"منتدى إعلام مصر" يختتم فعالياته بعنوان "الإعلام المصري إلى أين؟".. وخبراء الإعلام والصحافة يحددون "روشتة إصلاح المهنة"

"منتدى إعلام مصر" يختتم فعالياته بعنوان "الإعلام المصري إلى أين؟".. وخبراء الإعلام والصحافة يحددون "روشتة إصلاح المهنة"
- أزمة اقتصادية
- ارتفاع أسعار
- الإعلام المصر
- الإعلام والاتصال
- الإقليمية والدولية
- التواصل الاجتماعي
- الجلسة الختامية
- السوشيال ميديا
- منتدى إعلام مصر
- أزمة اقتصادية
- ارتفاع أسعار
- الإعلام المصر
- الإعلام والاتصال
- الإقليمية والدولية
- التواصل الاجتماعي
- الجلسة الختامية
- السوشيال ميديا
- منتدى إعلام مصر
ناقش "منتدى إعلام مصر"، الذي ينظمه النادي الإعلامي الدنماركي للحوار، بالشراكة مع جريدة "الوطن"، وبعض المؤسسات الصحفية المحلية والدولية، في ختام فعالياته مستقبل الإعلام وأهم الخطوات والإجراءات التي يحتاجها في الوقت الراهن، بعنوان "الإعلام المصري.. من أين نبدأ".
{long_qoute_1}
وقال الكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن، إن المشاركة الواسعة للشباب في "منتدى إعلام مصر" تعطي أملًا كبيرًا حول مستقبل الإعلام والصحافة، لأن المهنة في حاجة شديدة إلى الشباب بأفكارهم وجرأتهم، خصوصًا في هذا الوقت الذي تواجه فيه صعوبات كبيرة قد تكون الأصعب في العصر الحديث، حسبما جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لثاني أيام "منتدى إعلام مصر".
وأضاف "مسلم" أن هناك أزمة اقتصادية كبيرة تواجه الإعلام، خصوصًا الصحافة المطبوعة بسبب ارتفاع أسعار الطباعة، وتراجع سوق الإعلانات، لا سيما بعد تخصص الكثير من الشركات الدولية ميزانيتها الدعائية لمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار رئيس تحرير جريدة الوطن، إلى أن الجمهور كان يُقبل على الصحف المطبوعة، ثم توجه قطاع عريض إلى المواقع الإلكترونية، ونشهد توجه مؤخرًا إلى صفحات المواقع على السوشيال ميديا التي تحولت إلى مصادر للأخبار.
وأكد مسلم، أن "منتدى إعلام مصر" يوفر حوار مهني حقيقي حول مشاكل وقضايا مهنة الإعلام، مشددًا على أن التحدي الأكبر حاليًا هو التحدي المهني، وخصوصًا أن العاملين في الإعلام افتقدوا إلى التدريب على مدار سنوات طويلة بشكل منظم، متابعًا أن التدريب هو الخطوة الأهم لوضع الصحافة والإعلام على الطريق الصحيح.
وأشار "مسلم" إلى أنه حدث تراجع للصورة الذهنية للإعلامي والصحفي، والسبب وراء ذلك وقوع بعض الأخطاء المهنية التي تصل إلى مرحلة الجرائم، ولم يخضع أحدًا للمحاسبة، مضيفًا أنه خلال الفترة التي غابت فيها الأحزاب خلال السنوات الماضية تحولت بعض القنوات والصحف إلى منصات سياسية، وهذه واحدة من الأخطاء التي ارتكبها الإعلام.
وانتقد "مسلم" تعامل عدد كبير من المسؤولين والوزراء مع الصحافة بصورة تعكس غياب الوعي والفهم برسالة ودور الإعلام والصحافة، مؤكدًا أن الصحافة الورقية مازالت الأكثر مصداقية في ظل حالة الفوضى الإعلامية الموجودة على شبكة الإنترنت ومواقع التوصال الاجتماعي.
واقتبس "مسلم" حديث لإحدى أساتذة جامعة تكساس الأمريكية في مؤتمر بالعاصمة الألمانية برلين، قالت فيه: "الخبر الجيد أن الصحافة الورقية لن تموت، لكن الخبر السيء هو أننا قد نكون السبب في وفاتها"، منتقدًا انتشار ظاهرة السباب واستخدام الألفاظ الخارجة في وسائل الإعلام، وتعمد إحدى الشخصيات العامة تكرار ذلك، دون ردعه.
{long_qoute_2}
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي أيمن الصياد، إن الجمهور انصرف من القنوات الصديقة إلى بعض القنوات الصادقة، لأن الجمهور يبحث عن الطعام الصحي، والطعام الصحي هو الأخبار الصادقة، متابعًا أنه إذا كنا نريد أن تكون مصر دولة قوية، فلا توجد دولة قوية بدون ديمقراطية حقيقية، ولا توجد ديمقراطية بدون حكم رشيد ومسائلة وشفافية، ولا يمكن تحقيق ذلك بدون إعلام مستقل وصحافة حرة.
