بسبب السجائر.. اليونانيون طالبوا بحق الأجانب في الانضمام لنقابة مصرية

بسبب السجائر.. اليونانيون طالبوا بحق الأجانب في الانضمام لنقابة مصرية
- اتحاد العمال
- النقابات العمالية
- عمال السجاير
- الجالية اليونانية
- القاهرة والإسكندرية
- اتحاد العمال
- النقابات العمالية
- عمال السجاير
- الجالية اليونانية
- القاهرة والإسكندرية
عُرفت الحركة العمالية في مصر قديماً بنظام "الطوائف"، والذي يرجع إلى العصور الوسطى، وكان الغرض منه هو ضم فئات من الصناع والحرفيين، خصوصًا في عهد الإمبراطورية الرومانية بمصر.
و"الطائفة" كانت تطلق على مجموعة من الأشخاص العاملين في حرفة واحدة، يرأسها "شيخ" يتولى شؤونها، ويقوم بوظائف تتسم بالأهمية، فهو الذي يفصل في المنازعات التي تنشأ بين أفراد الطائفة، ويحدد أثمان المنتجات، ودرجات الأجور، ويسمح بدخول أعضاء جدد، ويرشد إلى كيفية تنفيذ العقود، ويجمع الرسوم والضرائب المقررة على أفراد الطائفة.
ظل نظام "الطوائف" ساريًا حتى بداية عام 1890، حيث صدر قانون "الباتينه" في عهد توفيق باشا، والذي أنهى التعامل بنظام الطوائف، وكانت شرارة ظهور النقابات العمالية، ولا سيما في ظل شعور العمال بحاجتهم إلى تكتلات لتشكيل قوة في مواجهة أصحاب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية التي تدفقت في مصر آنذاك.
{long_qoute_1}
وبحثت "الوطن" في تاريخ الحركة العمالية، ووجدت أن نقابة "عمال السجاير" أو "لفافي التبغ"، هي باكورة العمل النقابي في مصر عام 1899، والتي تكونت بفضل الجالية اليونانية التي تواجدت في مصر آنذاك، لإرساء مبادئ مهمة منها حق الأجانب في الانضمام إلى نقابة مصرية، وعدم التمييز في الجنسية أو الدين، وكان لهذه المبادئ الشرعية الدولية بعد ذلك بسنوات كبيرة.
خلال عام 1897 قاد عمال الدخان والسجائر بالقاهرة والإسكندرية العديد من الإضرابات واتبعوا أسلوبًا ذكيا، فعندما كان عمال مصنع يضربون عن العمل كان عمال المصانع الأخرى يجمعون لهم من التبرعات ما يعينهم على الاستمرار في الإضراب حتى تجاب لهم مطالبهم، ومن هنا عرف العمال المفاوضة الجماعية.
وأسفرت الإضرابات عن تأسيس "جمعية لفافي السجائر" بالقاهرة والإسكندرية ابتداءً من ديسمبر 1899، وخلال هذه الفترة بدأت شركات السجائر وصناعة الدخان في مصر بنحو 40 شركة ضمت نحو 30 ألف عامل كانوا يعانون ظروف عمل سيئة للغاية.
وتلت المرحلة، تشكيل العديد من الجمعيات العمالية عن قطاعات مختلفة، مثل الصناعات الهندسية والكيماويات والغزل والنسيج وغيرها من القطاعات المهمة، إلى أن جاء عام 1957، وتم تشكيل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بقرار من رئيس الجهورية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ليكن درعاً للحفاظ على حقوق العمال.