"البطاطس" تشعل أسعار الخضروات.. الكيلو بـ270 قرشاً من المزارعين وبـ14 جنيهاً فى الأسواق

"البطاطس" تشعل أسعار الخضروات.. الكيلو بـ270 قرشاً من المزارعين وبـ14 جنيهاً فى الأسواق
- البطاطس
- أسعار الخضروات
- المزارعين
- زراعة البطاطس
- ارتفاع أسعار البطاطس
- البطاطس
- أسعار الخضروات
- المزارعين
- زراعة البطاطس
- ارتفاع أسعار البطاطس
"مجنونة يا بطاطس" جملة تتردد على ألسنة العديد من التجار والمواطنين فى أسواق الخضروات بمختلف محافظات الجمهورية، بعدما ارتفع سعر الكيلو إلى 14 جنيهاً، فى وقت أكد فيه عدد كبير من المزارعين أنهم باعوا المحصول للتجار بسعر 270 قرشاً للكيلو، الأمر الذى دفع التجار إلى محاولة تبرئة أنفسهم من التسبب فى وصول سعر البطاطس إلى معدلات غير مسبوقة، متهمين "كبار التجار" و"الوسطاء" بتخزين السلعة بغرض احتكارها، والتحكم فى أسعارها.
واعتبر عدد من التجار والمزارعين فى محافظة المنيا أن ضعف المحصول هذا العام هو ما أدى إلى اشتعال أسعار البطاطس وغيرها من الخضروات، بالإضافة إلى زيادة الطلب على التصدير، وأرجع "سراج عطية"، من كبار تجار البطاطس بقرية "البرجاية"، سبب هذا الارتفاع غير المسبوق، إلى انخفاض كمية التقاوى التى تم جلبها من الخارج فى موسم الحصاد الماضى، مشيراً إلى أنه كان فى السابق يتم استيراد 140 ألف طن سنوياً لزراعتها في جميع أنحاء الجمهورية، ولكنها انخفضت العام الماضى إلى 118 ألف طن فقط.وأشار "عطية" إلى أن معدل استهلاك البطاطس فى مصر يتراوح بين 7 و8 آلاف طن يومياً، وهذا ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، نتيجة زيادة الطلب ونقص المعروض، وأضاف أن زيادة التصدير تسببت فى "تعطيش" السوق المحلية، وأكد أن المزارعين لم يستفيدوا من تلك الزيادات الطارئة، حيث أنهم باعوا المحصول بعد الحصاد بأسعار زهيدة، وبدأت الأسعار تتصاعد تدريجياً بعد نهاية موسم الحصاد.
{long_qoute_1}
وقال "رمضان خاطر"، مزارع، إن محصول البطاطس أصيب ببعض الأمراض الموسم الماضى، تسببت فى ضعف الإنتاجية، موضحاً أن متوسط إنتاج الفدان يبلغ 15 طناً كل عام، تراجع إلى 10 أطنان الموسم الماضى، بسبب إصابة التقاوى ببعض الآفات، وأشار إلى أن "الجمعية العامة للبطاطس" وضعت هذا العام شروطاً لعمليات الاستيراد، لضمان جودة التقاوى، بالتنسيق مع وزارة الزراعة، معرباً عن توقعه أن تبدأ الأسعار فى التراجع خلال شهر نوفمبر المقبل، مع بدء حصاد المحصول الجديد، حيث من المتوقع أن يتراوح سعر الكيلو بين 6 و7 جنيهات فى أول أسبوع، على أن تنخفض الأسعار تباعاً، وقد يصل سعر الكيلو إلي 3 جنيهات فقط فى ذروة الموسم، واختتم "خاطر" تصريحاته لـ"الوطن" بقوله: "الفلاح الغلبان ملوش علاقة بزيادة الأسعار، وكبار التجار بياكلوها والعة"، على حد قوله.
وفى الغربية، أكد عدد من أصحاب ثلاجات تخزين البطاطس أن ثلاجاتهم أصبحت "فارغة" من المحصول بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وقال "أيمن محمد"، صاحب إحدى الثلاجات بكفر الزيات، إن مركزى كفر الزيات وبسيون يتواجد بهما اكبر عدد من الثلاجات المخصصة لتخزين محصول البطاطس بين محافظات الوجه البحرى، لافتاً إلى أن عددها يصل إلى نحو 240 ثلاجة، بسعة تُقدر بما يقرب من 150 ألف طن.
وأضاف أن محافظة الغربية معروفة بأنها من أكبر المحافظات فى زراعة البطاطس خلال "العروة الصيفية"، ويبدأ حصادها وتخزينها فى شهر يونيو، وتظل فى الثلاجات حتى نهاية شهر اكتوبر، وكذلك "العروة الشتوية"، التى يبدأ حصادها فى شهر يناير، ويتم تخزينها فى الثلاجات حتى نهاية شهر أبريل، وأوضح أن الثلاجات، التى يستخدمها حوالى 99% من التجار، أفضل وسيلة للحافظ على المحصول من التلف لأطول فترة زمنية، بعد أن كانوا يستخدمون فى السابق "قش الأرز" وبعض المواد الحفظة، معتبراً أنها وسائل بدائية لتخزين البطاطس بعد حصاد العروة الصيفية.
وأضاف "محمد عبدالعزيز"، صاحب ثلاجة، أن كميات البطاطس من محصول "العروة الصيفية" المتواجدة حالياً فى الثلاجات أقل بنسبة 80% مقارنة بكميات العام الماضى خلال نفس الفترة، مشيراً إلى أن هناك العديد من أسباب وراء تراجع كميات المحصول فى المخازن، منها تراجع مساحات الأراضى المنزرعة بالبطاطس خلال "العروة الصيفية" هذا العام، بنسبة تصل إلى أكثر من 30%، وتخوف كثير من التجار من انخفاض الاسعار بعد ارتفاعها إلى معدلات غير مسبوقة خلال الأسبوعين الماضيين، مما دفعهم إلى بيع ما لديهم من محصول، إلا أنه شدد على قوله: "غير صحيح ما يتردد أن التجار يحتكرون البطاطس بتخزينها فى الثلاجات، والمعروض أقل من الطلب".
وأشار "إبراهيم فتحى"، تاجر جملة، إلى أنه قام ببيع أكثر من 75% مما لديه من محصول البطاطس، كان يحتفظ به فى الثلاجات، مشيراً إلى أن الباعة وتجار التجزئة يحصلون على المحصول بسعر 9 جنيهات للكيلو، ولكنه فوجئ بارتفاع أسعار بيعها للمستهلكين بما يتراوح بين 12 و14 جنيهاً، ليحققوا مكاسب تتراوح بين 4 أو 5 آلاف جنيه فى الطن الواحد، واعتبر أن "الوسيط هو السبب فى ارتفاع الأسعار بأسواق الخضروات والفاكهة".
وأضاف "السيد صابر"، مزارع، ان محصول البطاطس هذا العام تعرض للإصابة ببعض الآفات التى تسببت فى نقص إنتاجية الفدان، مشيراً إلى أنه قام ببيع محصوله، وقت حصاده، إلى أحد تجار الجملة بسعر 270 قرشاً للكيلو، حيث قام التاجر بتخزين المحصول لفترة 3 شهور، قبل أن يبيعه بـ3 أضعاف سعره من الأرض، وشدد فى ختام تصريحاته على ضرورة أن تولى أجهزة الدولة اهتماماً أكبر بمزارعى البطاطس، ووضع الآليات اللازمة لحماية المزارعين والمستهلكين من جشع التجار ومافيا الاحتكار.