جهود التهدئة والمصالحة في غزة متواصلة رغم القصف الإسرائيلي للقطاع

كتب: بهاء الدين عياد

جهود التهدئة والمصالحة في غزة متواصلة رغم القصف الإسرائيلي للقطاع

جهود التهدئة والمصالحة في غزة متواصلة رغم القصف الإسرائيلي للقطاع

في الوقت الذي تحركت فيه مقاتلات الاحتلال الاسرائيلي لاستهداف قطاع غزة المحاصر، وتغطية انسحاب فرقة الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدف عدد من رجال المقاومة، شرق مدينة خان يونس، لم تتوقف جهود التهدئة التي تقودها مصر لمنع تفجير الأوضاع في القطاع، في ظل هذا المشهد.

وتتواصل جهود مصر لتحقيق التهدئة في غزة رغم المساعي الحثيثة من جانب أطراف عديدة لإشعال الوضع، فمن المقرر أن تُبحث، اليوم الإثنين، ملفات المصالحة الفلسطينية والتهدئة وتعزيز المسار الراهن للقضية الفلسطينية خلال زيارة اللواء جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، الذي وصل إلى القاهرة، مساء أمس، بدعوة رسمية مصرية، يلتقي خلالها عدد من كبار المسؤولين المصريين، وأحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

الإصرار المصري، على استعادة الوحدة الفلسطينية جسدته أيضا تصريحات وزارة الخارجية المصرية، في ذكرى رحيل رمز الوحدة والنضال الفلسطيني الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ففي تدوينة له على موقع "توتير"، قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية: "تحية إلى رمز النضال الفلسطيني.. إلى روح الزعيم ياسر عرفات في ذكرى رحيله الرابعة عشر.. والتي تُذكّرنا اليوم بتضاعُف أهمية الرسالة التي لطالما حملها أبوعمار على عاتقه... رسالة وحدة الصف الفلسطيني في سبيل استعادة حقوقه التاريخية المشروعة وتحقيق السلام".

وفي ذات السياق، تحتضن القاهرة فعاليات مؤسسة ياسر عرفات لإحياء الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، وذلك الجمعة المقبلة في مركز مؤتمرات الازهر الشريف.

ولم تغب القضية الفلسطينية وعملية السلام عن المباحثات رفيعة المستوى للجنة المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي التي عقدت اجتماعها السادس في القاهرة، ودارت خلالها "مناقشات صريحة حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها عملية السلام في الشرق الأوسط، فلسطين"، حسبما جاء بالبيان المشترك الصادر عن وزارة الخارجية أمس.

وقبل أسبوع شهدت مدينة شرم الشيخ قمة مصرية - فلسطينية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ومحمود عباس، كان عنوانها التأكيد على حتمية المصالحة وعلى حل الدولتين عبر إقامة الدولة الفلسطينية، حيث شدد الرئيس على ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية المرتكز علي حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً حرص مصر على دعم التحرك الفلسطيني الساعي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتسوية القضية وفق حلول عادلة وشاملة وذلك بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف إيجاد فرص للتحرك الإيجابي لتوفير المناخ المواتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، خاصةً من خلال دفع مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف والجهود، الأمر الذي يساعد على مواجهة التحديات الاساسية المتمثلة في تحقيق السلام المنشود، حسبما افاد البيان الصادر عن القمة.

وفي الوقت الذي لم تخلو فيه جولة السفير القطري، محمد العمادي، في قطاع غزة بعد إدخال أموال قطرية لحركة حماس برعاية إسرائيلية، من سلسلة فضائح مدوية، تضمنت مطاردة موكبه ورشقه من قبل المتظاهرين الغاضبين، في الوقت الذي ظهر فيه وهو يوجه بضرورة الحفاظ على التهدئة مع الاحتلال.

وأكدت المملكة العربية السعودية، أمس، أنها ستستمر دوما في دعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، السياسية، والاقتصادية، والإنسانية، حيث أعلن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، أسامة بن أحمد نقلي، إن الصندوق السعودي للتنمية قام بتحويل 60 مليون دولار إلى حساب وزارة المالية الفلسطينية، التي تمثل قيمة مساهمات المملكة العربية السعودية الشهرية لدعم ميزانية دولة فلسطين لأشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر بواقع 20 مليون دولار شهريا.

ومن جانبه، قال أحمد أبوزيد، الباحث في الأمن الاقليمي لـ"الوطن"، إن الصعوبات الراهنة التي تنبئ بإمكانية إجهاض التهدئة في غزة، لن تكون أقوى من موجات التصعيد التي شهدها القطاع مؤخرا، وتمكنت الوساطة المصرية من تهدئتها والوصول إلى هدنة مستقرة نسبيا، مؤكدا أن تناغم التحركات المصرية الراهنة لتحسين الأوضاع في القطاع على كافة المستويات الإنسانية والأمنية والاقتصادية والسياسية، يعطي بريق أمل ودليل جدية السعي لإنجاح هدف التهدئة وفك الحصار الاسرائيلي الغاشم عن القطاع المحاصر، والوصول إلى تفاهمات دولية وإقليمية من شأنها دفع عملية السلام مجددا، رغم كل ما نشهده من ارتباك في المشهد الاقليمي وتغير في أولويات القوى الفاعلة فيه، بل ومحاولات اسرائيلية حثيثة للإظهار انفتاح زائف في تحركات تل أبيب في المحيط العربي، رغم مناقضة كل الممارسات ال‘سرائيلية لبديهيات النوايا الحسنة، إزاء عملية السلام التي طال انتظارها لعقود.


مواضيع متعلقة