في مئوية الحرب العالمية.. لاجارد تدعو العالم لتجنب تكرار "نشاز" الماضي

كتب: أحمد مصطفى أحمد

في مئوية الحرب العالمية.. لاجارد تدعو العالم لتجنب تكرار "نشاز" الماضي

في مئوية الحرب العالمية.. لاجارد تدعو العالم لتجنب تكرار "نشاز" الماضي

قالت كريستين لاجارد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، إن على رؤساء الدول المجتمعين في باريس هذا الأسبوع بمناسبة انقضاء 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، الإصغاء باهتمام إلى أصداء التاريخ وتجنب تكرار النغمات النشاز التي حفل بها الماضي.

أشارت لاجارد إلى أنه على مدار قرون طويلة، ظلت ثروات العالم الاقتصادية العالمية تتشكل وفقاً لتأثير قوتين مزدوجتين: التقدم التكنولوجي والاندماج العالمي.

وبوسع هاتين القوتين قيادة الرخاء في مختلف بلدان العالم. لكن سوء إدارتهما يمكن أن يقود العالم إلى كارثة أيضاً.

والحرب العالمية الأولى هي مثال أليم لما يحدث حين تسير كل الأمور في اتجاه خاطئ.

فقد كانت السنوات الخمسون التي سبقت الحرب الكبرى فترة حافلة بالإنجازات التكنولوجية المتميزة مثل السفن البخارية، وقاطرات السكك الحديدية، والطاقة الكهربائية، والاتصالات السلكية واللاسلكية.

كانت تلك هي الفترة التي صاغت معالم عالمنا الحديث، كما اتسمت بالاندماج العالمي الذي لم يكن مسبوقا آنذاك – حتى أن الكثيرين يسمونها عصر العولمة الأول، حيث كان انتقال السلع والأموال والأفراد يواجه عقبات ضئيلة نسبياً. وبين عامي 1870 و 1913 شهدنا مكاسب كبيرة في الصادرات كنسبة من إجمالي الناتج المحلي لدى العديد من الاقتصادات – وهي مؤشر على تزايد الانفتاح.

استطردت لاجارد: "كل ذلك خلق ثروة هائلة، لكنها لم تكن موزعة بالتساوي ولا بالعدل.

فقد كانت تلك هي حقبة المصانع المظلمة والخطرة والبارونات اللصوص. كانت حقبة من التصاعد الحاد في عدم المساواة.

ففي عام 1910، كانت شريحة السكان التي تحصل على أعلى 1% من الدخول في المملكة المتحدة هي المسيطرة على قرابة 70% من ثروة البلاد – وهو تفاوت لم يحدث من قبل ولا من بعد".

وبعد ذلك، وكما هو الحال الآن، ساهم تصاعد عدم المساواة وتزايد المكاسب غير المتوازنة من التطور التكنولوجي والعولمة في حدوث ردة فعل عكسية. ففي الفترة التي سبقت اندلاع الحرب تمثل رد الفعل في تهافت البلدان على التفوق على المستوى القومي، مع التضحية بمفهوم التعاون المشترك من أجل تحقيق هيمنة لا تحقق الفوز لأحد.

وكانت النتيجة كارثية - فقد تم توجيه كامل ثقل التكنولوجيا الحديثة لارتكاب المجازر ونشر الدمار.       

وأكملت حديثها في مقال لها نشره صندوق النقد الدولي على موقعه الاليكتروني، "إنه في عام 1918، عندما تفقد الزعماء حقول الخشخاش التي امتلأت بجثث القتلى لم يتمكنوا من استخلاص الدروس الصحيحة.

ومرة أخرى وضعوا المصالح قصيرة الأجل فوق الرخاء على المدى الطويل – فتراجعوا عن التجارة، وسعوا لاستعادة العمل بقاعدة الذهب، وتجنبوا العمل بآليات التعاون السلمي.

وكما جاء في كتابات جون مينارد كينز – أحد مؤسسي الصندوق – كرد فعل على معاهدة فرساي، إن إلحاق الدمار المالي بألمانيا سيؤدي في نهاية المطاف إلى كارثة، وكان محقا تماما في ذلك".

"واليوم، نجد أن هناك أوجه شبه كبيرة مع الفترة التي سبقت الحرب الكبرى – فالتطورات التكنولوجية تذهل العقول، والاندماج العالمي يزداد عمقا، والرخاء يتزايد مما أدى إلى انتشال أعداد هائلة من براثن الفقر، لكنه مع الأسف أغفل الكثيرين.

وصحيح أن شبكات الأمان أفضل في الوقت الحالي وتحقق النفع، ولكن في بعض الأماكن نرى مرة أخرى تزايد مشاعر الغضب والإحباط تصاحبها ردود فعل عكسية تجاه العولمة.

ومرة أخرى، نحن بحاجة للتكيف مع المتغيرات".      

ودعت لاجارد إلى العمل التعددي الجديد، وهو عمل أكثر شمولا لجميع الأطراف، وأكثر تركيزا على البشر، وأكثر خضوعا للمساءلة.

واختتمت قولها، أنه يجب على هذا العمل التعددي الجديد أن يحيي روح التعاون السابقة مع التصدي في الوقت نفسه لطائفة أوسع من التحديات – من الاندماج المالي والتكنولوجيا المالية إلى تكلفة الفساد وتغير المناخ.


مواضيع متعلقة