«الجهاديون الجدد».. عشوائيون يبحثون عن الخلافة الإسلامية

«الجهاديون الجدد».. عشوائيون يبحثون عن الخلافة الإسلامية
انحرف الجيل الثانى من الجهاديين، وهم امتداد تنظيم الجهاد التاريخى، عن فكر ومنهج التنظيم الأم، حيث اعتنقوا فكر وفقه أبومحمد المقدسى، وأبوقتادة الفلسطينى، شأنهم فى ذلك شأن تنظيم التوحيد والجهاد، القريب من تنظيم القاعدة. ويعتبر فكر وفقه المقدسى وأبوقتادة بسيطين، ولا يرقيان لدرجة «الفقه»، كما أنهما ينزعان إلى تكفير المجتمع والخروج عليه، حسب الدكتور كمال حبيب، القيادى فى تنظيم الجهاد، حيث قال إن أبا قتادة والمقدسى مجرد اسمين ليس لهما وزن فى عالم الفكر والفقه الإسلامى.
ويقارن حبيب بين المنظرين الفكريين للجهاديين الجدد، المتمثلين فى أبوقتادة والمقدسى، وبين منابع استقاء المناهج الفقهية والفكرية لدى تنظيم الجهاد التاريخى، التى تمثلت فى مؤلفات ابن تيمية وسيد قطب وأبوالأعلى المودودى، حيث كان لتنظيم الجهاد مشروع تاريخى لتغيير المجتمع وإصلاحه، أما الجهاديون الجدد فهم فوضويون، ليس لديهم مشروع واضح المعالم لخدمة وإصلاح المجتمع المسلم وتغييره نحو الأفضل، كما أنهم قليلو الخبرة ويتميزون بالسطحية فى الفكر والتفكير، موضحاً أنهم جيوب متفرقة فى القاهرة الكبرى وبعض المناطق بالجمهورية، خاصة فى الصعيد، موضحاً أن عددهم يقدر بالمئات، ويضم التنظيم بعض الخارجين من السجون حديثا، ممن ظلوا متمسكين بأفكارهم ومعتقداتهم الفقهية والفكرية التكفيرية القديمة، التى لم تتغير طوال سنوات السجن، بالإضافة لبعض الشباب المتحمس الذى يفتقد الخبرة والعلم الشرعى.
ويوضح حبيب أنه لا يوجد بين الجهاديين الجدد أى أسماء معروفة أو ذات وزن، ولا يعرف من بينهم سوى أسماء قليلة للغاية، مثل أحمد عشوش، وهم الأقرب للسلفية الجهادية، ويؤيدون تنظيم القاعدة بقيادة الدكتور أيمن الظواهرى، ولديهم نزعة تمرد ورفض للمجتمع «الكافر»، ويضعون لأنفسهم أهدافا يسعون لتحقيقها، وعلى رأسها إعادة إحياء الخلافة الإسلامية، وإقامة المجتمع المسلم، ويعتبرون المجتمع المصرى «كافرا وجاهلا».
لم يقم الجهاديون الجدد بأى عمليات تفجيرية أو قتالية، لأن أغلبهم كانوا فى السجون، إلا أنهم حاولوا الظهور بقوة بعد ثورة 25 يناير، وعبروا عن وجودهم من خلال رفع الرايات السوداء فى ميدانى التحرير والعباسية، وهم يرفضون الديمقراطية والانتخابات ويعتبرونها كفرا وشركا بالله سبحانه وتعالى. ويؤكد المهندس محمد الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، أن الجهاديين الجدد امتداد لتنظيم الجهاد التاريخى، لكنهم يختلفون عنه فى أنهم «متسرعون» عن القادة التاريخيين، فى الرغبة فى التغيير الشامل والسريع، موضحاً أنهم قريبون من السلفية الجهادية، ويستمدون فقههم من الإمام أحمد بن حنبل.
ويرفض المهندس محمد الظواهرى رفضا قاطعا، مبدأ تكفير المجتمع والجيش، ويقول إن مسألة التكفير صعبة للغاية، وإن الشريعة الإسلامية وضعت لها ضوابط وشروط يجب على الجميع الالتزام بها.
ويقول الشيخ نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد، إن من يسمون بالجهاديين الجدد يتلاشون من على الساحة، لاعتناقهم فكر التكفير، بعكس السلفية الجهادية، التى تلتزم بضوابط الشريعة الإسلامية، وأضاف أن الدكتور أيمن الظواهرى، الزعيم السابق لتنظيم الجهاد والقائد الحالى لتنظيم القاعدة، هو السبب فى انتشار الفكر التكفيرى بين الجهاديين، لأنه سمح لمعتنقى الفكر القطبى بدخول تنظيم الجهاد، وكان أبرز مثال على تغلغل المعتنقين للفكر القطبى لتنظيم الجهاد، ظهور تنظيم طلائع الفتح، الذى خرج من عباءة تنظيم الجهاد، والذى نفذ عمليات راح ضحيتها أناس مسلمون، فى حين يلتزم تنظيم الجهاد فى منهجه بعدم قتل مسلمين، ويحرم بشكل قاطع قتل المسلم.