وأضاف الصياد، أن الوظيفة المطلوبة من الإعلام هي الإخبار بالحقيقة، ونخطيء تمامًا إذا اعتبرنا أن الإعلام هو الصحف أو الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنه من الخطأ الفادح أن تعتقد أي وسيلة إعلامية أن عليها منافسة الوسائل الأخرى، بينما ما يجب عليها أن تقوم به هو آداء مهمتها فقط المتمثلة في نقل الحقيقة إلى الجمهور.
وتابع الصياد: "نحن لن نخترع العجلة، وهناك مدرستين للإعلام على مدار التاريخ، والتطور لا يحدث في أي مكان في العالم إلا إذا اتيحت الحرية للأفراد أن يبدعوا، لكن لدينا الآن تقييد لحرية الإبداع"، مطالبًا بتوفير المزيد من الحريات الإعلامية والصحفية وفتح المجال العام للمشاركة والتعبير والإبداع.
{long_qoute_3}
وقالت الإعلامية مني سالمان، إن الحديث عن إصلاح الإعلام هو اعتراف ضمني بأن الإعلام المصري يعاني من مشكلات كثيرة حاليًا، مشيرة إلى أن عدد كبير من العاملين بالإعلام لا يشعرون بالأمان المهني، وبالتالي فإن الخائفون لا يصنعون إصلاحًا.
واعتبرت الإعلامية منى سالمان، أن التفوق التكنولوجي وفر إتاحة إعلامية واسعة للجميع لم يخدم المحترفين بقدر ما قدم خدمات جليلة للهواة، قائلة إن الصناعة أصبحت سهلة على مستوى الممارسة وصعبة على مستوى الحرفة، مؤكدة رفضها لمقولة "انسف حمامك القديم"، وعقبت: "ما نحتاجه هو تطوير وإصلاح، وليس عملية نسف لكل ما هو قديم".
وفي الجلسة نفسها، ركز عمرو قورة، المدير التنفيذي لشركة أرب كرياتف تالنتس، حديثه حول الإعلام المرئي، قائلاً إن مشكلة الإعلام المرئي تمتد لنحو 20 عامًا، وأبرز المشكلات زيادة العرض على الطلب، حيث تعددت المنصات التلفزيونية في حين أن السوق لا يتحمل كل هذا العدد من الفضائيات.
وتابع قورة: "المشكلة الثانية هي انصراف المشاهد المصري عن الإعلام لصالح المنصات الرقمية والقنوات غير الصديقة التي تبث محتوى معادي وموجه، كما أن بعض القنوات الفضائية يديرهها أشخاص ليس لديههم خبرة في الإدارة التليفزيون، في ظل وجود منافسة شديدة من فضائيات غير مصرية".
وعدد "قورة" إجراءات لإصلاح وضع الإعلام المرئي، قائلاً إنه بدلاً من المنصات التليفزيونية المتعددة يجب التوجه إلى أن يكون هناك منصة واحدة أو منصتين إعلاميتين على مستوى عالٍ من الكفاءة والجودة، بما يعيد الريادة الإعلامية، كما طالب بالتجديد في الوجوه ونوعية البرامج وعدم تكرار نفس الأخطاء.
وتابع: "يجب إعادة تأهيل العاملين في الإعلام والمحتوى عن طريق الندوات والمحاضرات، ومواكبة التطور التكنولوجي والتحول الرقمي المتسارع، وإعطاء حرية أكبر للإعلام لعرض وجهات النظر المختلفة بموضوعية، ومنح المتخصصين الفرصة لتنظيم العملية، وإِشراك الشباب في صناعة الإعلام، ووجود استراتيجية إعلامية تجمع بين الرسالة ودراسات السوق".
وشدد قورة على ضرورة أن يكون لمصر قناة إخبارية مؤثرة على المستوى العربي والإقليمي ولا تتناول الشأن الداخلي مطلقًا، قائلاً إن الأزمات السياسية الأخيرة أثبتت الغياب الإعلامي المصري عن الساحة الإقليمية والدولية.
وعقدت فعاليات المنتدى في نسخته الأولى بحضور 500 صحفي وإعلامي، وبالشراكة مع عدد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية والدولية، وناقش المنتدى تطورات صناعة الإعلام في العالم، وتحديات "عصر ما بعد المعلومات"، والتعرف على أحدث طرق إنتاج المحتوى، وكيفية تحقيق التوازن بين حرية الرأي والتعبير وضبط الأداء المهني لوسائل الإعلام، كما تستعرض مؤسسات محلية ودولية تجربتها في مجال الإبداع في الإعلام والاتصال.
يشار إلى أن النادي الإعلامي، هو أحد مشروعات المعهد الدنماركي المصري للحوار (DEDI)، وهو منظمة بالتعاون ما بين الحكومتين المصرية والدنماركية، وممولة من برنامج الشراكة العربية الدنماركية (DAPP).
وتأسس DEDI في عام 2004، والمهمة الأساسية للمعهد هي تعزيز التفاهم السياسي والاجتماعي والثقافي بين الدنمارك ومصر، وكذلك تعزيز التفاهم بين أوروبا والعالم العربي.