حصاد اليوم الأخير من أسبوع القاهرة العالمي الأول للمياه

كتب: سحر المكاوى

حصاد اليوم الأخير من أسبوع القاهرة العالمي الأول للمياه

حصاد اليوم الأخير من أسبوع القاهرة العالمي الأول للمياه

اختتمت فعاليات أسبوع القاهرة الأول للمياه أمس الخميس 18 وجرى تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة على مدار اليوم.

التقى الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، نائب الوزير البروندي للبيئة والزراعة والذي بدوره أشاد بنجاح مصر في تنظيم أسبوع القاهرة الأول للمياه كما أشاد بالدعم المصري لبوروندي خلال اجتماعات nile com التي عقدت في بوروندي من أغسطس الماضى متطلعا إلى مزيد من الدعم خلال الاجتماع القادم المقرر عقده في تنزانيا.

ووحه الدكتور محمد عبد العاطي، الدعوة للوزير البوروندي لزيارة مصر لبحث أوجه التعاون مع دولة بوروندي، وذلك في إشارة إلى أهمية التواجد المصري من خلال كافة أجهزة الدولة وقطاعاتها المختلفة وتعزيز أوجه التعاون مع دولة بوروندي كما أشار نائب الوزير البوروندي إلى إحدى الشركات المصرية العاملة في مجال المقاولات والتي فازت مؤخرا بمناقصة عالمية لتنفيذ أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية ببوروندي.

كما التقى الدكتور محمد عبد العاطي، الوزير الإيفواري والوفد المرافق له وقد استهل اللقاء بإشادة الوزير الإيفواري بحفاوة الاستقبال وتنظيم مصر لمؤتمر أسبوع القاهرة الأول للمياه وأبدى سعادته بزيارة عدد من المشروعات الكبرى التي تنفذها مصر حيث زار محطة معالجة الصرف الصحي بالجبل الأصفر والتي تعد إحدى أكبر محطات الصرف الصحى في العالم، كما تفقد مشروع إنشاء سحارة سرابيوم بالإسماعيلية.

وأكد وزير الموارد المائية، على حرص مصر على دعمها لأشقائها من الدول الإفريقية بما تمتلكه من خبرات في مجال التنبؤ بالفيضان وبناء القدرات، مشيرا إلى إحدى التجارب التي قامت بها الوزارة من خلال أحد أبنائها العاملين في معالجة الصرف الصحي الذي جرى تطبيقه بإحدى هندسات الري بمحافظة الجيزة حيث أكد الوزير الإيفواري على حرصه على زيارتها والوقوف على التجربة عن قرب اليوم الجمعة.

التقى الدكتور محمد عبد العاطي وفد من دولة الكونغو ودولة أوغندا المشاركين في اجتماعات الممر الملاحي ( فيكتوريا - البحر المتوسط ) حيث أكد الدكتور محمد عبد العاطي على أهمية المشروع كممر للتنمية لدول حوض النيل المعنيين بالمشروع وأهمية التوافق بين الدول على أهداف وعوائد المشروع تمهيدا للتحول من مرحلة الإعداد والدراسات إلى مرحلة التنفيذ.

وتضمنت فعاليات اليوم أيضا قيام وفد الاتحاد الأوروبي في مصر أمس الخميس بعقد ندوة "حوار المياه بين الاتحاد الأوروبي ومصر" بحضور الدكتور إيبل شميت الخبير رفيع المستوى في مجال المياه، والدكتور عبد القوي خليفة وزير الإسكان الأسبق، والأستاذ إبراهيم لافية والمهندس وليد حقيقي بوزارة الموارد المائية والري، والدكور سيد إسماعيل بوزارة الإسكان.

تناولت الندوة إلقاء نظرة عامة على قطاع المياه، وبحث آليات تحقيق التنمية المستدامة لموارد المياه ودور شركاء التنمية في هذا القطاع وذلك بهدف إنشاء منصة للحوار حول السياسات الخاصة بمناقشة القضايا الاستراتيجية الرئيسية في قطاع المياه وكيفية معالجتها على أكمل وجه.

وناقشت الندوة، حزمة من المحاور وفي مقدمتها استرداد التكاليف، والتخطيط الاستثماري المتكامل، واللامركزية، وتوطين الصناعات، كما جرى خلال الندوة التأكيد على دور شركاء التنمية في دعم استدامة القطاع وإصلاحه، واختتمت الندوة فعالياتها بتقديم عرض لشركاء التنمية حول التوجهات الأوروبية في مجال المياه مع عرض الدروس المستفادة من الحالات التي شارك فيها الإتحاد الأوروبي.

