"صوت العرب" تحتفل بمرور 58 عاما على بث "إذاعة فلسطين"

كتب: انتصار الغيطانى

"صوت العرب" تحتفل بمرور 58 عاما على بث "إذاعة فلسطين"

"صوت العرب" تحتفل بمرور 58 عاما على بث "إذاعة فلسطين"

تحتفل شبكة"صوت العرب" بالإذاعة المصرية على مدار الأيام المقبلة، بمرور 58 عاما على إنشاء "إذاعة فلسطين"، وهي الإذاعة التي أنشئت في بداية حقبة "الستينيات" من القرن الماضي، لمواجهة الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي.

وتبث "الإذاعة" عددا كبيرا من الموضوعات والمواد البرامجية التراثية والنادرة، التي تناولت تلك الحقبة من كفاح الشعب الفلسطيني والعربي ضد "إسرائيل"، والأبعاد والتطورات المختلفة، التي تناولتها القضية الفلسطينية منذ حرب 48 وحتى الآن.

كما ستعمل على دعوة قدامى الإذاعيين من "إذاعة فلسطين" في فترات الهواء التي ستبث بهذه المناسبة في حوارات حول استمرار التعاون، وسيقومون بالمشاركة في تقديم المواد الإخبارية على الهواء.

وتتضمن الاحتفالية التواصل الإعلامي مع الإذاعات المناظرة والمهتمة بالشأن الفلسطيني مثل "راديو أجيال الفلسطيني" وإذاعة "رام الله". بجانب استضافة شخصيات من جامعة الدول العربية مهتمين بالشأن الفلسطيني، وسرد بعضا من كواليس العمل والذكريات.

وبدأت "الإذاعة المصرية" من خلال شبكة "صوت العرب" فى بث "إذاعة فلسطين" في 29 أكتوبر عام 1960.

وكان ذلك يعتبر أول بث إذاعي يعبر عن فلسطين، وبدأ من القاهرة  إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس العربية، إلى جانب الشعب الفلسطيني.

بدأت بثها كفقرة ضمن برنامج إذاعة" صوت العرب" فيما كان يسمى "ركن فلسطين" وذلك لمدة ساعتين يوميا، وبعد ذلك أصبحت إذاعة مستقلة.

كما ساعدت في تعبئة الشعور ضد دول الاستعمار، التي اعتبرت هذه الإذاعة خطراً ضدها.

وانطلقت ولا تزال من اجل أن تظل القضية الفلسطينية حاضرة في فكر كل عربي، وتوكد اهتمام مصر وإعلامها بدعم القضية الفلسطينية وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

وكانت تقوم بالتركيز على البعدين الاجتماعي والتاريخي للقومية العربية، مثل: "وحدة الميول والعادات، وأسلوب التفكير، والتكوين الحسي المشترك، ومحاولة خلق وحدة في الفكر الاجتماعي"، بالإضافة إلى البعد التاريخي، أي وحدة الأحداث والأجواء التاريخية، التي عاش فيها أبناء القومية العربية، مثل وحدة التضحيات المشتركة، والذكريات الوطنية.

وطالبت "الصحف الاستعمارية" في ذلك الحين بتجنيد أجهزتها الإذاعية لمقاومتها، ونادت بوضع خطة للتشويش عليها، وهاجمت مذيعيها بل طالبت بعض الصحف، التي تصدر في شمال أفريقيا، بالقبض على من يحاول الاستماع اليها أو إلى "صوت العرب" في ذلك الحين.

وعانت الإذاعة كثيرا من التعرض إلى التشويش اللاسلكي على موجاتها، من جانب إحدى المحطات الاستعمارية، التي كانت تبث على هذه الموجات ثلاث أغانٍ وصفارة مستمرة، تجعل الاستماع"لصوت العرب وفلسطين" مستحيلاً.

وكان يزداد حجم التشويش على موجاتها أثناء فترات تزداد هذه المحطة الاستعمارية ضراوة في أوقات نشرات الأخبار والبرامج التوجيهية، التي تستهدف حشد وتعبئة الرأي العام نحو القضايا المهمة.

وترددت الكثير من الأقوال حول هوية المحطة التي تشوش على "صوت العرب وفلسطين"، حيث قيل إنها فرنسية، تُرسل من الجزائر، وقيل ايضا إنها أمريكية موجودة في إحدى القواعد الأمريكية، واخير انها إذاعة مجهولة الجنسية، وموجودة على سفينة في البحر الأبيض المتوسط.

وحاولت انجلتر فى ذلك الحين إنشاء إذاعة منافسة تحت اسم "ركن العرب"، ولكن محاولاتها فشلت في هذا الصدد.

وذكرت صحيفة "التايمز" في ذلك الحين أنه على إنجلترا أن تتوقع الكثير من المتاعب في الشرق الأوسط، بسبب الدعايات المستمرة من "راديو القاهرة" و"دمشق" و"إذاعة فلسطين" و"صوت العرب"، حيث قالت إن إنشاء محطات إذاعة بريطانية جديدة لا يكفي.

أما مجلة "النيوزويك "الأمريكية فقد نشرت، أن إذاعة "صوت العرب" وما تبث من خلالها فى إذاعة "فلسطين" من القاهرة أصبحت أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى، وأن الولايات المتحدة هي الهدف الرئيسي لها، وأن البرامج التي توجهها هذه الإذاعة إلى المناطق، التي يسيطر عليها الاستعمار الإنجليزي والفرنسي، في شرق إفريقيا ووسطها، أكثر من برامج الدعاية، التي توجهها فرنسا وبريطانيا مجتمعتين إلى هذه المناطق.


مواضيع متعلقة