مستشار «بنوك الدم» بالهلال الأحمر: نحتاج إلى 3 ملايين «كيس» سنوياً.. والعجز وصل 50%.. ونعانى نقصاً فى «الفصائل السالبة».. والمشكلة فى غياب ثقافة التبرع

كتب: أجرت الحوار: أسماء زايد

مستشار «بنوك الدم» بالهلال الأحمر: نحتاج إلى 3 ملايين «كيس» سنوياً.. والعجز وصل 50%.. ونعانى نقصاً فى «الفصائل السالبة».. والمشكلة فى غياب ثقافة التبرع

مستشار «بنوك الدم» بالهلال الأحمر: نحتاج إلى 3 ملايين «كيس» سنوياً.. والعجز وصل 50%.. ونعانى نقصاً فى «الفصائل السالبة».. والمشكلة فى غياب ثقافة التبرع

قال الدكتور إيهاب سراج الدين، مستشار الأمين العام لشئون جودة بنوك الدم بالهلال الأحمر، إن المرضى فى مصر يحتاجون سنوياً إلى قرابة 3 ملايين كيس دم، يتم جمع 1.5 مليون فقط من خلال حملات التبرع، موضحاً أن المشكلة الرئيسية فى غياب ثقافة التبرع لدى المواطنين، ومخاوفهم من انتقال الفيروسات أو الأمراض، رغم اتخاذ كل الإجراءات الوقائية.

وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن الأطفال المصابين بمرض أنيميا البحر المتوسط، يحتاجون إلى نقل دم مرة كل 15 يوماً، ويستمر ذلك طوال عمرهم، مؤكداً أن الفصائل السالبة بها نقص شديد، والهلال الأحمر يوفر من 120 إلى 125 ألف كيس سنوياً، بما يمثل 8% من إجمالى أكياس الدم التى يتم الحصول عليها عبر حملات التبرع.

كم عدد بنوك الدم التابعة للهلال الأحمر؟

- لدينا 5 بنوك دم تابعة لجمعية الهلال الأحمر، عبارة عن بنك الدم المركزى فى القاهرة و4 أخرى فى محافظات الإسكندرية والغربية والبحيرة وقنا، وهناك 3 فروع أخرى سيتم افتتاحها العام القادم، ونحن غير قادرين على تغطية جميع أنحاء الجمهورية فى الوقت الحالى، وتم تطوير بنك الدم المركزى، بعد مرور 20 عاماً دون تطوير.

{long_qoute_1}

ماذا عن الميزانية المخصّصة لتطوير بنوك الدم؟

- تكلفة التطوير 10 ملايين جنيه فقط، وتم تطوير بنك الدم المركزى من خلال الجهود الذاتية، وبدأت فكرة التطوير بعد اختيار الدكتورة مؤمنة كامل أمين عام جمعية الهلال الأحمر، فى نهاية 2014، حيث بدأت فى أبريل 2015، اهتمامها الرئيسى ببنوك الدم، وكانت مسئولة عن بنوك دم الهلال الأحمر المصرى، وبدأنا ببنك الدم المركزى، وتمت دراسة الوضع لمدة 6 أشهر مالياً وفنياً وإدارياً، وعمل دراسة شاملة عن بنك الدم الحالى، والفرص المستقبلية، وتم افتتاحه منذ عدة أشهر، وكانت وجهة نظرنا عمل خطة نقول للدولة فيها: «إننا هنعمل تطوير لبنك الدم من غير ما نعتمد على الدولة»، ومع تطوير بنك الدم جاءت لنا تبرعات، وتعاملنا مع شركات أجنبية ومحلية تعمل فى مجال بنوك الدم، وعرضنا على هذه الشركات تطوير بنوك الدم، وكانوا على دراية بأن الهلال الأحمر مهمل تطويره طوال السنوات الماضية، خاصة عندما عرضنا عليهم تطوير البنك، وتوضيح مدى خدمته لقطاع كبير من المرضى، مثل أطفال أنيميا البحر المتوسط، وشركة ألمانية تبرّعت لنا بجهاز فصل البلازما مباشرة من المتبرّع بطريقة أوتوماتيكية هدية، وكانت قيمته حينها 300 ألف جنيه، وشركة أخرى أعطتنا جهازاً لفصل الصفائح أوتوماتيكياً من المتبرّع قيمته تخطّت 400 ألف جنيه، وشركة ثالثة أعطتنا جهازاً لعمل التحاليل الفيروسية أوتوماتيكياً قيمته 500 ألف جنيه هدية، وكذلك الوكلاء المحليون لهم بمصر ساعدونا أيضاً، وهناك شركات أعطتنا جهازاً لعمل الفصائل أوتوماتيكياً، وهناك جهات أخرى ساعدتنا من خلال إعطائنا الأجهزة بالتقسيط على 16 شهراً، وتمكنا من شراء أجهزة بأعلى جودة، وبعد افتتاح بنك الدم طلبت جهات كثيرة تنظيم حملات تبرع بالدم بها.

