«تجربة أمازون».. هل تزحف شركات التكنولوجيا على أنشطة المصارف حول العالم؟!

«تجربة أمازون».. هل تزحف شركات التكنولوجيا على أنشطة المصارف حول العالم؟!
- شركات التكنولوجيا
- أمازون
- التجارة الإلكترونية
- الخدمات المالية
- عمليات الشراء والدفع
- شركات التكنولوجيا
- أمازون
- التجارة الإلكترونية
- الخدمات المالية
- عمليات الشراء والدفع
تتطلع شركات التكنولوجيا حول العالم لابتكار أدوات جديدة تسهم فى تيسير معاملات الأفراد والمؤسسات من ناحية، وتعزّز من أدائها المالى وحصصها السوقية من ناحية أخرى.
وتعتبر الخدمات المالية محوراً رئيسياً لابتكارات الشركات التكنولوجية، بهدف تسهيل عمليات الشراء والدفع، التى تتم على مدار الساعة، وفى كل شبر من العالم.
وفى هذا السياق، اتجهت شركة «أمازون»، عملاق التجارة الإلكترونية حول العالم، إلى تقديم خدمات مالية متنوعة لعملائها، شملت تقديم بطاقات «أمازون كاش» التى تسمح لأى شخص بإضافة نقود إلى حسابه فى «أمازون»، عن طريق شراء بطاقة فى متجر تجزئة محلى، وإعطاء الصراف المبلغ الذى يريد تحميله فى حسابه لدى «أمازون».
كما أطلقت الشركة بطاقة دفع جديدة شبيهة بخدمة «باى بال» الشهيرة، تحمل اسم Amazon Pay Places، حيث سيتمكن المستخدمون من دفع ثمن ما يشترونه عبر هذه الخدمة من خلال تطبيق «أمازون» على «أندرويد وiOS».
{long_qoute_1}
وفى عام 2016، دخلت «أمازون» مجال تقديم القروض للطلاب، بالتعاون مع بنك «ويلز فارجو»، لتعرّض معدلات فائدة أقل للمشتركين فى خدمتها «برايم ستيودنت»، مقابل رسوم سنوية تحصل عليها الشركة.
ومع زيادة حجم عملاء «أمازون» وقيمتها السوقية، التى تخطت تريليون دولار، تساءل البعض عما إذا كانت ستسعى إلى إرباك أنشطة المصارف حول العالم، خاصة بعد أن أظهر مسح لموقع «LendEDU» ترحيب نحو 45% من المستطلعة آراؤهم باستخدام حسابهم فى «أمازون» كحساب مصرفى رئيسى، بينما قال 49.6% إنهم سيستخدمون حساب ادخار تم إنشاؤه من قِبل الشركة.
وأعلن الكثير من البنوك العالمية تضرّرها من أنشطة شركة «أمازون»، بعد التوسّع الكبير فى أعمالها ومدفوعاتها الإلكترونية، ومنها ما صدر عن مجموعة «باركليز» المصرفية، التى عبّر مسئولوها عن ضرورة حماية مصالحها المهدّدة فى مجال تسديد المدفوعات إلكترونياً، وهو تهديد صادر عما وصفته المجموعة بالانتهاكات التى تمارسها شركات التقنية، وفى مقدمتها «أمازون».
وقال جيس ستيلى، الرئيس التنفيذى للمجموعة فى تصريحات نقلتها مواقع عالمية، إن «هناك تحولات تجرى خلسة تقودها شركات التقنية بدعم من بيئات جيوسياسية معينة، حيث أصبحت البنوك كافة موضع تهديد جراء فضاء التسديدات الشبكية». {left_qoute_1}
ولم تتوقف التهديدات التى سبّبتها «أمازون» عند المصارف العالمية فقط، بل امتدت إلى مؤسسات البريد، حيث أشار تقرير نشرته مجلة «الإيكونوميست» إلى أن «أمازون» بجانب الشركات المشابهة لها، أحدثت أضراراً بالغة بالعشرات من مؤسسات البريد الحكومية حول العالم، حيث إن عدد خطابات وطرود البريد فى عام 2007 وصل إلى 350 مليار طرد فى مختلف الدول، لكن على مدار الـ10 السنوات التالية واجهت هذه الصناعة العديد من الضغوط من قبل «أمازون»، حيث عملت على التوسّع فى تقديم خدمات البريد عن طريق الإنترنت، مما تسبّب فى هبوط حاد لعائدات هذه المؤسسات البريدية.
وأوضح التقرير أنه فى بريطانيا تسبّبت هذه الخدمة بخسائر فادحة لخدمة البريد الحكومية، كما أن «أمازون» كانت من أسباب بيع خدمات البريد الحكومية للقطاع الخاص فى بلجيكا وسنغافورة.
وقال عمرو الشافعى، نائب رئيس بنك القاهرة: إن الشركات العالمية مثل «أمازون» و«على بابا»، بدأت التوسع فى عمليات الدفع الإلكترونى، بسبب خاصية الـBig Data، التى تمكنها من جمع كل بيانات العملاء ومتطلباتهم واحتياجاتهم باستمرار، وهذا ما تفتقر إليه بعض البنوك المصرية، خاصة أن تكلفة تطبيق الـBig Data مرتفعة على البنوك، وتتطلب الكثير من الوقت والجهد.
{long_qoute_2}
وأشار «الشافعى» إلى أنه إيماناً من البنك المركزى بأهمية تطبيق تقنية الـBig Data فى مصر، بادر بتوجيه كثير من البنوك المحلية بضرورة جمع كل بيانات عملائهم وتحليلها بشكل علمى، من أجل استهدافهم بمنتجات تتناسب مع ظروفهم، وبالتالى ترتفع مستويات استجابة العملاء للمنتجات الجديدة.
وأضاف أن دخول شركات التكنولوجيا فى المجال المالى قد يسبب بعض الخلل فى الساحة المصرفية، لأن البنوك تعمل وفقاً لخطة استراتيجية يضعها البنك المركزى كسياسة نقدية تتضافر مع مختلف السياسات الاقتصادية الأخرى لدعم اقتصاد الدولة، بينما تركز الشركات على أهداف الربحية، وطرق الوصول إليها بغض النظر عن تأثير ذلك على السياسات الاقتصادية للدولة.
من جانبه، استبعد يحيى أبوالفتوح نائب رئيس البنك الأهلى المصرى، تأثير توسّع شركات التجارة الإلكترونية العالمية كالعملاق الأمريكى «أمازون» ونظيره الصينى «على بابا»، فى تقديم الخدمات المصرفية، على عمل البنوك.
وأوضح «أبوالفتوح»، أن تقديم شركة «أمازون» للخدمات المصرفية والقروض، يُحفز البنوك على التطوير والابتكار، ويخلق روح المنافسة بينهم، مشدداً على ضرورة توجه البنوك إلى تقديم منتجات تتناسب مع كافة شرائح المجتمع.
وقال فرج عبدالحميد، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للمصرف المتحد، إن البنوك يمكنها تحقيق التكامل مع الشركات التكنولوجية التى تقدم خدمات مالية، مثل النموذج الذى تشهده مصر بتعاون البنوك العاملة فى السوق مع شركات المدفوعات الإلكترونية مثل «فورى»، الأمر الذى ينعكس بالإيجاب على أنشطة الطرفين.
وأضاف أن شركة «فورى» حصلت على رخصة لتمويل المشروعات متناهية الصغر، الذى سيتم تنفيذه عن طريق البنوك، مما يعنى أن هذه الشركات تساعد البنوك فى الانتشار والوصول إلى شريحة جديدة من العملاء.