«الدفاع الشعبى والعسكرى».. إحدى ركائز «القوة الناعمة» للقوات المسلحة فى مواجهة الأزمات

كتب: مروة عبدالله

«الدفاع الشعبى والعسكرى».. إحدى ركائز «القوة الناعمة» للقوات المسلحة فى مواجهة الأزمات

«الدفاع الشعبى والعسكرى».. إحدى ركائز «القوة الناعمة» للقوات المسلحة فى مواجهة الأزمات

تعد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى إحدى ركائز «القوة الناعمة» للقوات المسلحة، حيث يُعتبر الاستعداد الدائم لمجابهة الأزمات والكوارث والمشاركة فى المشروع القومى لمحو الأمية وتعليم الكبار، فضلاً عن تدريس مادة «التربية العسكرية» لطلبة المدارس الثانوية العسكرية والجامعات والمعاهد، من أهم مهام قوات الدفاع الشعبى والعسكرى الرئيسية، وكذلك الإشراف على تأمين الأهداف الحيوية المؤمنة بالحراسات المشددة والمنظمات الشعبية، بالإضافة إلى تنظيم الزيارات الميدانية لطلبة المدارس والجامعات لمصابى العمليات الإرهابية والمشروعات التنموية العملاقة والكليات والوحدات والمزارات العسكرية.

وتمتلك قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تاريخاً عريقاً من البطولات التى كُتبت بالدم للحفاظ على أرض الوطن ومقدساته، وحاضراً واعداً ينبئ عن جهود مضنية لهذه القوات تُبذل لغرس روح الولاء والانتماء فى قلوب الشباب وترسيخ حب الوطن والتضحية من أجله مما يبشر بمستقبل مشرق ومزدهر.

وقال اللواء خالد توفيق قائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى لـ«الوطن» إن نشأة القوات كانت فى 25 أكتوبر عام 1953 بقرار من الرئيس الراحل محمد نجيب تحت مسمى «قوات الحرس الوطنى»، وتشكلت هذه القوات من وحدات إقليمية مكونة من أفراد متطوعين يرأس كل منها قائد لتنفيذ المهام التى تحدد لهم، مشيراً إلى أنه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر صدر القانون رقم (55) فى ديسمبر عام 1968 والخاص بإنشاء «منظمات الدفاع الشعبى» لتقوم بمهمة حماية الخطوط الخلفية لقواتنا ومنع أى نشاط عسكرى أو تخريبى يقوم به العدو.

{long_qoute_1}

وأضاف «توفيق» أنه فى عام 1969 صدر القرار الجمهورى رقم (563) بإنشاء قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى وأُسندت إليها مهام «وزارة الحربية» حينذاك، فى تأمين الأهداف الحيوية ووضع خطة لتأمين كل هدف حيوى ومدينة حدودية والإشراف على تنظيم وتدريب وجاهزية الأهداف الحيوية للتصدى لأى أعمال عدائية قد تتعرض لها المدن الحدودية.

وعن دور وبطولات «الدفاع الشعبى»، قال «توفيق» إن هناك العديد من البطولات والأدوار التى قدمتها قوات الدفاع الشعبى على مدار تاريخها العريق، والتى ظهرت نتائج أعمالها سواء تحت مسمى «قوات الحرس الوطنى» أو «المقاومة الشعبية» بمدن القناة من خلال التصدى للعدوان الثلاثى على مصر عام 1956 الذى قامت به كل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.

وأوضح قائد القوات أنه خلال معركة بورسعيد التى اندلعت فى 6 نوفمبر 1956، تمكنت قوات «الحرس الوطنى، المقاومة الشعبية» من التصدى للقوات المعادية وأنزلت بها خسائر كبيرة، كما كان لقوات الدفاع الشعبى والعسكرى دور بطولى فى حرب أكتوبر عام 1973 تجسد فى ملحمة السويس الخالدة والمعروفة باسم «معركة قسم شرطة الأربعين».

