عقب نجاح طرحى «القاهرة للاستثمار» و«ثروة كابيتال».. تقرير: 4 عوامل تدعم قدرة البورصة على تغطية الطروحات الجديدة

كتب: إسلام صلاح وجهاد عبدالغنى

عقب نجاح طرحى «القاهرة للاستثمار» و«ثروة كابيتال».. تقرير: 4 عوامل تدعم قدرة البورصة على تغطية الطروحات الجديدة

عقب نجاح طرحى «القاهرة للاستثمار» و«ثروة كابيتال».. تقرير: 4 عوامل تدعم قدرة البورصة على تغطية الطروحات الجديدة

نجحت البورصة المصرية فى تغطية اكتتابات أسهم شركتى «القاهرة للاستثمار والتنمية» و«ثروة كابيتال القابضة» خلال تعاملات الشهر الحالى، رغم الاتجاه العرضى للسوق خلال الأسابيع الأخيرة تأثراً بأزمة تراجع أغلب الأسواق الناشئة.

خبراء سوق المال أكدوا أن هناك عدداً من العوامل التى دعمت قدرة البورصة على تغطية تلك الطروحات الجديدة رغم الأداء العام للسوق، تأتى فى مقدمتها الاستراتيجية الراهنة لإدارتى البورصة والهيئة العامة للرقابة المالية بشأن تيسير إجراءات القيد وخلق بيئة تداول مناسبة، تنامى الفرص الاستثمارية بالقطاعات الاستهلاكية، ارتفاع شهية المستثمرين على الفرص فى الأسواق الناشئة مع توقعات قرب استقرارها، بالإضافة إلى الدعم الحكومى المستمر للسوق، وبرنامج الطروحات المستهدف خلال الشهر الحالى.

وأضاف الخبراء أن المرحلة التى تمر بها البورصة لا تخرج عن إطار فترة انتقالية ارتبط أداؤها خلالها بالأسواق والتوترات الخارجية، لكن بالنظر إلى الصعيد الداخلى تمتلك البورصة عدداً من المقومات والفرص الجاذبة للاستثمار، لا سيما بالقطاعات المرتبطة بالطبيعة الاستهلاكية للمواطنين والكثافة المتزايدة للسكان. {left_qoute_1}

وتوقع الخبراء قدرة السوق على ترجمة الطروحات الجديدة والتحسّن التدريجى فى التداولات، مع بدء استقرار الأسواق الناشئة وقدرة السوق على الانفصال التام عن التداعيات الخارجية.

من جانبه، قال محمد فريد، رئيس البورصة المصرية: إن إجمالى قيمة الطروحات بالبورصة منذ بداية العام الحالى بلغت 5٫2 مليار جنيه موزّعة على 4 طروحات بقطاعات مختلفة، مقارنة بطروحات قيمتها 3٫9 مليار جنيه خلال العام الماضى 2017.

وأضاف أن الإقبال الكبير من المستثمرين العرب والأجانب على الطروحات الأخيرة يعكس ثقة المؤسسات وصناديق الاستثمار العالمية فى مناخ الاستثمار فى مصر بدعم من الإصلاحات الأخيرة على جميع الأصعدة مالياً ونقدياً وتشريعياً، التى عزّزت الثقة بشكل كبير فى الاقتصاد المصرى.

وأشار إلى أن التنوع الذى تتمتّع به بورصة الأوراق المالية فى مصر يعزز صلابة دورها فى دعم عملية الإصلاح الاقتصادى، التى تنفذها الحكومة حالياً لتصحيح المسار الاقتصادى، مشيراً إلى الدور الذى يلعبه سوق المال فى تعبئة المدخرات اللازمة لتمويل عملية النمو الاقتصادى القائم على توسعات الشركات العاملة فى المجالات والأنشطة الاقتصادية المختلفة. {left_qoute_2}

وفى السياق ذاته، أكد أن إدارة البورصة تعمل على تحسين بيئة التداول وتبسيط الإجراءات لتعزيز السيولة والتداول ورفع كفاءة وعمق سوق مصر المالية، مشيراً إلى استراتيجية إدارته المرتكزة على اجتذاب مزيد من الشركات القوية والراغبة فى التوسع والنمو للقيد، بمختلف القطاعات.

وأشار مصطفى عبدالعزيز، رئيس قطاع السمسرة بشركة «بلتون» المالية القابضة إلى أن الطروحات الجديدة هى السبيل الرئيسى للتنوع وجذب المزيد من الاستثمارات، سواء المحلية أو الأجنبية.

أضاف أنه رغم الأداء الضعيف للسوق المصرية، وتدنى حجم الاستثمارات بسوق المال مقوماً بالدولار، إلا أن الفرص الجيدة ما زالت قادرة على جذب مزيد من المستثمرين، خاصة مع تزايد شهية الأجانب للاستثمار فى مصر والإقبال الواضح لضخ مزيد من السيولة فى الاكتتابات الجديدة، لا سيما بالقطاعات الحيوية المتوقع لها فرص نمو مرتفعة.

