أجواء من عيد السياحة بسيوة.. "الكل سهران بيتعشى" تحت سفح الجبل

كتب: محمد بخات

أجواء من عيد السياحة بسيوة.. "الكل سهران بيتعشى" تحت سفح الجبل

أجواء من عيد السياحة بسيوة.. "الكل سهران بيتعشى" تحت سفح الجبل

على نار هادئة، يطهو أهالي سيوة الطعام ليلًا على سعف النخيل لتناول وجبة العشاء تحت سفح جبل الدكرور، تزامنًا مع عيد السياحة.

الشيف عثمان علي، وأحد أشهر الطهاة في سيوة، يقول إنه يتم تجهيز الطعام ليلًا على هامش احتفالات الواحة بعيد السياحة، "الطباخين عددهم كبير، ولكن هناك نظام في توزيع العمل فيما بينهم، فالكل يعرف دوره وماذا يفعل".

"هناك من يجمع الحطب وهو عبارة عن سعف النخيل وجذور أشجار الزيتون، ويضعها بالقرب من مكان الطهي، وآخرون مسؤولون عن تجهيز النار وإشعالها وإعداد الموقد أسفل الحلل، وفريق آخر يقوم بذبح العجول، وتشفية اللحم، وتقطيعه، وكبار الطباخين يعملون على تجهيز الفتة وتعبئتها ووضع الخبز الناشف (المجردق) وتكسيره داخل كل قصعة والتي تكفي لخمس أفراد"، حسب الشيف "علي".

يستكمل الشيف "علي" حديثه لـ"الوطن"، قائلًا: "أخرون يعملون على تسوية اللحم على النار والأرز الأبيض، فيما يشرف كبير الطباخين على جميع الطهاة، وتذوق الأكل، ومراجعة الأواني  بنفسة، والبعض الآخر  يعمل على إعداد الطعام، فيما يوجد فريق لتفريغ الأكل وتوزيعه".

يصف الشيف، ليلة الاحتفال بعيد السياحة بسيوة  "عندما ترى هذا العدد الكبير من الطباخين، تجدهم مثل خلية النحل، لا يكلون ولا يملون، والكل يعمل بروح الفريق من أجل إسعاد الجميع".

يضيف يوسف سعيد كيلاني، أحد شباب سيوة، أن عيد السياحة بسيوة هو عيد التسامح والتصالح بين المتخاصمين، مشيرًا إلى أنه يعد أيضًا عيدًا للحصاد للتمور والزيتون ومنتجات سيوة الزراعية التي تشتهر بها "جميع أهالي سيوة يتركون منازلهم ويخرجون في العراء في جبل الدكرور، ويجلسون مع بعض ويأكلون ويشربون ويبيتون، وفي الليل يتم تجهيز الطعام من المطابخ ويتناول الجميع الأكل".

"الكل سهران في جبل الدكرور ما بين الحديث والذكر والإنشاد والابتهالات على الطريقة الشاذلية الصوفية، التي تعود للشيخ ظافر المدني"، يستكمل "كيلاني" حديثه لـ"الوطن"، مبينًا أنه يتم تنظيم الاحتفال بعيد السياحة من خلال المسؤولين عن الطريقة الصوفية ومنهم الشيخ عبدالرحمن الدميري شيخ الطريقة بسيوة.

وعن تاريخ "عيد السياحة"، يوضح "كيلاني"، "الاحتفال يرجع لمئات السنين عندما صالح الشيخ ظافر القادم من المغرب قبائل الشرقيين والغربيين بسيوة والتي كانت بينهم خصومات، وأقام معهم 3  أيام في جبل الدكرور، وهم الثلاث أيام القمرية من الشهر العربي، ونظم لهم مأدبة طعام وذبح الذبائح، ومن هنا عرفت سيوة عيد السياحة فهم عيد التسامح والمحبة، يجلس الجميع معا ويتناولون الأطعمة من خلال أشخاص متبرعون، ويتم نحر العجول والجمال وطهي الأطعمة على هامش الاحتفالات بعيد السياحة التي تستمر على مدار 3 أيام يقيمون في الخيام إقامة كاملة".

وانطلقت فعاليات احتفالات أهالي سيوة في محافظة مطروح، بعيد السياحة ومهرجان الحصاد بمنطقة جبل الدكرور بالواحة وسط فرحة من الأهالي، والذي يقام في الفترة من 22 وحتى 24 أكتوبر الجاري، بحضور وفود من السياح الأجانب والعرب الذين يحرصون على قضاء تلك الفترة بالواحة.

وقال اللواء مجدي الغرابلي محافظ مطروح، إن واحة سيوة أعدت برنامجا للاحتفال بهذا المناسبة السياحية الهامة التي يحرص السياح الأجانب على قضاء تلك الفترة والاستمتاع بطقوسها بواحة سيوة.

وأكد الغرابلي، ضرورة استغلال مثل هذه الاحتفالات في الترويج السياحي لواحة سيوة نظرا لما تتميز به الواحة من طراز بيئي فريد وبطبيعتها الخلابة ورمالها الغنية بعناصر طبيعية وعيونها الكبريتية التي يقصدها السائحون بغرض الاستشفاء، بالإضافة إلى الأماكن الأثرية المتعددة الموجودة بها ما يجعلها على رأس المقاصد السياحية الطبيعية في مصر.

وتقيم الطريقة المدنية الشاذلية الصوفية في سيوة، احتفالا سنويا كبيرا في الليالي القمرية الثلاث من أكتوبر من كل عام، وذلك بمنطقة جبل الدكرور، بالتزامن مع بداية موسم حصاد التمور والزيتون بالواحة ويطلق عليه عيد السياحة أو عيد الحصاد والتصالح.

 


مواضيع متعلقة