بالإبرة والخيط.. أم محمد «تعيد الحياة» لحقائب الطلاب: «عشان الغلابة»

كتب: عبدالله عويس

بالإبرة والخيط.. أم محمد «تعيد الحياة» لحقائب الطلاب: «عشان الغلابة»

بالإبرة والخيط.. أم محمد «تعيد الحياة» لحقائب الطلاب: «عشان الغلابة»

بالخيط والإبرة، تعكف ذات الـ75 عاماً على الحقائب المدرسية القديمة، فتعيد لها صلاحية الاستخدام بعدما أهملتها الأسر، وتتحول إلى حقائب مناسبة لطلاب، لا يملك أولياء أمورهم ثمن واحدة جديدة، ومن على يمينها جوال يضم بعض تلك الحقائب، ومن على اليسار بعض ما تم إصلاحه، بينما تضع «أم محمد نصار» أمامها بعض الحقائب التى تستخدمها السيدات أثناء التبضّع بالأسواق.

على مقربة من مجموعة من المدارس ببيجام، كانت «أم محمد» تجلس على الأرض، فى مكان اعتادت على الجلوس فيه لما يزيد على 30 عاماً، لا تفعل سوى إعادة ترميم الحقائب القديمة، أو إصلاح بعض المشاكل فى «الجديدة»، ومع عودة الدراسة، صار للسيدة زبائنها، من الراغبين فى حقيبة رخيصة، أو إصلاح ما قد يقطع مع أول أيام الدراسة: «الأسعار زادت على الناس أوى، وأنا قاعدة هنا عشان الغلابة، وربنا يكون فى عونهم وفى عونى».

تحكى السيدة، التى تعتبر جزءاً من عملها يقدم خدمة، وتتمنى أن تحصل على الثواب لأجله، فأسعار الحقائب المرتفعة تدفع ببعض الزبائن لها، كان أحدهم سائق توك توك توقف أمامها وطلب منها حقيبتين، كان ثمنهما معاً 35 جنيهاً: «الشنط دى بتبقى بتتباع مستعملة وكتير فى سوق شعبى، باخدها أنا وبرممها من أول وجديد، أركب سوستة، أو أخيط قطع، أو أركبلها بطانة من جوه، وتتباع».

لجلوسها سنوات طويلة فى ذلك المكان، اعتاد بعض أولياء الأمور، على التوجه لأم محمد بحقائب أبنائهم، بعدما تتعرض لقطع، لا تفلح معه الماكينات، فتجلس السيدة بدقة متناهية، تحاول خيّاطة الحقيبة، حتى تعود إلى حالتها الأولى وتصلح للاستخدام من جديد: «شنط اليومين دول أى كلام، الخامات وحشة، بس الناس هتعمل إيه ربنا يكون فى عونهم» لا تذهب السيدة بالحقائب التى لديها للورش، فهم برأيها طماعون ويحصلون على مبالغ كبيرة استغلالاً لحاجة الناس: «كان ممكن أوديلهم الشغل اللى عندى ويبقى الرزق بالنص بس هما بيغلّوا على الفاضى، وأنا لو باخد بتبقى 5 جنيه أو 10 بس».

من الـ8 صباحاً وحتى الـ3 عصراً، تجلس أم محمد فى الشارع حتى يصيبها الملل، فتتجه للمنزل بواسطة توك توك، ولديها 6 أولاد تزوجوا جميعهم: «وواقفين جنبى ومخلين بالهم منى، بس أنا بحب الشغلانة دى واتعلمتها مع نفسى، فمش هقعد».


مواضيع متعلقة