بعد حديث وزير الاتصالات عنها.. خبير يضع 4 محاور لتطوير "العلاج عن بعد"

كتب: عبدالرحمن قناوي

بعد حديث وزير الاتصالات عنها.. خبير يضع 4 محاور لتطوير "العلاج عن بعد"

بعد حديث وزير الاتصالات عنها.. خبير يضع 4 محاور لتطوير "العلاج عن بعد"

قال الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الحكومة تعكف على تحسين وتطوير خدمات العلاج عن بعد، والتي تستهدف توفير الخدمات الصحية للمحافظات البعيدة، التي لا تتوفر فيها خدمات صحية عالية.

وأضاف عاطف، في كلمة له بلجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان، أن تطوير الخدمة سيكون عن طريق توفير أجهزة معينة تتيح الاستعانة بأطباء موجودين في مدن أخرى، حيث يستهدف برنامج الحكومة زيادة وحدات العلاج عن بٌعد من 17 إلى 300 وحدة.

منظومة العلاج عن بعد أو الـ tele medicine، بدأت في مصر عام 2015، بدافع التفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول غير تقليدية للارتقاء بالمنظومة الصحية في مصر، فالهدف الرئيسي من هذا المشروع كان مواجهة النقص العددي للأطباء وندرة التخصصات الطبية المختلفة بالمناطق النائية الحدودية.

المنظومة تسخدم تقنية "الفيديو كونفرانس"، والتي تتيح لطبيب الوحدة الصحية إمكانية عرض الحالات علي الاستشاريين بمختلف الجامعات والمستشفيات التعليمية، ما يوفر على المرضى عناء الانتقال إلى المحافظات المركزية للحصول على الاستشارة الطبية، وتفعيل عملية التدريب والتأهيل لأطباء الوحدات الصحية من خلال ربطهم بكبار الاستشاريين، الأمر الذي لم يكن محققا لهم نظرا لبُعد المسافة وانعدام إمكانيات التواصل.

ووقعت وزارة الصحة حينها بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يتضمن التزام الأخيرة بتوفير البنية التحتية اللازمة، لإعداد منظومة الكشف عن بعد من الكابلات وشبكات الاتصال التي تحتاجها، غير جميع الإمكانيات التكنولوجية الأخرى.

بدأت المرحلة الأولي في تطبيق المنظومة بالوحدات الصحية الموجودة بواحة سيوة، والواحات البحرية بمحافظة الوادي الجديد والنوبة، وجرى ربط الوحدة الصحية الواحدة في 8 مستشفيات لضمان تعدد مصادر الاستشارة، منها المستشفيات الجامعية بالإسكندرية والزقازيق وأسوان ومستشفى قصر العيني بالقاهرة، وشملت الخدمة تخصصات الأمراض الباطنية، والمخ والأعصاب والأطفال، والتصلب العصبي المتعدد.

وعلى الرغم من مرور 3 سنوات على بداية تطبيق المنظومة إلا أنها ما زالت تطبق بشكل محدود وفي أماكن قليلة، حيث شهدت محافظات قليلة تطبيقها مثل محافظة الجيزة، التي بدأت تطبيقها في عام 2017 بمستشفى بولاق الدكرور، وكذلك محافظة الفيوم التي طبقتها في 3 وحدات صحية في نفس العام.

الدكتور محمد الجندي، خبير تكنولوجيا المعلومات، حدد 4 محاور يمكن من خلالها تطوير منظومة العلاج عن بُعد، أولها البنية التحتية للاتصالات، حيث إنها ضعيفة للغاية في مصر، وهو ما بقف عائقًا أمام الكثير من الأمور مثل التحول للاقتصاد الرقمي، والدفع الإلكتروني.

وتحتل مصر ترتيبًا متوسطًا في تصنيف الأمم المتحدة للبنية التحتية للتكنولوجيا، بحسب تصريحات الجندي لـ"الوطن"، مقارنةً بدول مثل الإمارات وجنوب إفريقيا، التي تقدمت بشكلٍ كبير في مجال الـ tele medicine بشكلٍ كبير، مشيرًا إلى أن مدى استعداد البنية التحتية للتطبيق يحدد كيفية تطوير المنظومة.

المحور الثاني وفقًا لخبير تكنولوجيا المعلومات هو الأطباء وباقي العاملين في تقديم الخدمة، حيث يجب تدريبهم بشكل جيد على استخدام التقنيات والتطبيقات الخاصة بالخدمة عن طريق وزارات الصحة والاتصالات والثقافة والتعليم.

وأشار الجندي إلى أن المحور الثالث لتطوير المنظومة هو الأدوات المستخدمة في المنظومة، فلا توجد منظومة دون الأجهزة الحديثة التي يتم تقديم الخدمة بها، والتي يجب توفيرها قبل التفكير في تطوير المنظومة.

وأكد خبير تكنولوجيا المعلومات أن المحور الرابع هو متلقي الخدمة نفسه، حيث يجب القيام بحملات للتوعية الثقافية التكنولوجية، فعلى الرغم من شيوع استخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها، إلا أن استخدامها بالشكل الصحيح نادر للغاية، ضاربًا المثال باعتماد المرضى على الطرق التقليدية في تلقي الخدمة الطبية عِوضًا عن استخدام التطبيقات الخاصة بالمستشفيات.


مواضيع متعلقة