تأتي هذه الجلسة لمعالجة التحديات التي تجابة القطاع المائي وندرة المياه على المستوى العالمي وبشكل خاص في مصر، حيث إنها تعتبر من بين أكثر دول العالم ندرة في المياه، وبما يتطلب تبني نهجا مشتركا لمواجهة التحديات التي تفرضها إدارة الموارد المائية وبشكل خاص أنماط وأطر الحوكمة ذات الصلة.

ويعد قطاع المياه ذو أولوية قصوى بالنسبة لمؤسسات التمويل وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، وفي هذا الإطار تعمل حكومة مصر على تنفيذ خطط طموحة لتنفيذ برامج وطنية في قطاع المياه، مثال ذلك الخطة القومية للموارد المائية (2017-2037)  والتي تصل الاستثمارات المطلوبة بها إلى 900 مليار جنيه خلال العشرين سنة القادمة (أربع خطط تنمية خمسية) بما في ذلك 200 مليار جنيه مصري للصرف الصحي في المناطق الريفية من أصل 600 مليار للبنية التحتية ولذلك فإن التنسيق الفعال للمانحين إلى جانب الدور الحكومي (من خلال التخطيط الاستثماري المتكامل والتحديث الفعال لقطاع المياه في مصر) هو ضرورة ملحة من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة كما هو مذكور في الاستراتيجيات الوطنية.

ونظمت وزارة الموارد المائية والري بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد الأوربي بندوة "التعاون البحثي بين مصر والاتحاد الأوربي في مجال المياه" حيث تولت إدارة الجلسة الأستاذة زينب الصدر المنسق الوطني لبرنامج "horizon 2020" بمشاركة السيد ماكو أورلاندو من مؤسسة prima الأسبانية، والدكتورة غادة علي خضر من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور طارق العربي الأستاذ المساعد بكلية الزراعة ونخبة من السادة الخبراء والمهتمين.

تناولت الجلسة إلقاء الضوء على التعاون بين الاتحاد الأوربي ومصر في مجال بحوث ودراسات المياه في ظل الآليات التعاونية القائمة بالفعل والآفاق المستقبلية للتعاون في ظل مبادرة "horizon 2020" والتي تعتبر أكبر برنامج تمويلي للبحث والإبداع بقيمة حوالي 80 مليار يورو وقد جرى التأكيد خلال الجلسة على أن تلك الأولويات تتوافق تماما معه ألأهداف العالمية للتنمية المستدامة.

وضمن فعاليات اليوم الخامس لأسبوع القاهرة الأول للمياه نظمت وزارة الموارد المائية والري ندوة "تكنولوجيا العلوم والابتكارات" وقد أدار الجلسة العالم المصري بالمملكة المتحدة الدكتور رجب رجب المتخصص في إدارة الموارد المائية – مركز البيئة والهيدرولوجيا، وذلك بحضور السيد جين أنطوني – معهد باريس للتكنولوجيا، والدكتور كاريل دامن استاذ الهيدرولوجيا جامعة كامبرا- أستراليا، والدكتور جاك كي المدير المساعد لقسم علوم أبحاث الأرض، والدكتور جون بولتن مدير فرع علوم الهيدرولوجيا بوكالة ناسا.

وتعد العلوم والتكنولوجيا والابتكار بمثابة أساس الحياة العصرية، والتي يمكن أن تستخدم لتحقيق التقدم الفعال في التنمية المستدامة كما أن الابتكارات في علوم المياه وإدارتها تساعد علي فتح آفاق واتاحة فرص جديدة للتعامل مع ندرة المياه، وتؤدي المشاركة وتبادل المعارف والمعلومات على نحو نموذجي إلى زيادة القيمة الاجتماعية والاقتصادية للمياه.

وأكد جين أنطوني، على أهمية الاستفادة من مهارات القادة في مجال استراتيجيات المياه والصرف الصحي. كما عرض الدكتور كاريل دامن، طريقة استخدام نموذج أوتير لنمذجة أحواض الأنهار، كذلك قدم الدكتور جاك كي المدير المساعد لقسم علوم أبحاث الأرض، عرضا تضمن دوره المياه على الأرض عبر أرصاد الأقمار الصناعية وصولا إلى البيانات المحلية، فيما قام الدكتور جون بولتن مدير فرع علوم الهيدرولوجيا بوكالة ناسا بعرض خرائط الكوكب الأزرق واستخدام أرصاد الأقمار الصناعية لضمان الاستدامة والأمن المائي.

