أصحاب الورش ومحلات قطع الغيار بـ«صقر قريش» يترقبون قرار نقلهم

كتب: محمد سعيد الشماع

أصحاب الورش ومحلات قطع الغيار بـ«صقر قريش» يترقبون قرار نقلهم

أصحاب الورش ومحلات قطع الغيار بـ«صقر قريش» يترقبون قرار نقلهم

ضجيج لا ينقطع فى أرجاء منطقة صقر قريش فى المعادى حيث تستقر عشرات من محلات قطع الغيار وورش إصلاح السيارات، يترقب أصحابها جميعها تنفيذ قرار محافظ القاهرة بالنقل، بعد تصريحه بدراسة أماكن مقترحة لنقل الورش والمحلات إليها على أكثر من مرحلة.

ببشرته السمراء الداكنة يجلس مصطفى دسوقى، 40 عاماً، على كرسى بلاستيكى أمام محل بيع قطع الغيار الذى يمتلكه فى انتظار وصول الزبائن، يقول إنه يعمل فى صقر قريش منذ عامين، موضحاً أن لديه أيضاً مركزاً للصيانة فى المنطقة نفسها، وأنه عرف قرار النقل منذ نحو 6 أشهر من خلال التليفزيون، متابعاً: «محدش قال المكان الجديد هيبقى فين، والقرار ده هيبقى مشكلة معانا فى الزباين، لأن الخوف إننا ننتقل مكان بعيد، والزبون مش هيجيلى المكان ده وبكده هبقى خسرته»، مشيراً إلى أنه إذا تم تأكيد القرار سيجلس برفقة أصحاب الورش والمحلات من أجل اتخاذ قرار فى ذلك الأمر: «ده غير تكاليف النقل الكبيرة مين هيتحملها، ودى المفروض تبقى عليهم، لأننا مش طالبين ننتقل هما اللى عاوزينا نمشى».

{long_qoute_1}

أما حمادة هلال، 25 عاماً، يعمل فى مجال بيع قطع الغيار منذ 8 أعوام، فيقول: «سمعت القرار ده من نحو سنتين، إنهم هينقلوا الورش ومحلات قطع الغيار فى أول طريق العين السخنة، وكلام كتير اتقال فى الموضوع ومحدش عارف بالظبط تفاصيل النقل إيه، ومفيش أى حد عمل حصر أو حد نزل لنا خالص»، ويرى «حمادة» أنه مع وضد القرار فى الوقت نفسه، لأنه حق السكان وأيضاً أصحاب الورش والمحلات والعاملون بها ليس لهم ذنب: «على الأقل لو هينقلوا فعلاً لازم يوفروا مكان مناسب قريب وواسع وفيه خدمات، ده مكان أكل عيشنا من سنين طويلة، وكل ورشة هنا شغال فيها أكتر من واحد وكل حد فيهم فاتح بيت وعليه التزامات».

ويقترح «حمادة» أحد الحلول البديلة عن قرار النقل يكمن فى تحديد مواعيد عمل للورش بمنطقة صقر قريش يتم فرضها على الجميع، على سبيل المثال أن تبدأ مواعيد العمل من 6 صباحاً حتى 6 مساء، متابعاً: «بكده هنقدر نشتغل وفى نفس الوقت اللى عايز ينام هينام واللى عايز يذاكر هيبقى براحته من غير أى دوشة».

{long_qoute_2}

وعلى بعد أمتار قليلة جلس أحمد عبدالعزيز صاحب إحدى الورش على مدخل ورشته برفقة بعض الأصدقاء، يعمل «عبدالعزيز» فى منطقة «صقر قريش» منذ 25 عاماً، يتذكر تاريخ المنطقة: «المنطقة دى زمان كانت مهجورة وعدد سكانها قليل خالص، ومحدش كان يعرفها ومكانش فيها غير حوالى 3 ورش خدمية، والناس كانت بتخاف تمشى على الأوتوستراد عشان مهجور، ولو كان حد عنده بنت كان يخرج يستناها بره عشان خايف عليها»، موضحاً أن بداية مجىء أصحاب الورش إلى صقر قريش كان فى أعقاب حادث لقطار فى منطقة «عرب المعادى»، مضيفاً: «اتنقلت كذا ورشة لصقر قريش وبدأت واحدة واحدة المنطقة تتعرف، والورش اللى عايزين ينقلوها دى هى اللى عملت للمنطقة هنا اسم، والسكان جت على حس الورش».

«صقر قريش» تخدم مناطق كثيرة مثل حلوان ومايو والتجمع والقاهرة الجديدة والهرم والمعادى ووسط البلد»، حسبما أوضح «صاحب الورشة»، قائلاً: «الزباين دى عمرها ما هتجيلنا طريق العين السخنة، والطرق الرئيسية هنا مفيهاش ورش خالص والورش كلها موجودة فى شوارع فرعية»، مؤكداً أنهم لا يسببون أى أضرار لأى من السكان، وعلى العكس تماماً أنهم أمان للسكان، «يوم الأحد أى حد يخاف يمشى فى المنطقة هنا من كتر ما هى فاضية وهادية، ولو أى كارثة أو مصيبة حصلت لأى حد من السكان فى أى وقت احنا اللى بنلحقه فى ساعتها»، مشيراً إلى أن جميع المحلات تضع كاميرات مراقبة على أبوابها وعندما تحدث أى كارثة أو حادث يستطيعون الوصول إلى الشخص من خلال تلك الكاميرات.

{long_qoute_3}

عائداً من عمله حاملاً حقيبة سوداء مُتجهاً إلى مقر سكنه بمنطقة صقر قريش، «أسامة أبوزيد»، 53 عاماً، يسكن بالمنطقة منذ عام 1995، يحلم بتنفيذ قرار نقل الورش بأسرع وقت إلى خارج المناطق السكنية، قائلاً: «ساكن فى الدور الأول علوى وتحتى الورش على طول، بنحس بصوت التخبيط ده عندنا جوه الشقة ومحدش بيعرف ينام ولا يرتاح سواء أنا أو الأولاد ولا حتى عارفين يذاكروا»، مؤكداً أن وجود تلك الورش وسط المناطق السكنية خطأ فى الأساس. يتذكر «أبوزيد» عندما كانت تستعد ابنته لامتحانات الصف الثالث الثانوى كانت لا تستطيع المذاكرة وسط تلك الأجواء، متابعاً بنبرة غاضبة: «اتكلمت معاهم كتير، يهدوا شوية ساعتها وبعدها للأسف يرجعوا تانى زى ما هم»، الإزعاج الدائم ليس السبب الوحيد الذى يُضايقه من الورش والعاملين بها حسبما أوضح الرجل الخمسينى، مضيفاً: «بتحصل خناقات كتيرة سواء بينهم وبين بعضهم أو بينهم وبين الزباين، والألفاظ اللى بتسمعها العيال عندى بتبقى صعبة أوى، بصراحة بقيت أخلى أى زيارات للبيت سواء حماتى أو غيرها تبقى يوم الأحد».


مواضيع متعلقة