"الملاك القعيد" يستغيث.. "ندى": نفسي في كرسي "عشان" انتظم في المدرسة

كتب: فادية إيهاب

"الملاك القعيد" يستغيث.. "ندى": نفسي في كرسي "عشان" انتظم في المدرسة

"الملاك القعيد" يستغيث.. "ندى": نفسي في كرسي "عشان" انتظم في المدرسة

بابتسامة هادئة ونظرات مترقبة ما حولها، وحركات بسيطة للتجول داخل منزلها الدافئ، تعيش ندى أحمد الطالبة بالصف الأول الإعدادي في بيت صغير بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، به كثير من الحب والاهتمام على قدر الاستطاعة المادية لأسرتها المحاولة احتوائها ودعمها دائما ومواجهة مرضها الذي ولدت به.

تعاني ندى منذ نعومة أظافرها من عدم القدرة على الحركة برجليها ويدها اليسرى، نتيجة نقص الأكسجين في الدماغ عند تعسر ولادتها، والذي آثر على مراكز الحركة، لتكتشف عائلتها ذلك بعد سنة ونصف من عمرها، وتبدأ رحلة من المعاناة لها ولأسرتها المتوسطة المعيشة، خاصة أن مصدر رزقها الوحيد هو الأب الذي يعمل موظفا بأحد المصالح الحكومية.

مراحل كثيرة من العلاج مرت بها عائلة ندى وأبواب من التخصصات الطبية طرقت أملا في شفاء ابنتهما الأولى وفلذة كبدهما، من المخ والأعصاب للعظام وصولا إلى العلاج الطبيعي، في صغر سنها الأمر كان في استطاعة الجميع ماديا ومعنويا وجسمانيا، لكن مع كل سنة من عمرها تزداد حجم المعاناة والامكانيات المطلوبة، هذا ما أوضحته والدتها في حديثها مع "الوطن".

ومع التحاق ندى للمدرسة، اضطرت الأسرة لعلاجها بالتأمين الصحي وبقي أمامهم باب العمليات الجراحية لتدخلها "ندى" مرتين، ثم استشارة أحد الأطباء بحقنها بالبوتكس؛ لتبدأ الأسرة الغرق في كابوس الدين لجمع المبلغ المطلوب ولكن دون نتيجة، ويصبح أمام والدتها الفصل الأخير وهو "العلاج الطبيعي" بجلسات مستمرة على مدار الأسبوع.

بقلب يعتصر ألما روت الأم الثلاثينية لـ"الوطن"، عدم استطاعتهما الانتظام بالعلاج الطبيعي نظرا للظروف المادية الخاصة بهم، وعدم المقدرة على تحمل التكاليف العلاج، وسوء الخدمة المقدمة بالتأمين الصحي بالإضافة لكثرة مصاريف الانتقال، محاولين في آخر المطاف التواصل مع أحد البرامج المهتمة بعلاج الحالات لكن دون جدوى وفائدة.

"جلسة العلاج الطبيعي وصلت لـ50 جنيه للساعة وهي تحتاج أكثر من ثلاثة في الأسبوع، غير مصاريف دروسها وتنقلاتها"، بصوت مبحوح عبرت والدة ندى عن الوضع الذي وصلت إليه في علاج ابنتها، مناشدة من الجميع النظر لأمرها.

لأول مرة، حرمت الفتاة التي تجاوزت العقد الأول من العمر من الذهاب للمدرسة، فمع السنة الدراسية الجديدة اضطرت أسرتها  إلى عدم ذهاب ابنتها للمدرسة، نتيجة أن فصلها الدراسي بالدور الثالث، وتحتاج لمن يحملها يوميا، لتكتفي بالدروس بأحد المراكز، بالاتفاق مع مدير مدرستها، الذي سمح بحضورها الامتحانات.

"نفسي أرجع المدرسة وأخرج، لكن ماما تعبانة ومش هتقدر توديني وأنا بحبها أوي"، أمنية داخلية نابعة من قلب الطفلة المحبة للحياة والراغبة في اللعب والجري مثل أصدقائها، وحب المدرسة للتلميذة النجيبة والحاصلة على مجموع 97% في الابتدائية، قالتها ندى لـ"الوطن" وهي نائمة على ظهرها، محاولة إخفاء نظراتها الحزينة بابتسامتها اللامسة للقلب.

أسئلة محيرة داخل عقلها الصغير دائما تسأله "ندى" لوالدتها، لماذا لا تمشي على رجليها وتتحرك مثل الأطفال؟، وبقلب الأم تجاوبها دون إيذاء مشاعرها البسيطة: "انتي أحسن من غيرك وربنا قادر يشفيكي"، داعية الله في كل صلاة أن يساعدها على معاناة ابنتها وأن تراها راكضة مستطيعة الاعتماد على نفسها في أمورها الشخصية دون حاجة إلى أحد حتى هي.

"بحاجة إلى طبيب يشخص حالة ندى بشكل جيد ويراعي الحالة  المادية الخاصة بنا، بالإضافة لكرسي متحرك كهربائي لمساعدتي على الانتقال بها واستكمال مساندتها في التعليم"، هذا ما تتمناه والدة ندى في حياتها البسيطة حاليا حتى ترى ابنتها معافاة، خاصة وأنها لا تحتاج سوى رعاية طبية جيد.


مواضيع متعلقة