جلسة "محاكاة القمة العربية الإفريقية"| السيسي يطالب بتبني التوصيات

جلسة "محاكاة القمة العربية الإفريقية"| السيسي يطالب بتبني التوصيات
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي انعقاد الجلسة الختامية لمحاكاة القمة العربية الإفريقية، ضمن فاعليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ للعام الثاني على التوالي، بحضور ممثلين عن عدد كبير من الدول العربية والإفريقية.
وأدلى عدد من ممثلي الدول العربية والإفريقية بكلماتهم، التي أتت في إطار تمتين العلاقات بين الدول العربية والإفريقية، وضرورة تعزيز التعاون بينها من أجل مجابهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
وقال ممثل نيجيريا، إنه من المهم توطيد العلاقات الإفريقية العربية، مؤكدًا أن هذه العلاقات من شأنها أن تثمر كثيرا من الأشياء الإيجابية على كل الأصعدة الدبلوماسية والسياسية.
وأضاف، خلال كلمته في فعاليات الجلسة الختامية لمحاكاة القمة العربية الإفريقية، ضمن فاعليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم، المنعقد في شرم الشيخ، بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، "نسعى إلى الدفع قدما للتعاون الاقتصادي لتحسين سبل معيشة شعوبنا، ولهذا يتعين علينا دائمًا أن نضع السياسات اللازمة والاستراتيجيات المطلوبة لذلك".
وتابع، "نعمل على تعزيز آفاق الاستثمار وفتح المزيد من أبواب التمويل، في مختلف المجالات والقطاعات، وخاصة القطاعات الزراعية والتجارية واستغلال الموانئ البحرية من أجل تعزيز التجارة، وكل هذا من أجل تعزيز هدف التكامل الاقتصادي والتجاري، وأن نحقق أهداف الشراكة والتعاون بين الدول العربية والإفريقية".
بدورها قالت ممثلة المملكة العربية السعودية، إن حكومة بلادها تصدرت مكانة دولية مرموقة في مجالات التنمية الدولية والإغاثة الإنسانية، حيث تدرك المملكة أن مساعدة الدول المتضررة هي مسئولية أخلاقية في الدرجة الأولى.
وأردفت، "دور المملكة لا يقتصر على المساعدات، فالمملكة تعي أهمية الشراكة بين الدول على المستوى العربي والإفريقي، لإيمانها ان هذه الشراكة ستعود بالمنفعة على البلدين".
واستكملت، "المملكة تعتبر من أكبر الاقتصاديات في العالم العربي ولا نغفل أنها من أكبر الدول، التي تضخ الاستثمارات في كل المجالات ومنها المجال الزراعي".
وقال ممثل دولة البحرين، خلال الجلسة الختامية لنموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، إن تعزيز التضامن والتكامل العربي والإفريقي والنهوض بالدور الاستراتيجي لترسيخ الأمن والاستقرار في مواجهة التحديات الخطيرة في صلب ثوابت البحرين وأولوياتها، فضلا عن التشديد على ضرورة توسيع آفاق التعاون العربي الإفريقي لصد الأطماع الخارجية في المقام الأول.
وأضاف أن مملكة البحرين تحرص على تطوير علاقات التعاون مع دول القارة الإفريقية في مختلف المجالات، من خلال تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية لما تشكله الدول الإفريقية من أهمية اقتصادية بالغة، لافتا إلى أن البحرين تولي اهتماما كبيرا بالشباب البحريني الذي أبرز نفسه في شتى المجالات، وقد تم تسمية هذا العالم بعام الذهب، لما حققه الشباب من إنجازات فيه، مقدما الشكر للملك حمد بن عيسى، لدعمه الدائم للشباب البحريني، مقدما الشكر أيضا للرئيس عبد الفتاح السيسي لكرم الضيافة.
كما أكد ممثل الجمهورية اليمنية، أن ما تعانيه بلاده من مشكلات محلية يؤثر على أمن وسلام المنطقة بشكل كبير، أبرزها محاولة جر مضيق باب المندب إلى الصراع، والذي سيؤثر على حركة التجارة العالمية بشكل عام.
