة، أبرزها الإرشاد السياحى، والطب، والإنشاء، الأمر الذى يجعل الجميع يسعون لتطبيق تلك التكنولوجيا بشكل أوسع للاستفادة منها فى المجالات المختلفة.
من هذا المنطلق، أكد أشرف صلاح الدين، رئيس شركة «هاى تيك فيجن» للحلول الذكية، أن مصر تحتاج إلى تهيئة بيئة مناسبة للإبداع على غرار الدول المتقدمة، والتى غالباً ما تبدأ بإضافة مناهج تعليمية لجميع المراحل الدراسية تحفز على الابتكار، الأمر الذى يسهم فى إنتاج الكثير من الحلول الذكية، خاصة فى مجال التكنولوجيا.
واستنكر صلاح الدين فرض الدولة قانون جمارك يمنع استيراد مكونات الروبوت فى مصر إلا تحت ظروف محددة فى الوقت الذى تعلن فيه عن اهتمامها بالثورة الصناعية الرابعة، مطالباً بتكاتف كل أجهزة الدولة المعنية لدعم التكنولوجيا.