وبالإشارة إلى طرح شركة «ثروة كابيتال»، التى بدأ التداول على أسهمها بالبورصة الاثنين الماضى، استعرض «عبدالعزيز» تفاصيل الاكتتاب الخاص لـ«ثروة»، الذى تمت تغطيته 10.8 مرة، بإجمالى طلبات نحو 21 مليار جنيه، وزّعت بين 30% طلبات من أفراد مصريين ذوى ملاءة مالية، 20% من المؤسسات المحلية، 35% من المؤسسات الأجنبية، 15% من شركات عائلية، وأفراد ذوى ملاءة خليجية، فى حين تمت تغطية الطرح العام لأسهم شركة «ثروة» بنحو 30.1 مرة تقريباً، من خلال إجمالى كميات أوامر شراء بعدد 877.409 مليون سهم، بإجمالى طلبات تقترب من 6.5 مليار جنيه.

وأوضح أن نسبة تتراوح بين 80 و90% بالطرح الأخير تعتبر سيولة جديدة من خارج قطاع سوق المال، وهو ما يعكس شهية المستثمرين للاستثمار فى مصر، ووجود سيولة كبيرة تترقب ظهور الفرص الجيّدة بالسوق، مضيفاً أن قطاع التمويل الاستهلاكى الذى تعمل به الشركة يعد أحد أكثر القطاعات قدرة على النمو فى السنوات القادمة، نظراً لتدنى معدلات اختراقه فى السوق المصرية فى بلد يصل عدد سكانه إلى أكثر من 100 مليون شخص، وهو ما كان محفزاً للأجانب للاستثمار بالشركة.

من جانبه، أكد محمود سليم، رئيس بنوك الاستثمار بـ«إتش سى للأوراق المالية والاستثمار»، أن البورصة قادرة، وبدرجة كبيرة، على استيعاب كل الطروحات الجديدة المستهدفة وتوفير السيولة اللازمة لها، الأمر الذى اتضح فى تغطية الاكتتابات الأخيرة. وأضاف أن نجاح الطروحات الجديدة فى استقطاب المستثمرين، سواء من المحليين أو الأجانب، يتوقف على عدة عوامل يتصدّرها التقييم المناسب للأسهم، الذى يتوافق بشكل نسبى مع طبيعة السوق وأسعار الأسهم المقيّدة، مما يجعله مغرياً للمستثمرين، خاصة فى حال امتلاك الشركات خططاً استثمارية قادرة على تحقيق معدلات نمو مرتفعة، تعزّز قدرة بنوك الاستثمار على الترويج وجذب المزيد من السيولة لتغطية اكتتاباتها.

وأكد أن الطرح هو القادر على فرض ذاته على السوق، وليس العكس، فالبضاعة الجيدة قادرة على توفير تمويلاتها من سوق المال واقتناص حصة من المستثمرين الحاليين، وجذب مستثمرين جدد.

وقالت رانيا يعقوب، رئيس شركة «ثرى واى» للتداول، إن التغطية الكبيرة التى شهدتها الاكتتابات العامة والخاصة للطروحات الأخيرة، لا سيما طرحا «ثروة كابيتال» و«القاهرة للاستثمار» تحمل رسالة واضحة عن قدرة البورصة على توفير السيولة اللازمة لتمويل توسعات الشركة، خاصة مع الارتفاع الراهن فى أسعار الفائدة.

وأكدت أن استمرار تدنى أحجام وقيم التداولات بالبورصة رغم الطروحات الجديدة، لا يعبّر على الإطلاق عن ضعف هذه الطروحات، لكنه يعبّر عن الأداء العام الذى تشهده البورصة ومؤشراتها خلال الفترة الراهنة، والمسيطر على أدائها الترقب والحذر تجاه مستقبل اقتصاديات الأسواق الناشئة ومدى تأثرها بتداعيات الاضطرابات والتوترات التى تشهدها الساحة الاقتصادية العالمية.

وفى السياق ذاته، أكدت أن قدرة الطروحات الجديدة على تعميق السيولة وتعزيز أحجام وقيم التداول يتوقف على مدى قدرة السوق المصرية على الانفصال عن التوترات المحيطة على الصعيد الخارجى، ليرتبط أداؤها بالمقومات التى يتمتع بها عدد من القطاعات.

وأضافت أن التغطية الكبيرة التى سجلتها الاكتتابات الأخيرة من شأنها تشجيع الشركات على الاعتماد على سوق المال كسبيل رئيسى للتمويل، متوقعة زيادة نشاط الطروحات خلال الفترة المقبلة، لا سيما فى القطاعات التى ما زالت غير ممثلة بالقدر الكافى بالبورصة.


مواضيع متعلقة