بروفايل: جمال إسماعيل الموهبة تعيش دائماً

بروفايل: جمال إسماعيل الموهبة تعيش دائماً
وكأن عام 2013 يأبى أن ينصرف قبل أن يضيف لأحزان الوسط الفنى حزناً جديداً بوفاة الفنان القدير جمال إسماعيل، الذى رحل فجر أمس عن عمر يناهز الـ80 عاماً، وبعد رحلة فنية جاوزت النصف قرن بسنوات عديدة.
ملامحه الهادئة ووجهه البشوش الذى يشع طيبة كان من ضمن العوامل التى أهلته ليكون على قائمة الفنانين الذين اشتهروا بأداء دور الأب فى الدراما المصرية على مدار أكثر من 30 عاماً مضت، وجاء أداؤه المتزن، ومقوماته الصوتية المميزة لتضمن له مساحة لا بأس بها من الأدوار فى أرشيف الأعمال التاريخية، سواء فى المسرح أو الدراما التليفزيونية، ليأتى رحيله بمثابة خسارة كبيرة فى الدراما المصرية.
وبعيداً عن دور الأب، والأدوار التاريخية التى اشتهر بها، كان لدى جمال إسماعيل القدرة على التنوع فى تقديم الأدوار بين الكوميديا والشر، سواء فى الفيديو أو السينما، مثل شخصية الزبال «مشكاح» فى «ألف ليلة وليلة»، و«الدرويش» فى فيلم «المولد»، و«الجلاد» فى فيلم «احنا بتوع الأوتوبيس»، والشيخ فى فيلم «عرق البلح»، والأب فى مسلسل «تامر وشوقية»، مؤكداً أنه لا يمكن حصره فى نوعية محددة من الأدوار.
نشأ جمال إسماعيل فى أسرة فنية، حيث كان شقيقه الموسيقار الكبير على إسماعيل «1922 - 1974»، الذى كان له الفضل الأكبر فى أن يجذب اهتمام شقيقيه «جمال» و«أنور» لعالم الفن، وعلى الرغم من إصرار أسرته على التحاقه بكلية الآداب قسم التاريخ، فإنه درس بالتوازى معها فى المعهد العالى للفنون المسرحية ليتخرج فيه عام 1956، ليلتحق بعدها بالفرق النموذجية التابعة للمسرح الشعبى، ثم عُين مفتشاً للمسرح بـ«التربية والتعليم» بمحافظة الإسكندرية عام 1958، ليقدم على مدار عامين عدداً كبيراً من العروض كمخرج بالفرق المدرسية والجامعات ومسارح الشركات، كما أشرف على تكوين فرقة الفنون بالثغر، ويأتى عام 1961 ليشكل مرحلة جديدة فى مشواره الفنى عقب انضمامه لفرق مسرح التليفزيون، ليقدم مسرحية «شىء فى صدرى»، ثم توالت المسرحيات مثل «مهرجان الحب»، و«ممنوع للستات»، و«الدبور»، و«السكرتير الفنى»، و«ولا العفاريت الزرق» واشتهر بدور «حسب الله بعضشى» فى مسرحية «سيدتى الجميلة» بفرقة الفنانين المتحدين عام 1969، لتتوالى بعدها أعماله المسرحية فى القطاعين العام والخاص، وأشهرها «خشب الورد»، و«الشحاتين»، و«العالمة باشا»، و«حلاوة زمان»، و«تتجوزينى يا عسل».. وغيرها. وكان يعتبر المسرح بيته الأول، وأعطى له الأولوية دائماً فى كل اختياراته على مدار مشواره الفنى، كما قدم للتليفزيون عدداً من المسلسلات والسهرات منها «حاجة تجنن»، و«وعود سى السيد»، و«عائلة شلش»، و«ليالى الحلمية»، و«بين القصرين»، و«نهاية العالم ليست غداً»، و«المال والبنون».. وغيرها.
كانت آخر أعمال جمال إسماعيل فى رمضان الماضى مسلسل «القاصرات»، وانتهى منذ أسبوعين من تصوير مسلسل «آدم وجميلة» المقرر عرضه خلال أيام.