ويوضح نعيم أن الجهاديين الجدد يكفرون الحاكم، ويكفرون من لا يكفر الحاكم، كما يكفرون جنود الحاكم وجيشه، ويستندون للآية الكريمة التى تتحدث عن فرعون وجنوده وتقول: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين}، كما يعتبرون المجتمع «جاهليا كافرا»، ويكفرون كل الناس، ويعتمدون فى فقههم ومنهجهم على فكر محمد قطب وسيد قطب، خاصة كتب محمد قطب ومنها «جاهلية القرن العشرين»، و«واقعنا المعاصر»، بالإضافة لكتب منظِّر وشيخ الوهابية فى الجزيرة العربية الشيخ محمد بن عبدالوهاب، صاحب الكتاب الشهير «التوحيد».
ويؤكد زعيم تنظيم الجهاد أن الجهاديين الجدد أو الجيل الثانى من الجهاديين، لا يزيد عددهم على ألف فرد، ينتشرون فى سيناء وفى بعض مناطق القاهرة الكبرى، وفى الصحراء الغربية، خاصة محافظة مطروح وبعض مناطق الصعيد، لكنه يقول إن الأعضاء فى القاهرة غير نشطين بنفس القدر الذى يتمتع به جهاديو سيناء، ويرجع خمولهم بالقاهرة إلى كبر سنهم بعد خروجهم من السجن وقلة عددهم، ويؤكد أن الطبيعة الخاصة لسيناء كانت بمثابة مناطق جذب للجهاديين، ومثلت «حاضنة» لجأوا إليها للعيش فيها وممارسة أنشطتهم.
وقال: «مصادر تمويل الجهاديين الجدد تأتى مثلها مثل مصادر تنظيم التوحيد والجهاد من تجارة العملة المهربة من إسرائيل وفلسطين، والسيارات المسروقة التى تهرب عبر الأنفاق بين سيناء وغزة، وتهريب البضائع والبنزين والسولار وجميع مشتقات الوقود، كما أن تجارة السلاح والمخدرات تدخل أحيانا ضمن مصادر التمويل لهم». أما السلاح، فيوضح نعيم أنهم يحصلون عليه من خلال الحدود مع ليبيا، كما يأتى من فلسطين وغزة، مشيراً إلى أنهم يمارسون تدريبات مكثفة على القتال فى معسكراتهم المنتشرة فى سيناء.
ويتهم نبيل نعيم الجهاديين الجدد بالتورط فى عملية قتل جنود وضباط الجيش المصرى فى رفح، لأنهم يعتبرون المجتمع المصرى والجيش كافرين يجب قتالهما، وأشار إلى أن بعضهم يرفض أن يأكل من ذبائح المسلمين، بحجة أن الذى ذبح الذبيحة كافر، ويصل البعض منهم إلى اتهام أبيه وأمه بالكفر.
ووجه زعيم تنظيم الجهاد انتقادات لاذعة للجهاديين الجدد، حيث وصفهم بأنهم مجموعة من «السفهاء الحمقى»، وقال إنهم لن يستطيعوا بجهادهم المزعوم تحرير شبر من الأرض المحتلة من إسرائيل، لسبب بسيط وهو أن إسرائيل قد اخترقت صفوفهم وتعلم خططهم قبل تنفيذها، واعتبر أن الشىء الوحيد الذى من المحتمل أن يقوموا به هو أن «يحاربونا كمسلمين بعدما ينزعوا عنا صفة الإسلام».
أخبار متعلقة :
«الجهاديون الجدد».. عشوائيون يبحثون عن الخلافة الإسلامية
البذرة الأولى لـ«الجهاد».. تنظيم ضد عبد الناصر
«طلاب الشريعة».. «أبوإسماعيل» أمير المؤمنين
محمد الظواهرى.. عودة «الصيد» الثمين
فوزى السعيد.. محارب ضد «الكافرين»
«مجلس شورى المجاهدين».. أفغانستان فى قلب سيناء
«التوحيد والجهاد».. إمارة إسلامية فى «جبل الحلال»
القطبيون.. التكفير باسم «أهل السنة والجماعة»
أبو الأشبال.. قائد غزوة المجلس العسكرى
خالد سعيد.. أقصى يمين السلفيين
طارق الزمر: اللجوء للعنف بعد الثورة انتحار سياسى
منتصر الزيات: سيد قطب الأب الروحى لكل الجهاديين فى مصر
ناجح إبراهيم: أحداث رفح انتقام لمقتل 6 من الجهاد فى أحداث العباسية
سرى جداً.. العلاقات التنظيمية بين الجماعات الجهادية فى سيناء وغزة
«الزعفرانى»: يعتمدون الفكر القطبى .. و«القوصى»: يستحلون الدماء
«الوطن» تكشف: «خطوط اتصال» بين الجماعات الإسلامية والتكفيريين