وطالب الدول المشاركة في هذه القمة بالوقوف جنبًا إلى جنب مع بلاده وإحلال الأمن والاستقرار في أقرب وقت ممكن والدفع بالمصالحة.
وواصل، "نؤكد في اليمن على أهمية العلاقة بين الدول العربية والإفريقية وتعزيز التعاون معها، فمشروع جسر النور وإنشاء السكك الحديدية لربط اليمن مع جيبوتي وتعزيز العربية الإفريقية أمر مهم للغاية".
قدّم رئيس ممثل الاتحاد الإفريقي الشكر لكل المشاركين في جلسات محاكاة القمة العربية الإفريقية، لما قدموه من مقترحات، موضحًا أنها ستكون موضع اهتمام بالغ، ومن ثم تنعكس على أرض الواقع الإفريقي والعربي.
وأعلن ممثل الاتحاد الإفريقي، البيان الختامي لجلسة محاكاة القمة العربية الإفريقية قائلا، إن مدينة شرم الشيخ مدينة للتكامل العربي الإفريقي، "ونحن قادة البلدان العربية والإفريقية المجتمعين في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية بيومي 4 و5 نوفمبر 2018، والتي تنعقد تحت شعار العرب وإفريقيا شركاء العرب والمصير".
وأعرب عن جزيل الامتنان والشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على كل ما بذله من جهود صادقة لنجاح انعقاد القمة العربية الإفريقية وعلى كرم الضيافة منذ البداية، مضيفا، "نجدد عقد الشراكة بين العالمين العربي والإفريقي باعتبارها شراكة استراتيجية تفرضها ضرورات ملحة وتحديات مشتركة بحكم حقائق التاريخ والجغرافيا، ونؤكد على رغبتنا العميقة في تعزيز روابط التعاون المشترك بين العالم العربي والقارة الإفريقية والانتقال بذلك التعاون إلى آفاق أرحب، لما فيه صالح شعوبنا الشقيقة".
وشدد على التزام الاتحاد الإفريقي بما جاء في القانون الأساسي من مبادئ وأهداف، والالتزام بالمبادئ الواردة في ميثاق جامعة الدول العربية، خصوصًا المبادئ المتعلقة باحترام السيادة الوطنية للدول وسلامتها الإقليمية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدًا الدور المهم والمحوري للشباب العربي والإفريقي في دفع العلاقات العربية والإفريقية إلى ما تستحقه كنموذج يتوافر فيه كل عناصر التكامل.
وأضاف، "قررنا ما يلي دفع العلاقات العربية الإفريقية من خلال تعزيز التنسيق والتشاور بين الدول العربية والإفريقية في المحافل الدولية خدمة وإعلاء للقضايا العربية والإفريقية، الترحيب بالترتيبات الإقليمية الإيجابية في منطقة القرن الإفريقي، والتي نتح عنها تسوية النزاع الإثيوبي والإريتري، وأيضا النزاع الجيبوتي الإيرتري، بمساع حميدة من المملكة العربية السعودية الشقيقة، والاسترشاد بتلك التجارب في التسوية السلمية للنزاعات في المنطقتين العربية والإفريقية، وأيضا إنشاء صندوق عربي وإفريقي لدعم بناء السلام في الدول في فترة ما بعد الصراعات بالمنطقتين العربية والإفريقية في مجالات إعادة الإعمار والتنمية، إضافة إلى وضع آلية عربية إفريقية مشتركة؛ لمواجهة الإرهاب من خلال التنسيق السياسي والأمني بين الدول العربية والإفريقية مع التأكيد على أن خطر الإرهاب هو التحدي الأكبر لاستقرار الدول العربية والإفريقية، وما يستلزم تضافر الجهود العربية والإفريقية لمواجهة خطر الإرهاب ومواجهة الدول الراعية له، مع وضع نظام عربي إفريقي مشترك لمواجهة التطرف والإرهاب".
وأكد ضرورة دفع العلاقات الاقتصادية العربية الإفريقية إلى آفاق تكاملية استثمارا لمكونات التكامل الاقتصادي العربي الإفريقي، وأيضا إنشاء صندوق تمويلي عربي إفريقي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية، وكل المؤسسات والصناديق العربية، وبنك التنمية الإفريقي بهدف تقديم حوافز مادية لتنمية قطاع ريادة الأعمال في العالمين العربي والإفريقي.