وحول مهام قوات الدفاع الشعبى، قال «توفيق» إن مهام قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تركزت فى تنسيق الأعمال بين الأفرع الرئيسية والهيئات والإدارات والتشكيلات التعبوية للقوات المسلحة والأجهزة التنفيذية بالدولة والمحافظات والإمداد بالمعلومات الدقيقة والمؤثرة ورفع كفاءة إجراءات التأمين باستخدام أساليب التدريب الحديثة وتنفيذ خطة الإشراف والمتابعة والمرور الدائم على جميع الأهداف الحيوية فى الدولة، للوصول إلى أعلى معدلات الاستعداد القتالى الدائم لمجابهة كل التهديدات والعدائيات المحتملة.

{long_qoute_2}

كما تقوم القوات أيضاً، وفق «توفيق»، بالتخطيط والتدريب على أسلوب مجابهة الأزمات والكوارث وأسلوب إدارتها، ووضع خطة متكاملة للتغلب عليها وإزالة الآثار الناتجة عنها بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظات، فضلاً عن تنفيذ البيانات العملية لكيفية التغلب على أزمة أو كارثة ما، بالتعاون مع أجهزة المحافظات من خلال تنفيذ «محاكاة» لإدارة أى أزمة أو كارثة داخل هذه المحافظات، منوهاً إلى أنه عقب انتهاء التدريب يتم الوقوف على النقاط الإيجابية والنقاط المطلوب التركيز عليها وعمل تقرير شامل يتم تسليمه للجهات المختصة، يليه إعادة المرور مرة أخرى على المحافظة لمتابعة تلافى النقاط المطلوب التركيز عليها.

ولفت «توفيق» إلى أن قوات الدفاع الشعبى أخذت على عاتقها المساهمة فى المشروع القومى لمحو الأمية لأبناء مصر بشكل كبير وفعال فى 9 محافظات هى «الشرقية - الجيزة - الفيوم - بنى سويف - الدقهلية - كفر الشيخ - المنوفية - الغربية - وجنوب سيناء» وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، ويتم ذلك من خلال اختيار المجندين الحاصلين على مؤهلات عليا، وتكليف كل مجند بمحو أمية (30) دارساً فى فصول محو الأمية التابعة لقوات الدفاع الشعبى والعسكرى.

وأشار «توفيق» إلى أنه بلغت نسبة النجاح فى فصول محو الأمية خلال العام الدراسى 2017/2018 بلغت 83% ويتم الإشراف على تلك الفصول فى كل محافظة بهدف الوقوف على المصاعب والمقترحات التى تواجه عملية التدريس داخل فصول محو الأمية.

وأضاف قائد القوات خلال لقاء مع المحررين العسكريين اليوم أنه «يندرج تحت مهام قوات الدفاع الشعبى أيضاً تدريس مادة التربية العسكرية لطلبة المدارس الثانوية العسكرية، والجامعات والمعاهد (الحكومية - الخاصة) داخل جميع المحافظات، طبقاً لنص القانون رقم (46) لسنة 1973، بهدف تنمية روح الولاء والانتماء لدى الطلبة، وكذلك تنظيم زيارات ميدانية للطلبة إلى مصابى العمليات الإرهابية والمشروعات التنموية العملاقة والكليات والوحدات العسكرية، بهدف توعية الطلاب وزيادة وعيهم القومى والوطنى، بالإضافة إلى تدريس مادة التربية العسكرية لطلبة الجامعات الحكومية على مدار العام والجامعات الخاصة والمعاهد العليا خلال إجازتى «نصف ونهاية العام».

