واعظ مئوية الحرب العالمية الأولى: الأكثر عاطفية رؤية الأعداء أصدقاء

واعظ مئوية الحرب العالمية الأولى: الأكثر عاطفية رؤية الأعداء أصدقاء
- الحرب العالمية الأولى
- ذكرى الحرب العالمية الأولى
- باريس
- قوس النصر
- كيري باتروم
- واعظ
- الحرب العالمية الأولى
- ذكرى الحرب العالمية الأولى
- باريس
- قوس النصر
- كيري باتروم
- واعظ
مئة عام مرت، لكن رائحة الدم لا تزال تصرخ من الأرض تدعو للسلام، فاليوم يحيي العالم ذكرى الحرب العالمية الأولى، التي تعد واحدة من أكثر الحروب ضراوة على مر التاريخ.
"لن أتمكن من تكرار حكاياتهم بدقة"، هكذا يقول الواعظ الأمريكي "كيري باتروم" واعظ الناطقين بالإنجليزية في كاتدرائية جميع القديسين بالقاهرة.
ففي باريس تنظم الفعاليات لإحياء ذكراهم بحضور قادة عالميون، وفي القاهرة وخصوصا في مقابر الكومنولث بهليوبلس يحتفي الملحق الدفاعي للسفارة البريطانية بتضحياتهم.
"الأمر الأكثر عاطفية هو رؤية الأعداء السابقين أصدقاء الآن"، هكذا يقول باتروم في حديثه لـ"الوطن"، فبعد عشرات العظات على مدار أعوام يحيى فيها ذكريات المحاربين القدماء وأهالي الضحايا، لا يبقى أمامه إلا أن الأعداء الذين تناثروا على الجبهات المتضادة والمتحاربة يقفون سويا ويؤدون التحية للضحايا دون النظر لجنسياتهم، وكأنها رسالة مقدمة من الماضي للحاضر فالكراهية لا يمكن رؤيتها، ولا يوجد سوى حسن النية والصداقة.
الواعظ الذي وصل إلى مصر في 2013، ووعظ عشرات العظات في العديد من الأماكن ووقف أمام محاربين خاضوا حروبا لم نعرفها سوى من كتب التاريخ يقول إن في هذه المواقف "من الصعب تحديد أي الحروب أصعب" ففي أي وقت نقف أمام قدامى المحاربين الذين لديهم ذكريات مؤلمة للغاية من أهوال الحرب، بعد أن رأوا زملائهم الجنود أصيبوا، وشوهوا وقتلوا ورأوا الكثير من الموت والدمار"، نجد أنفسنا في تجربة عاطفية جدا.
"في بعض الأحيان ترتفع الذكريات المنسية طويلا إلى السطح"، هكذا يقول باتروم الذي يلتقي بمحاربين عاشوا كل تلك الأهوال، لكنه يؤكد أن الأكثر عاطفية هو "رؤية الأعداء السابقين الآن أصدقاء"، وأشار في حديثه إلى "المزمور 46، قائلا: "هناك وعد كتابي بأن الله سوف يتسبب في وقف جميع الحروب، وتدمير كل أسلحة الحرب (تدمير الحياة) وتحويلها إلى أدوات زراعية وصنع سلام (لاستمرار الحياة)".
أما عن تحضره للعظة يقول إن "التحضير لمثل هذه الذكريات يشكل دائمًا تحديًا لأن المرء لا يستطيع أبدًا أن يفهم تمامًا ما عانوه"، فخوض الحروب يختلف كثيرا عن سرد حكايتها، لكنه يؤكد "الهدف هو تكريم تضحياتهم" في إشارة إلى المحاربين القدماء وذويهم، أيضا السعي لتشجيع التفكير السليم والوصول للسلام بين الناس كأفراد وكأمم.
ويؤكد "باتروم" ضرورة تدريس التاريخ بعناية إلى جيل الشباب حتى يتم تعلم الدروس وتلقيها، لمعرفة أن الحرب مكلفة، كما يجب علينا مساعدة الناس على تعلم التفكير وتقييم الحرية في إطار سيادة القانون والحكم الرشيد، فالصعوبات السابقة يمكن أن تكون سببا لسلام اليوم في عالم مليء بالحروب والتدمير.
وتابع "لكي نكون (شعوب سلام) يجب أن يكون هناك اعتراف بأننا جميعا بحاجة إلى تدخل الله لتغيير قلوبنا، فالسلام الحقيقي لا يمكن فرضه أو إجباره، هو فقط عندما تتغير قلوبنا أولاً من خلال قوة الله التي تعمل في داخلنا".