بروفايل| جون أبى زيد.. العربى المجنون

11:07 م | الخميس 15 نوفمبر 2018

لبنانى مسيحى هاجر أجداده من جنوب لبنان إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية فى أواخر القرن التاسع عشر.. تُعول عليه الإدارة الأمريكية فى إعادة إحياء النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط واستعادة الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، فهو الجنرال صاحب الخبرات الطويلة الذى كان الرجل الثانى فى القيادة الأمريكية فى الشرق الأوسط خلال غزو العراق.

أثار الجنرال جون فيليب أبى زيد، المولود فى عام 1951، حالة من الترقب فى الأوساط الأمريكية ما إن أُعلن عن الدفع باسمه كمرشح للإدارة الأمريكية لتولى منصب السفير الأمريكى فى «الرياض» بعد خلوّ المنصب منذ عام 2016، حتى اعتبره البعض «أفضل رهان أمريكى لتحسين العلاقات مع السعودية».

تخرج «أبى زيد» فى أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية الأمريكية المرموقة، وحصل على ماجستير فى دراسات الشرق الأوسط، وتحديداً فى السياسات الدفاعية السعودية، من جامعة «هارفارد»، كما أنه يجيد اللغة العربية، وخاض حربَى الخليج، ودرس فى جامعة عمانية، وله خبرة فى حروب العراق وأفغانستان وحروب العصابات، ما أكسبه لقب «العربى المجنون» فى أوساط أقرانه فى الجيش الأمريكى.

«اختيار استثنائى».. هكذا وُصف ترشيح «أبى زيد» لمنصب سفير الولايات المتحدة بـ«الرياض»، وسط تأكيدات بأنه «موهوب فوق الوصف ولديه ثروة معرفية ومعلوماتية هائلة عن المنطقة، اكتسبها على مدار ما يزيد على 25 عاماً قضاها فى مهام جيشه فى الشرق الأوسط»، حيث تولى «أبى زيد» عام 1991 قيادة فرقة من المظليين نفذت عمليات أمنية فى إقليم كردستان العراق ضد القوات العراقية خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين، ونجح بعد ذلك فى تحويل فرقته العسكرية المدربة من أجل القتال إلى فرقة لحفظ السلام فى المناطق الكردية.

وقع اختيار «ترامب» على «أبى زيد» ليضعه فى مواجهة أزمات لا تُحصى فى منطقة الخليج، بداية من الأزمة مع قطر، مروراً بالدور الأمريكى فى اليمن، وأخيراً وليس آخراً، توتر العلاقات الأمريكية مع المملكة السعودية، نتيجة نهج الإدارة الأمريكية المختلف عن الإدارات السابقة. جاء اختيار «أبى زيد» فى وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط من عنق الزجاجة فى ظل الأزمات المتواترة فيها، ليضع خطاً جديداً للسياسات الأمريكية فيما يتعلق بالسعودية أولاً، والشرق الأوسط بأكمله ثانياً.