ما معدل احتياجنا من الدم سنوياً؟

- منظمة الصحة العالمية تؤكد أن المفروض كل دولة تكون احتياجاتها من الدم 3% من عدد سكان الدولة، واحنا عددنا قرب الـ100 مليون واحتياجنا السنوى 3 ملايين قربة من الدم، بنجمع منها فى مصر نحو مليون ونصف فقط، وهذا الرقم على مستوى بنوك الدم بمصر كلها، وليس الهلال الأحمر فقط، وعندما درسنا الوضع كهلال أحمر لأننا جزء من منظومة بنوك الدم، وجدنا أن المشكلة الأساسية هى الوعى وثقافة التبرع بالدم، حيث إنه ليست لدينا أى ثقافة أو وعى بالتبرع بالدم، ولا أى رسائل اطمئنان توجّه إلى الشباب والمتبرعين تشجّعهم على التبرّع بالدم، لذلك عملنا خلال تطوير بنك الدم وتطوير بنيته التحتية، ونعمل حالياً على نشر ثقافة التبرّع بالدم، ومنذ فترة قريبة قال الرئيس السيسى نفس الكلام، وحث على نشر ثقافة التبرّع بالدم، فقررنا تكون لنا القيادة فى نشر ثقافة التبرع بالدم، ومنذ 3 سنوات بدأنا عمل أفلام رسوم متحركة لنشر ثقافة التبرّع، وأنتجنا فيلماً يرد على تخوّفات الناس من التبرع بالدم.

{long_qoute_2}

ما أبرز الأمراض التى تحتاج إلى نقل دم بشكل مستمر؟

- أنيميا البحر المتوسط، والمقر الرئيسى به قاعة تنقل الدم إلى 25 طفلاً يومياً مصابين بهذا المرض، وفرع قنا 10 حالات يومياً، وإسكندرية 15 حالة، ودمنهور والغربية بيخدموا أكثر، لأنه يضاف لهم حالات التأمين الصحى، وهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى نقل الدم مرة كل 15 يوماً، طوال عمرهم، ويحتاجون إلى «كيسين دم» على الأقل شهرياً.

ما فصائل الدم التى لا تتوافر بشكل دائم؟

- كل الفصائل السالبة من أكثر الفصائل التى بها نقص شديد، A سالب، B سالب، O سالب، صعب جداً إيجادها، وهناك فصائل سهل توافرها مثل A موجب، B موجب، والفصائل الإيجابية، والهلال الأحمر يوفر من 120 إلى 125 ألف كيس سنوياً، بما يمثل 8% من إجمالى أكياس الدم التى يتم تجميعها، وخطتنا تعمل على تجهيز 3 فروع جديدة أخرى لزيادة نسبة الدم المجمّعة من المتبرعين على مدار السنة من الهلال الأحمر لتصل النسبة إلى 11% من إجمالى الدم الذى يتم تجميعه على مستوى مصر، ولدينا خطط مستقبلية، وهدفنا تمثيل الهلال الأحمر لـ20% من إجمالى الدم المجمع، والجامعات بها أكثر نسبة تبرع.

{long_qoute_3}

ما الإجراءات التى يتم اتخاذها لتحفيز المواطنين على التبرع بالدم؟

- أنشأنا صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لبنك الدم، وذلك لأن الفئة العمرية المستهدَفة هى الشباب، لذلك ركزنا على مواقع التواصل الاجتماعى، لأنها الأقرب إليهم، ونسبة تبرّع الشباب من 75 إلى 80% من إجمالى المتبرّعين على مدار السنة، والعمر المحدّد للتبرع بالدم من 18 وحتى 60 عاماً، إلى جانب الحملات التوعوية، ولدينا نقص فى نشر ثقافة التوعية بالتبرع بالدم، وفترة الأزمات أكثر فترة يتوافر بها دم ومتبرعون، ولم نعانِ خلال فترات الأزمات من التبرّع بالدم، والدليل على ذلك حادث الروضة لم يكن هناك أى نقص فى هذه الفترة، الأزمة فى ثقافة التبرّع والوعى لدى المواطنين، ومحتاجين نطمئن الناس أنه ليست هناك أى مشاكل من التبرع بالدم، وهناك فئات تمنع من التبرّع بالدم مثل المصابين بالأمراض المزمنة، ومرضى الفشل الكلوى والقلب والرئة، أما مرضى السكر الذين يستعملون أقراصاً منظمة، ونسبة السكر منتظمة يجوز لهم التبرّع بالدم، وكذلك مريض الضغط يمكن أن يتبرع بالدم فى حال انتظام ضغطه، والحملات تعمل على مدار السنة من الساعة 10 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، وفى شهر رمضان شغالين من الساعة التاسعة حتى الساعة الثالثة، ومفيش حد بيتبرع فى فترة الصيام.

ما مدة صلاحية كيس الدم؟

- 35 يوماً من تاريخ التبرّع، ولذلك لا بد من التبرّع بشكل مستمر، ولن تحدث أزمات حال التبرع المستمر، عملنا حملة مع الصليب الأحمر، وكانت نتيجة الحملة، إنتاج أفلام صغيرة 20 ثانية عن التبرّع، ونشرنا 30 رسالة اطمئنان، كما أننا ذهبنا للقطاع الاقتصادى بالتليفزيون المصرى، وتعاونوا معنا وكان معنا فيلم رسوم متحركة يوضح مراحل التبرّع بالدم، وأهم نشاط لدينا توفير الدم لمرضى أنيميا البحر المتوسط، ومرضى الهيموفيليا، وبدأنا تجهيز خطة لعمل قاعدة بيانات للمتبرعين المنتظمين، وخلال تحليل الفصائل إذا تم اكتشاف أن المتبرّع مصاب بمرض ما يتم إبلاغه، مثل الإيدز، ويتم إبلاغ وزارة الصحة أيضاً، ونعمل حالياً على تطوير سيارات التبرّع بالدم، ونحن فى حاجة إلى سيارات أخرى، ولدينا باركود سيستم على النظام العالمى، وتم تغيير البنية التحتية كاملة.


مواضيع متعلقة