مشار في جوبا للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين

كتب: أ ف ب

مشار في جوبا للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين

مشار في جوبا للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين

عاد زعيم المتمرّدين في جنوب السودان، رياك مشار، صباح الأربعاء إلى جوبا بعد غياب دام أكثر من سنتين، للمشاركة في احتفال بمناسبة توقيع اتّفاق جديد للسلام في الدولة الفتيّة التي مزّقتها الحرب.

وسيستعيد مشار بموجب الاتّفاق منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله. ولم يزر مشار جوبا منذ أن اضطر للهرب من العاصمة في يوليو 2016، على إثر معارك طاحنة بين رجاله والقوات الحكومية بعد انهيار اتّفاق سلام سابق.

وتمّ التوقيع على الاتّفاق الأخير في سبتمبر، بهدف إنهاء حرب أهليّة اندلعت في ديسمبر 2013، وأجبرت نحو أربعة ملايين شخص -- نحو ثلث عدد السكّان على النزوح.

ولدى وصول زعيم المتمرد سابقاً، إلى مطار جوبا من الخرطوم، كان في استقباله الرئيس سالفا كير، حليفه السابق.

وسينضمّ الخصمان لرؤساء أفارقة في الاحتفال بالاتّفاق الجديد، الذي تم التوقيع عليه في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا.

ولم يعرف صباح الأربعاء، ما إذا كان مشار سيبقى في جوبا بعد مراسم الاتّفاق، إذ إنّ المحيطين به عبّروا عن مخاوف حيال أمنه.

- "هنا من أجل السلام" -

وقال لام بول جابريال، المتحدّث باسم المجموعة التي تضمّ 10 فصائل متمرّدة بزعامة مشار، الثلاثاء إنّ مشار سيصل برفقة نحو 30 شخصية سياسية.

وأضاف: "لدينا مخاوف بشأن أمنه في جوبا، لكن الحقيقة أنّنا هنا من أجل السلام وما نحاول القيام به هو بناء الثقة. ولهذا السبب يمكنه المغادرة بدون قوّاته والذهاب برفقة سياسيين".

وتجمّع آلاف الأشخاص لمتابعة الاحتفال عند ضريح جون قرنق، الذي تم تشييده تكريماً لبطل الاستقلال الذي قضى في تحطّم مروحية العام 2005.

وبين زعماء دول المنطقة الذين وصلوا إلى جوبا لحضور المراسم، الرئيس السوداني عمر البشير ورئيسة إثيوبيا الجديدة سهلي ورق زودي ورئيس الصومال محمد عبدالله محمد، والرئيس الأوغندي يويري موسيفيني.

وقال كير بحسب أذاعة الامم المتحدة: "أود أن اؤكد أمامكم أن الحرب في جنوب السودان انتهت".

وكدليل على حسن النية، أعلن الرئيس أيضا الإفراج اعتبارًا من الأربعاء عن المتحدث السابق للتمرد جيمس غاتديت داك والخميس عن وليام جون اندلي الكولونيل السابق في جنوب أفريقيا، والمستشار السابق لمشار، وسيتم إبعاد الأخير إلى بلده.

وفي ديسمبر حكمت محكمة في جوبا على الرجلين المشار إليهما بالإعدام.

وكان مشار فرّ من جوبا في يوليو 2016، بعد معارك شرسة بين القوات الحكومية وقواته أودت بمئات الأشخاص.

وتوجّه أولاً سيرًا إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية، قبل أن يقيم في المنفى في جنوب أفريقيا.

- أزمة إنسانية عميقة -

واندلعت الحرب الأهليّة في جنوب السودان عندما اتّهم كير، وهو من قبيلة الدنكا، نائبه آنذاك مشار وهو من قبيلة النوير، بالتخطيط للانقلاب عليه.

وأدّى النزاع إلى انقسام البلاد، وشهدت الحرب حالات اغتصاب على نطاق واسع وتجنيد أطفال واعتداءات على المدنيين.

وتسبّبت الحرب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ودمّرت الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على إنتاج النفط.

وناشدت الأمم المتحدة والاتّحاد الأفريقي في وقت سابق هذا الشهر، الأطراف المتحاربة في البلاد اتّخاذ خطوات ملموسة لتطبيق اتفاق السلام الأخير.

واستقلت دولة جنوب السودان عن السودان جارتها الشمالية، عام 2011 بعد حرب أهليّة استمرت 22 عامًا، تواجهت فيها مجموعات متمرّدة ضد الخرطوم.

وفشل العديد من اتفاقات الهدنة والسلام في إنهاء الحرب في جنوب السودان، التي أودت بنحو 380 ألف شخص وأجبرت ثلث عدد السكان على النزوح، ونحو مليوني ونصف المليون على اللجوء وتسببّت بمجاعة.

وعيّن السودان في وقت سابق من هذا الشهر، موفدًا للسلام إلى جنوب السودان في أعقاب التوقيع على اتّفاق أديس أبابا.


مواضيع متعلقة