الحزام الأخضر الأفريقى هدية «السيسى»
حيث تدور الساعات بسرعة البرق، وتصبح مصر على أعتاب أكبر حدث بيئى عالمى فى شرم الشيخ وهو المؤتمر الدولى للأطراف الموقعة على اتفاقية التنوع البيولوجى، يذوب فريق العمل مع وزيرة البيئة ياسمين فؤاد فى تفاصيل التنفيذ، والاستقبال، والإقامة، والإعداد العلمى، والإعداد للمفاوضات، وتقريب وجهات النظر بين التكتلات الدولية أوروبياً، وآسيوياً وأفريقياً، وأمريكياً.
ويبدو أن أعظم موقف يتخذه الرئيس السيسى هو طريقته المعهودة فى تحويل الكلام إلى عمل، والوثائق إلى حقائق، وهكذا كانت فكرة الحزام الأخضر الأفريقى أو الجدار الأخضر الأفريقى الكبير، الذى تمت مناقشته لأول مرة فى اجتماع المنظمة العربية للثقافة والعلوم فى مؤتمر الخرطوم نهاية السبعينات برئاسة أ. د. مصطفى كمال طلبة، وأحتفظ بوثائقه حتى الآن، وكانت الفكرة هى وسيلة بسيطة للحد من آثار التصحر على حدود الصحراء الأفريقية الكبرى شمالاً عند شاطئ البحر المتوسط، وجنوباً قبل حدود السودان، وتشاد، والنيجر إلى الساحل الأطلنطى عند موريتانيا، ثم جاءت الجامعة العربية لتضيف برنامج الأحزمة الخضراء العربية، مارة بساحل البحر الأحمر عند السعودية، ومقابل مصر والسودان، بالإضافة إلى حزام ساحل المتوسط، وقد قام مركز بحوث الصحراء المصرى بتمويل من الجامعة العربية بإعداد الدراسات المطلوبة لهذا الحزام.
وقد كان لى شرف اختيارى مستشاراً من قبل اللواء عمر أحمد إبراهيم، وزير ورئيس المجلس الأعلى للبيئة للعاصمة الخرطوم، لإنشاء أول 50كم من حزام البحر الأحمر حول العاصمة الخرطوم، ماراً بجوار مياه عذبة أحياناً، وباستخدام الصرف الصحى أحياناً أخرى، ولقد قمت بزيارة الموقع 3 مرات واتفقنا على أن المياه الزراعية تزرع بها أشجار مثمرة مثل الزيتون أو النخيل، والمياه المعالجة للصرف أولياً تزرع بها أشجار خشبية، وتخصص مناطق للقطاع الخاص لزراعتها زراعة إنتاجية، وأخرى ترفيهية، وثانية حدائق نباتية، ومخيمات وملاعب، والآن فإن الرئيس السيسى أمام فرصة قائمة بالفعل ليعلن رعايته الشخصية لبرنامج إنشاء الحزام الأخضر الأفريقى الكبير حول الصحراء الأفريقية عرضاً وبجوار البحر الأحمر طولاً، بنفس هذا النموذج مع العلم أن مصر زرعت 18 ألف فدان غابات صرف صحى واعتبرت جزءاً من هذا الجدار الأفريقى الأخضر فهل يعلن الرئيس ذلك فى مؤتمر تنوع الأحياء؟.
ومناسبة مؤتمر الأطراف لاتفاقية حماية التنوع البيولوجى هو توقيت رائع لإعلان الرئيس مبادرة الحزام الأخضر الأفريقى لأن المؤتمر ليس فقط للتنوع البيولوجى وإنما للاستثمار فى التنوع البيولوجى.
وختاماً فإن المطلوب من الإعلام المصرى نشر أكبر مساحة من التغطية للوفود الحاضرة والتركيز على أن شرم الشيخ تحتضن أكبر مؤتمر رسمى للأمم المتحدة على مستوى العالم بكل أمان وأمن وأن مصر تهتم اهتماماً بالغاً بحماية الطبيعة ولن يتم هذا دون توقف حملات الإعلام حول تربية التماسيح وصيد الضفادع ومطاردة الحيوانات البرية والاعتداء على المحميات، فهذا يعطى صورة سلبية لوفود جاءت لحماية الطبيعة وليس الاعتداء عليها.