وأكدت الجلسة على عدد من القضايا التي يمكن أن تحول الأفكار والمهارات إلى استراتيجيات لدعم المسؤولين بقطاع المياه والصرف الصحي في المستقبل، فضلا عن بحث العديد من القضايا المتعلقة بالشأن المائي وتحديد مدى الحاجة إلى حلول مبتكرة لتقليل التسرب في شبكة توزيع المياه، وكذلك تكنولوجيات جديدة لتحسين كفاءة استخدام المياه وإنتاجيتها، والمضي قدما في تطبيق نظم الري الحديثة الأكثر كفاءة وتقليل الفاقد عن طريق التبخر أو الرياح والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة أيضا في مجال استخراج مياه الآبار الجوفية باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة غير التقليدية، واستخدام تكنولوجيا حديثة من أجل إدارة أفضل للمياه والمحاصيل، فضلا عن تطبيقات الاستشعارعن بعد في مجال الزراعة الدقيقة والري.

وتناولت أيضا إيجاد مناهج جديدة وغير تقليدية لتجميع مياه الأمطار وإعادة تغذية المياه الجوفية الاصطناعية، كما جرى خلال الندوة إلقاء الضوء على استخدام الأقمار الصناعية والصور الجوية وشبكات الاستشعار عن بعد الجوية والأرضية والتي يمكن استخدامها لتحقيق الاستدامة والأمن المائي العالمي، هذه التطبيقات يمكن استخدامها لقياس كمية ونوعية المياه ودعم متخدي القرار بالبيانات اللازمة لحسن إدارتها وإدارة المخاطر المتعلقة بها.

كما شملت فعاليات أسبوع القاهرة الأول للمياه استمرار فعاليات ملتقى أطفال مصر حتى أمس الخميس، والمقام على هامش أسبوع القاهرة الدولي الأول للمياه بمشاركة أكثر من 100 دولة عربية وأوربية، وتضمن الملتقى قيام الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة بتنفيذ مجموعة من الورش الفنية في مجالات الفنون التشكيلية والابتكارات وورش العرائس وورش أدبية بالإضافة إلى مجموعة من ورش الحكي أيضا عن المياه.

يذكر أنه في إطار فعاليات المنتدى جرى أمس تنفيذ بعض الأنشطة بقاعات فندق مركز التعليم المدني بالجزيرة التي تضمنت مجموعة من الورش الفنية التي تتناول قضايا المياه.

ويأتي هذا الملتقى بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالقاهرة، وأكاديمية المياه العربية، ووزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة التربية والتعليم، وذلك بهدف زيادة وعي الأطفال بأهمية الحفاظ على المياه وترشيد استخدامها وحمايتها من الهدر والتلوث والحفاظ على نهر النيل.

وعرضت وزارة الموارد المائية والري أفضل الممارسات المزارعين للحفاظ على المياه، حيث أطلقت الوزارة مسابقة وطنية تحت رعاية وزير الموارد المائية والري وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي للمحافظة على المياه بين ثلاثة من أهم المجموعات المستهدفة والتي تشمل (المزارعين - الشباب - الصحفيين) الذين يمكنهم لعب دور رئيسي في تحقيق هذا الهدف.

وتهدف المسابقة إلى دعم الاستراتيجية الوطنية والجهود والمبادرات لحماية الموارد المائية والحفاظ عليها، كما أجرت وزارة الموارد المائية والري مسابقة لاختيار أفضل مشاريع التخرج بالجامعات وتعد هذه المسابقة جزءًا من أفضل مسابقات مشاريع التخرج التي تقام تحت مظلة أسبوع القاهرة للمياه، حيث جرى تشجيع جميع الدارسين لتقديم مشاريع التخرج للعام الدراسي 2017/2018 بالجامعات الحكومية والخاصة، وقد اختارت اللجنة العلمية لأسبوع القاهرة للمياه أفضل ثلاثة مشروعات  حيث عرض الفائزون أعمالهم خلال هذه الجلسة

واختتم أسبوع القاهرة الأول للمياه فعالياته بعقد مؤتمر ختامي تناول عرضا لحصاد الأسبوع.


مواضيع متعلقة