وتشتمل دورات التربية العسكرية، حسب «توفيق»، على أنشطة رياضية مختلفة ومحاضرات نظرية عن موضوعات الأمن القومى المصرى، ومكانة الشهيد ودور القوات المسلحة فى القضاء على الإرهاب وعمليات التنمية الشاملة فى الدولة، فضلاً عن تنظيم محاضرات ودورات عملية عن بعض أساسيات الحياة العسكرية، بهدف إعداد جيل من الشباب قادر على أداء الخدمة الوطنية.

وتتضمن الدورات التى تنظمها قوات الدفاع الشعبى والعسكرى إعداد ورقة بحثية يشترك فيها من (5-10) طلاب عن موضوعات مختلفة فى التاريخ العسكرى، وموضوعات تخص الأمن القومى المصرى، بهدف تنمية الاطلاع والمعرفة وروح الفريق لدى الطلبة، وإكسابهم القدرة على إجراء نقاش هادف وبناء. وتتم فى نهاية الدورة إقامة حفل تكريم لطلاب الدورة ومكافأة المتميزين، هذا بالإضافة إلى عمل نموذج استقصاء رأى يتم تحليله وتقييمه بواسطة «مركز التنمية البشرية والعلوم السلوكية» التابع للقوات المسلحة، للوقوف على نقاط القوة والضعف وأهم إيجابيات وسلبيات الدورة، والمطالب والمقترحات لتطوير الأداء بما يتماشى مع فكر الطالب ومتطلبات وتحديات العصر الحديث.

وأوضح «توفيق» أن طلبة الجامعات بالوجه القبلى يكون لهم نصيب من هذه الزيارات من خلال نقلهم من محافظاتهم إلى أماكن الزيارات بواسطة المجهود الجوى، حيث تم تنفيذ (5) زيارات لطلبة جامعات «سوهاج - أسوان - وجنوب الوادى» للمشروعات التنموية العملاقة.

وأكد قائد القوات أن القيادة العامة للقوات المسلحة تولى اهتماماً كبيراً بعملية تطوير قوات الدفاع الشعبى والعسكرى لمواكبة العصر الحديث، لافتاً إلى أنه تم تطوير «الدفاع الشعبى والعسكرى» بالتعاون مع جميع أفرع وتشكيلات وإدارات القوات المسلحة، وأن عملية تطوير أداء قوات الدفاع الشعبى والعسكرى عملية دائمة ومستمرة ولا تتوقف عند مرحلة مُعينة.

ونوه «توفيق» إلى أن «هُناك تنسيقاً بين الدفاع الشعبى والجهات المختصة داخل القوات المسلحة بهدف إرسال لجان إلى الجامعات لتقديم التسهيلات الخاصة بالتجنيد للطلبة ذوى الاحتياجات الخاصة، كما تم التنسيق مع الإدارة المركزية للطلائع بوزارة الشباب والرياضة على إقامة احتفاليات فنية بقاعات الاحتفالات التابعة لقيادات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية والكليات العسكرية خلال المناسبات والأعياد القومية بهدف تحقيق التفاعل والتواصل بين كل فئات المجتمع والقوات المسلحة وتم تنفيذ (6) احتفاليات فنية فى «قيادة المنطقة المركزية العسكرية والكلية الحربية وقيادة القوات البحرية وقيادة قوات المظلات والكلية الجوية وقيادة الجيش الثالث الميدانى». وتابع قائلاً إنه تم كذلك التنسيق مع الاتحاد العام للكشافة والمرشدات المصرى على تنظيم معسكرات تعايش بالوحدات العسكرية لمدة 5 أيّام لمختلف الأعمار السنية للطلبة التابعين للاتحاد العام للكشافة، بهدف تحقيق التواصل الحقيقى معهم وضمان تعرفهم عن قرب بالمؤسسة العسكرية وتبادل ونقل الخبرات واكتساب المهارات من خلال تنفيذ برنامج متميز للطلبة يتضمن موضوعات تفاعلية يقوم الطلبة بتنفيذها، ومنها «التعايش وطوابير السير والملاحة البرية والسباحة».


مواضيع متعلقة