النقابات العمالية تنتفض للرد على فرج عامر.. والفقي: "نحن جنود الإنتاج"
النقابات العمالية تنتفض للرد على فرج عامر.. والفقي: "نحن جنود الإنتاج"
حالة من الغضب اجتاحت الأوساط العمالية المختلفة، بعدما دون النائب محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، منشوراً نص على «المبالغة في إعطاء الحقوق للعمال يدمر المستقبل للاستثمار الصناعي، هذا ما لاحظناه في مشروع قانون العمل الجديد»، وهي التصريحات التي اعتبرتها قيادات عمالية تعدي واضح على حقوق العمال الذين يبذلون قصارى جهدهم في دفع حركة الإنتاج إلى الأمام.
وقال خالد الفقي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر لشؤون التثقيف، إن "عمال مصر هم جنود الإنتاج في الوطن، وعلى الجميع أن يعلم أن عمالنا هم من بنوا السد العالي في ستينات القرن الماضي، وحفروا حديثا قناة السويس الجديدة وأنفاقها، ويقومون الآن ببناء العاصمة الإدارية الجديدة التي يتحاكى بها العالم أجمع، خاضوا معارك جسيمة من أجل زيادة الإنتاج والنهوض بمصانعهم، وكانوا سببا رئيسيا في وجود قطاع عام قوي مساند للوطن في معارك التحرير، خاصة في حرب أكتوبر عام 1973"، مستنكرا تصريحات عامر التي وصفها بأنها ليست حقيقية، وأن عمال مصر لا يطلبون إلا حقوقهم فقط.
وأضاف الفقي لـ«الوطن»: «لا يمكن لأحد أن يغفل الدور البارز الذي قام به عمال مصر في مساندة ثورة 30 يونيو التي حررت البلاد من الإرهاب والإرهابيين»، مؤكداً أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي العمال اهتماما خاصا ويعتبرهم ركيزة أساسية للتنمية، ويعتبر حقوقهم المشروعة خطا أحمر لا يجب الاقتراب منه، نظرا لإيمانه الكامل بدور عمال مصر ليس الإنتاجي فقط، بل والسياسي عبر التاريخ، وتأكيده المستمر على أن المشروعات العملاقة التي تشيدها مصر الآن هي بسواعد عمالها، وأنها ستكون مولدا رئيسيا لفرص عمل جديدة، إضافة لوضع مصر في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وصناعيا.
{long_qoute_1}
فيما أصدر تكتل "التكامل النقابي"، المكون من 6 نقابات عمالية، هي "العاملين بالزراعة، الغزل والنسيج، الصحافة الاعلام، النقل البحري، الصناعات الغذائية، والمناجم والمحاجر"، بيانا ردا على تصريحات عامر أكدوا فيه رفضهم لتلك التصريحات، مشددين أن حقوق العمال أقرتها القوانين واللوائح الدولية، بالإضافة إلى اتفاقيات العمل الثلاثية بين أطراف العمل وليس هبة من أحد، لافتين إلى أن حصول العمال على حقوقهم واستقرار أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية يسهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج.
وطالب البيان، بعقد لقاء عاجل مع الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لمعرفة أن ما قاله رئيس لجنة الصناعة يعبر عن وجهة نظر المجلس أم رأيه الشخصي، وإذا كان الأمر شخصيا لماذا لم يطرحه من خلال المجلس الأعلى للحوار الاجتماعي الذي شكله مجلس الوزراء مؤخرًا، ويعكف التكتل حالياً على تجهيز الخطاب الرسمي لإرساله لرئيس مجلس النواب.
{long_qoute_2}
فيما استنكرت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية، تصريحات عامر، مؤكدة عدم صحة هذه الرؤية، خاصة وأن العمال هم جنود الإنتاج، ولا تستقيم العملية الإنتاجية، ولا الصناعية دون توفير بيئة عمل لائقة لهم بتوعيتهم وتثقيفهم، وإيجاد أجر عادل، وعقد عمل مستقر، وسلامة وصحة مهنية طبقا للمعايير المحلية والعربية والدولية.
وأوضحت النقابة، في بيان لها، أن جميع الجهات الرسمية في مصر بل والمنظمات العربية والدولية ذات الشأن تشترط وجود ممثلين عن العمال كأهم طرف من أطراف الإنتاج خلال كل عمليات الحوار المجتمعي، أو النقاش حول ملفات عالم العمل والعمال، متساءلة: «كيف لرجل أعمال مصري يشترط فيه الفهم والوعي والوطنية والحرص على زيادة الإنتاج، والوقوف خلف القيادة السياسية والرئيس السيسي في مشاريع التنمية، أن يدلي بهذا التصريح الذي يستوجب نفيه، وإدانته من كافة المؤسسات الوطنية الحريصة على مصلحة العامل والإنتاج، بل ونفيه من صاحب التصريح نفسه»، لافتة إلى أنه في الوقت ذاته فإن مصر لديها رجال أعمال وطنيين، لهم مواقف مشرفة في الحفاظ على حقوق العمال المشروعة، مؤمنين أنه "لا إنتاج بدون استقرار العاملين وتوفير حياة كريمة لهم، وهؤلاء من المفترض أن يحتذي بهم المهندس فرج عامر الذي شهدت شركاته احتجاجات عمالية عديدة، بسبب الأجور المتدنية والحقوق التأمينية المنتقصة، رغم أن هؤلاء العمال كان لهم الدور الأكبر في ترشحه لمقعد النواب هذه الدورة، حيث أعلن في برنامجه أنه يرعى 18 ألف عامل حسب تصريح اللواء سيف اليزل رحمه الله".
وأعلنت النقابة العامة للعاملين بالاتصالات، برئاسة إبراهيم هيكل، تضامنها مع البيان الذي أصدرته النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية.
وقال هيكل، إن حقوق العمال خط أحمر، ولا يمكن الاقتراب أو المساس بها، مضيفا لـ"الوطن"، أن عمال مصر هم جنود الإنتاج وسواعد بناء هذا الوطن من خلال المشاركة في المشروعات العملاقة التي تقوم بها الدولة.