وأضاف، "كما قررنا تعزيز الحوار بين الشباب العربي والإفريقي، وإيجاد منصات مؤسسية لدعم ذلك الحوار الشبابي عبر استضافة وتنظيم الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب بجمهورية مصر العربية، لنموذج محاكاة لجلسة مشتركة للبرلمانين العربي والإفريقي يمثل فيه الشباب العربي والإفريقي بلدانهم ويتبادلون الرؤى حول أبرز القضايا التي تهم العالمين العربي والإفريقي".
وواصل، "قررنا أيضا دعوة مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتشكيل فريق عمل مشترك لوضع أجندة بالمشروعات العربية الإفريقية المشتركة في كل المجالات، ومتابعة تنفيذها في أرض الواقع على أن يتم عرض نتائج تلك الأجندة وما تم إنجازه من المشروعات على القمة العربية الإفريقية القادمة، وأيضا تشكيل فريق عمل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية يتولى تصميم خريطة لأبرز الفرص الاستثمارية في العالمين العربي والإفريقي لجذب المزيد من التدفقات الاستثمارية الأجنبية إلى الدول العربية والإفريقية ما يساهم في إنعاش الاقتصاديات العربية والإفريقية بالتوازي مع إنشاء مجلس أعمال عربي إفريقي مشترك يهتم بتحسين مناخ الاستثمار بين الجانبين".
واستطرد، "أيضا قررنا وضع استراتيجية مشتركة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، والوصول إلى تدعيم الأمن الغذائي عبر إطلاق البرنامج العربي الإفريقي لتكثيف الاستثمار في الزراعة، وأيضا إطلاق البرنامج العربي الإفريقي المشترك للتدريب من أجل التشغيل بهدف تدريب الشباب في الجانبين على كافة المعارف العلمية والفنية بما يؤهلهم لسوق العمل ويساهم في تحسين الاستثمارات والأعمال في الجانبين".
واختتم، "أخيرا قررنا إنشاء جائزة للمبدعين والمبتكرين الأفارقة والعرب تحت عنوان جائزة زويل تيلر للتميز العلمي نسبة للعالم المصري أحمد زويل الحاصل جائزة نوبل في الكيمياء والعالم الجنوب إفريقي ماتس تيلر الحاصل على جائزة نوبل في الطب لتعزيز التعاون العربي الإفريقي في مجال البحث العلمي مع اشتراط أن يكون البحث الفائز بالجائزة مقدم من فريق علمي عربي إفريقي مشترك".
وكرم الرئيس عبدالفتاح السيسى، زوندوا مانديلا، حفيد نيلسون مانديلا، وذلك على هامش الجلسة الختامية لنموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، كما كرم الرئيس حامد بن زايد آل نهيان، نجل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وانطلقت فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثانية بمدينة شرم الشيخ، أول أمس، بجلسة افتتاحية بمشاركة ما يزيد على 5 آلاف شاب وفتاة من مختلف دول العالم ممثلين لـ160 دولة حول العالم، وذلك برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أن يُستكمل باقي الجلسات حتى الثلاثاء 6 نوفمبر 2018.
وتتضمن فعاليات المنتدى، لأول مرة، تجربة فريدة من نوعها بافتتاح مسرح شباب العالم ليكون ملتقى شبابيًا للفنون من مختلف دول العالم، وتستمر عروضه على مدار 3 أيام، إضافة إلى انطلاق راديو شباب العالم، تحت شعار "لنكسر حاجز الصمت"؛ بهدف إلى الاستفادة من التنوع الفريد والثقافات المختلفة عبر تقديم عدة برامج شبابية.
ويضمّ جدول الجلسات -وفق ما أعلن عنه الموقع الرسمي للمنتدى- نحو 30 جلسة تتمثل في 18 محورًا، إلى جانب محاكاة القمة العربية الأفريقية، إضافة إلى حفلتي الافتتاح والختام، وورش العمل التي تسبق عقد المنتدى.