مصر الأفريقية: «عبدالناصر» قاد القارة للتحرر.. و«السيسى» رسخ قواعد التعاون الاقتصادى

مصر الأفريقية: «عبدالناصر» قاد القارة للتحرر.. و«السيسى» رسخ قواعد التعاون الاقتصادى
- أديس أبابا
- إعادة إعمار
- الأمم المتحدة
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الاتحاد الأفريقى
- الاتحاد الأوروبى
- الاتحاد السوفيتى
- البحوث الأفريقية
- «السيسى»
- آباء
- أديس أبابا
- إعادة إعمار
- الأمم المتحدة
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الاتحاد الأفريقى
- الاتحاد الأوروبى
- الاتحاد السوفيتى
- البحوث الأفريقية
- «السيسى»
- آباء
تطلعت القارة الأفريقية للحصول على الاستقلال من القوى الاستعمارية فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، بعد أن مُنيت بخسائر اقتصادية وعسكرية أفقدتها توازنها، وكان ذلك بمثابة الفرصة التى بدأت خلالها المستعمرات الأفريقية إعلان الاستقلال والبحث عن التنمية السياسية لتعويض استغلالها من جانب الدول الاستعمارية.
{left_qoute_1}
وكانت أولى محاولات التجمع والوحدة بين البلدان الأفريقية ظهور منظمة الوحدة الأفريقية، ولأن المنظمات كانت تدشن من خلال مؤتمرات دولية، تعلن خلالها وثيقة تكون بمثابة دستور لهذه المنظمة يحمل أهدافها وتطلعاتها المستقبلية، جاء مؤتمر أكرا فى العاصمة غانا عام 1958 ليعلن مجموعة من الأهداف والتطلعات لأكثر من 200 عضو حضروا المؤتمر من مختلف الأحزاب والنقابات العمالية فى أنحاء القارة الأفريقية.
وتمثلت الأهداف الرئيسة لهذا المؤتمر فى الحفاظ على السيادة الإقليمية للدول الأعضاء، والاعتراف بحق الشعب الجزائرى فى الاستقلال، وإعلان موحد لحصول المناطق غير المستقلة على استقلالها، تماشياً مع حق تقرير المصير الموجود فى ميثاق منظمة الأمم المتحدة، وبعدها أقر مؤتمر أديس أبابا فى الحبشة عام 1963 ميثاقاً للمنظمة باجتماع 30 دولة أفريقية مستقلة وقّعت على الميثاق، وتم الإعلان عن ميلاد المنظمة فى 25 مايو من نفس العام.
واقتصرت العضوية فى المنظمة على الدول الأفريقية المستقلة ذات السيادة، على أن تؤمن بالسياسة العليا للمنظمة، وهى عدم الانحياز، ونبذ التفرقة العنصرية. وظلت أهداف المنظمة تعطى أولوية لتحرير باقى القارة من الاستعمار، والقضاء على التخلف الاقتصادى، وتوطيد دعائم التضامن الأفريقى، والارتقاء بالقارة إلى المكانة التى تليق بها.
كان أعضاء الدول المؤسسة للمنظمة 30 عضواً، بينهم مصر، وزاد العدد إلى 53 دولة عام 1980، وتولت مصر رئاستها ثلاث مرات، وفى ثانى دورة لها تولى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى الفترة من يوليو 1964 إلى 1965، ثم تولى الرئيس محمد حسنى مبارك رئاستها مرتين فى 1989، و1993.
كانت المنظمة تعقد اجتماعاً سنوياً فى واحدة من العواصم الأفريقية، يحضره رؤساء دول وحكومات الأعضاء، وكان الأمين العام للأمم المتحدة يحضر جلسة الافتتاح ويلقى كلمة، واستضافت مصر الاجتماع مرتين، الأولى فى يوليو عام 1964، والثانية فى يونيو 1993، وكان لها مجموعة من اللجان الفرعية تساهم فى تنظيم عملها، مثل اتحاد اتصالات الوحدة الأفريقية، ووكالة أخبار واتحاد السكك الحديدية الأفريقية، والمجلس الأعلى للرياضة، واللجنة الأفريقية للطيران المدنى.
«النزاعات»، كانت هى الكلمة التى وضعت نهاية المنظمة، خصوصاً حول عضوية الدول، وتعيين الأمين العام ومهامه، فى ظل نقص الموارد، عجز التعامل مع بعض المشكلات مثل الكوارث الطبيعية التى مُنيت بها القارة، فجاء الرئيس الليبى معمر القذافى ليعلن، فى سبتمبر عام 1999 فى مدينة سرت الليبية، تأسيس الاتحاد الأفريقى بديلاً عن المنظمة، وفى يوليو 2001 قرر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية، فى مؤتمر عُقد فى لوساكا عاصمة زامبيا، الانتقال من المنظمة إلى الاتحاد الأفريقى.
«المنظمة لم تفشل»، هكذا علق الدكتور محمود أبوالعينين، العميد الأسبق لمعهد الدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة القاهرة، على نهاية منظمة الوحدة الأفريقية، مؤكداً أن المنظمة نجحت فى تحقيق هدفها بتحرير المستعمرات الأفريقية. ووصف الدور المصرى بـ«الريادى» فى تدشين هذه المنظمة وعدد المنظمات الأخرى بالقارة الأفريقية خلال فترة الخمسينات والستينات، ففى عام 1955 جمعت مصر، بقيادة الزعيم عبدالناصر، ممثلى الدول الأفريقية فى مؤتمر باندونج فى إندونيسيا لتدشين منظمة عدم الانحياز، بمشاركة وفود حركات التحرير، مثل الوفد الجزائرى والسودانى، وأعلن عن تأسيس منظمة التعاون الأفروآسيوى، وانتهى دور «عدم الانحياز» بتفكك الاتحاد السوفيتى فى أكتوبر 1991.
