بالفيديو| لماذا تراجعت أفلام الرعب في السينما المصرية؟

كتب: حاتم سعيد حسن

بالفيديو| لماذا تراجعت أفلام الرعب في السينما المصرية؟

بالفيديو| لماذا تراجعت أفلام الرعب في السينما المصرية؟

رغم تاريخ السينما المصرية الكبير والعريق وتقديمها العديد من الأنواع المختلفة من الأفلام السينمائية وتناولها قضايا مهمة عدة، ولكن يبدو أن هناك مشكلة في تناول السينما المصرية لقضايا الرعب وعالم الأشباح فتاريخ السينما المصرية تعدى 100 عام ولكن تجارب أفلام الرعب قليلة جدا تكاد لا تعد على أصابع اليد الواحدة.

- البداية مع عملاق المسرح

بدأت عام 1945 على يد رائد المسرح الفنان يوسف وهبي حينما ألف وأخرج فيلم "سفير جهنم" ولعب دور شخصية الشيطان، وكان تنفيذ الفيلم يبشر ببداية حقيقية في مجال أفلام الرعب، فالفيلم نفذ بمكياج مميز لشخصية الشيطان دون أي مبالغة والأحداث كانت متماسكة بشكل جيد لتبرز علاقة الشيطان بالإنسان وكيفية غوايته ليجذبهم الى جهنم.

واستطاع يوسف وهبي إخراج الفيلم بشكل جيد ومناسب لهذا الوقت قبل التقدم التكنولوجي في العملية السينمائية، وبهذا استطاع فتح الأبواب أمام نوعية جديدة من الأفلام في السينما المصرية.

وفي عام 1953 تم تقديم فيلم "حرام عليك" من بطولة إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري واستيفان روستي، واعتمد الفيلم علي قصة مرعبة عن طريق رجل يعمل عالم أثار "استيفان روستي" يرغب في نقل مخ بشري إلى إحدى المومياوات، وظهور شخصية المستذئب في الفيلم نفسه الذي اعتمد على أنماط غربية قدمت من قبل في السينما العالمية مثل "فرانكشتاين" أو "المستذئب"، ولكن الفيلم كان تجربة مختلفة في إطار أفلام الرعب ولكن لم يخلوا بالطبع من الكوميديا وهذا ما جعل نمط الرعب يختفي تدريجيًا أمام عظماء بحجم إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري.

واختفت أفلام الرعب بشكل حقيقي لبضع سنوات إلا من تجارب قليلة حتى مرحلة ثمانينات القرن العشرين وظاهرة المخرج محمد شبل، الذي يعتبر من الرواد الذين اهتموا بتجربة أفلام الرعب في السينما المصرية فقدم أفلام من تأليفه وإخراجه، وبدايته كانت بفيلم "أنياب" عام 1981 وجسد محاكاة لقصة دراكولا في إطار موسيقي ورعب وجمع بين مطربين من النادر أن يجتمعوا كأبطال للفيلم "علي الحجار وأحمد عدوية" والغريب بالأمر أن عدوية كان يجسد دور "دراكولا" بالفيلم!

ويكمل محمد شبل بعد ذلك طريقه بتقديم الأفلام السينمائية فيقدم عام 1987 الفيلم الشهير "التعويذة" من بطولة محمود ياسين ويسرا وعبلة كامل والذي يتناول قصة أسرة بسيطة تعيش بمنزل وترفض أن تبيعه لأحد الدجالين الذي يبدأ في استغلال الجان حتى يجعلهم يتركوا المنزل، وبهذا الفيلم نرى أسلوب المخرج محمد شبل قد تطور كثيرًا عن تجربته الأولى محاولا تقديم فيلم رعب بشكل افضل معتمدًا على المكياج ومونتاج المشاهد.

ويستمر في تقديم تجاربه السينمائية، فخرج علينا عام 1989 بفيلم "كابوس" من بطولة يسرا وأحمد عبدالعزيز وكانت آخر تجاربه مع السينما عام 1992 بتقديمه لفيلم "غرام وانتقام بالساطور" من بطولة إسعاد يونس وفاروق الفيشاوي، ولا يخفى على أحد ممن يهتمون بالفن السينمائي أن محمد شبل ظل لغزًا حتى الآن، فالمعلومات حوله قليلة جدًا وقد فارق الحياة عام 1996.

ولا يمكن أن ننسى التجربة الوحيدة التي تناولت علاقة الإنسان بالجن في الفيلم الشهير للنجم عادل إمام فيلم "الإنس والجن" في عام 1985 الذي تناول قصة حب فرد من الجن لإنسانة ويظل طوال الفيلم يطاردها، وهو للمخرج محمد راضي ولم يقدم ما كان متوقع منه بتقديم شكل مختلف لنموذج الفيلم الرعب المصري ولكنه ظل محاولة لتقديم الفن.

وتنتهي فترة الثمانينات التي انتعشت بها تجربة أفلام الرعب المصرية ولا أحد يقدم أي أفلام رعب مرة أخرى حتى عام 2006 وتجربة جديدة وتبدوا أنها أكثر التجارب نضجًا في تقديم فيلم رعب مشوق وهو فيلم "أحلام حقيقية" للمخرج محمد جمعة ومن تأليف محمد دياب، والفيلم اعتمد على إطار تشويقي حول تحول الأحلام والكوابيس إلى واقع ولم يلجأ صناع العمل إلى أي مبالغة في ديكور الفيلم أو المكياج الخاص بالشخصيات وهذا ما رجح كفة الفيلم بأنه تجربة جادة لتقديم فيلم مختلف دون أي تأثيرات أخرى فهو يعتمد على الفكرة فقط.

وعن تراجع السينما المصرية لسنوات في تقديم أفلام الرعب، تقول الناقدة السينمائية ماجدة خيرلله لـ"الوطن": "أن السينما المصرية لم تقدم أفلام رعب بالمعني المفهوم، لكن فيلم ريا وسكينة لصلاح أبو سيف كمثال قال عنه المخرج حسين كمال انه كان يسبب له رعب وهو طفل، الآن نحن نشاهده ونضحك، وكذلك الإنس والجن، وأنياب، لمحمد شبل".

وأشارت الناقدة إلى تجربة المخرج هادي الباجوري فيلم "ورده" والذي لم يحقق نجاح، وأضافت الناقدة ماجدة خيرلله " الحكايه ان الرقابه عادة ترفض الأفلام التي تتناول الأشباح أو ومصاصين دماء ، لانها تخشي من التعارض مع المعتقدات الدينيه كما نخشي اعتراض المؤسسات الدينيه أيضًا أو أنتشار الخرافات، الجمهور لا يملك الثقافة الكفايه ليدرك الفرق بين الخيال السينمائي والواقع".

ويرى الناقد السينمائي عمرو شاهين أنه بالرغم من توافر تقنيات عالية تجعل تقديم الخدع السينمائية المطلوبة لتقديم فيلمًا مرعبًا بحق، إلا أن أغلب صناع السينما ظلوا في مأمن من مغامرة إنتاج وتقديم فيلم رعب ليفسحوا المجال لتجارب يمكن وصفها بالمراهقة لتقديم أفلام رعب منها "كامب" و"شارع 18" و"الدساس" و"حصلنا الرعب" و"وردة" بينما يمكن احتساب فيلم "أحلام حقيقة" فيلم رعب جيد الصنع ولكنه سئ الحظ".

وبين من يؤيد ويعارض هناك جمهور كبير ينتظر أن يرى أفلامًا مصرية تناقش قضايا الرعب والأشباح بحرفية عالية.


مواضيع متعلقة