العيادات كاملة العدد: حتى المريض النفسى يعانى من قوائم الانتظار

كتب: آية صلاح

العيادات كاملة العدد: حتى المريض النفسى يعانى من قوائم الانتظار

العيادات كاملة العدد: حتى المريض النفسى يعانى من قوائم الانتظار

أصبح الكثيرون مؤخراً أكثر تقبلاً لمبدأ الذهاب إلى الطبيب النفسى لطلب المساعدة، بعكس الامتناع السائد قديماً وخلط المفاهيم بين المرض النفسى أو الاضطراب السلوكى، وبين الجنون، مما أسهم فى زيادة معدلات الإقبال على العيادات النفسية، حتى ظهرت قوائم الانتظار لتنظم الأدوار بين المرضى، التى تمتد فى بعض الحالات إلى ثلاثة أشهر، قبل أن يتمكن المريض النفسى من لقاء طبيبه وعرض مشكلاته عليه، واستشارته فى كيفية التعامل معها.

قامت «الوطن» بإجراء عدة اتصالات بعيادات الطب النفسى للتحقّق من المدة المقرّر انتظارها قبل إجراء الكشف. اتصال هاتفى بعيادة الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى والعلاقات الأسرية، الكائنة بمنطقة مصر الجديدة، للسؤال عن كيفية الحجز وأقرب ميعاد للكشف، ردّت مسئولة الاستقبال: «أول ميعاد عندى هيبقى 2 ديسمبر، التكلفة 500 جنيه، وهاحطك على الويتينج ليست»، أى بعد ما يزيد على 40 يوماً من تاريخ إجراء الاتصال، وبالاستفسار عن إمكانية الحجز المستعجل قالت: «آه هيبقى 550 جنيه، وهاحط اسمك بديل لأى حد ممكن يكنسل، وهاكلمك قبلها بيوم».

اتصال آخر بعيادة الدكتور هشام حتاتة، استشارى الطب النفسى، الذى تقع عيادته فى مصر الجديدة، أكد فريق العمل المعاون له أن أقرب موعد لأى كشف جديد بعد ثلاثة أشهر، لكثرة المتردّدين على العيادة، خاصة من الأطفال مرضى التوحد. وبعد عدة اتصالات بعيادة الدكتور عادل مدنى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، الموجودة بمنطقة الدقى، رد السكرتير، معلناً أن أقرب ميعاد متاح للكشف سيكون فى نهاية الأسبوع بعد القادم، أى بعد ما يقرب من 15 يوماً من توقيت الاتصال.

فى عيادة الدكتورة منال عمر، استشارى الطب النفسى، تحكى منى عبدالناصر، تجربتها فى علاج ابنتها المصابة بالتوحد، عن ثقل الانتظار الطويل، الذى يتخطى حاجز الثلاثة أشهر من بعد الحجز حتى لقاء الطبيبة بابنتها «حبيبة» البالغة من العمر خمس سنوات: «راحة بنتى مع الدكتورة كانت أهم عامل فى تحسّنها، وده اللى خلانا نتقبل الفترات الطويلة بين الجلسات، بحيث تبقى ثلاث ساعات كل شهرين».

يترأس القائمة الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، من حيث طول قائمة الانتظار أمام المرضى لديه، حيث انتظر أحمد مسعد، 29 عاماً، ما يقرب من أربعة أشهر قبل أن يحين ميعاد كشفه، رغم ذلك فإنه يجد أن الأمر يستحق: «الموضوع محتاج طول نفس بس، لكن فى النهاية بتلاقى نفسك قاعد قدام دكتور، أنت واثق أنه هيساعدك فى حل مشاكلك، وده المهم بالنسبة لى».


مواضيع متعلقة