وأضاف «أبوالعينين» أن «عبدالناصر» استكمل دور مصر فى القارة الأفريقية من خلال تشكيل تجمُّع لأكثر من 30 دولة أفريقية مستقلة فى الستينات لتدشين منظمة الوحدة الأفريقية فى مؤتمر أديس أبابا، ما يعكس الدور المصرى فى إحداث التضامن (الأفريقى- الأفريقى)، و(الأفريقى- الآسيوى)، وهو ما جعل هذه الفترة يطلق عليها العصر الذهبى للعلاقات المصرية الأفريقية، وكان لمصر الريادة فى العلاقات العربية الأفريقية باستضافة أول مؤتمر عربى أفريقى بالقاهرة فى مارس 1977.
وتابع: «عاد الدور المصرى قوياً فى أفريقيا، وتحديداً بعد ثورة 30 يونيو، فخلال الأربع سنوات الماضية كان هناك تفعيل للدور الإقليمى بالقارة، انعكس فى أحدث تحرك تمثل فى الترحيب التنزانى بمساهمة مصر، تحديداً شركة المقاولين العرب، فى إنشاء سد تنزانيا الذى يخدم التنمية هناك، كما أن الدور المصرى فى مكافحة الإرهاب أعطى ثقلاً كبيراً بالقارة الأفريقية، ما جعل مصر تعود للدور الإقليمى التاريخى لها الحريص على القارة الأفريقية، وتعظيم هذا الدور فى مواجهة المشكلات والأطماع الخارجية».
وأكد رمضان قرنى، الباحث فى الشئون الأفريقية ومدير تحرير دورية آفاق أفريقية، الصادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات، أن مصر لعبت دوراً مهماً فى تأسيس كيانات إقليمية أفريقية ساهمت فى تنمية أفريقيا، مثل منظمة الوحدة الأفريقية خلال مرحلة ما بعدة الاستعمار، وإعادة بناء الدول فى أفريقيا، كما أن إنشاء الاتحاد الأفريقى كان تحولاً وامتداداً للمنظمة، بهدف أن يكون على غرار الاتحاد الأوروبى، بإنشاء وحدة اقتصادية وتعاون على مستوى إقليمى وأن يصبح لأفريقيا صوت واحد.
وأشار «قرنى» إلى أن التحرك المصرى فى القارة جاء على مستوى الدعم المالى بالمساهمة فى تمويل الاتحاد الأفريقى بنحو 18% من إجمالى الميزانية ضمن أربع دول هى الأكثر مساهمة مالية بالاتحاد، وهى (مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والجزائر)، مضيفاً أن مصر تتحرك على مستوى المشروعات التنموية والمقترحات التى كان أبرزها إنشاء المركز الأفريقى لإعادة إعمار الدول الأفريقية فى مرحلة ما بعد الصراع. وطرحت مصر التعاون العسكرى مع شمال أفريقيا، ولدينا تحرك نشط فى لجنة حفظ الأمن والسلم بمجلس الأمن لعرض القضايا الأفريقية، كما تتمتع مصر بعضوية لفترات طويلة بمجلس السلم والأمن الأفريقى بالاتحاد، وانعكس ذلك على المركز الإقليمى الذى تستضيفه مصر لحل النزاعات والصراعات فى أفريقيا.
وعلى الصعيد الاقتصادى، قال «قرنى» إن مصر طرحت إنشاء التكتلات الاقتصادية الأفريقية بإنشاء منطقة تجارة حرة أفريقية بالتعاون مع التجمع الاقتصادى الأفريقى الثلاثى أبرزه الكوميسا، ويشمل هذا التجمع 26 دول أفريقية تمثل نصف الناتج المحلى الإجمالى فى القارة، وقطعت مصر شوطاً كبيراً نحو تحقيق منطقة حرة فى أفريقيا، كما تحركت لطرح منتديات استثمارية (أفريقية- أفريقية) للمرة الأولى خلال عامى 2016-2017، بعد أن كانت المنتديات الاستثمارية (أفريقية- آسيوية) أو (أفريقية- أوروبية)، ما يعنى أن هذه المنتديات أعطت الفرصة لالتقاء مؤسسات العمل الأفريقية، والقطاع الخاص، ورجال الأعمال الأفريقيين لتلبية المتطلبات التنموية للقارة.
«أنجح المنظمات الأفريقية»، هكذا وصفت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، منظمة الوحدة الأفريقية، نظراً لدور الزعيم «عبدالناصر» فى تأسيسها من منطلق وعى القيادة المصرية بالأهمية الاستراتيجية للقارة، وهو ما انعكس على الدعم المصرى لحركات التحرر الأفريقية وتبنِّى القاهرة لمقرات مكاتب هذه الحركات، وإرسال السلاح وتدريب النشطاء بها، ما جعل مصر من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية.
وأضافت «عمر» أن المنظمة نجحت فى توحيد الدول الأفريقية بشكل مؤسسى، من خلال اللقاء مرتين فى العام لكل زعماء أفريقيا لمناقشة أهم المشكلات بالقارة، والتوصل إلى حلول لها.