«ماجدة» فى الشغل وجوزها على القهوة.. «ماجدة» تصرف وهو يكركر فى الشيشة.. يا ميلة بختك يا «ماجدة»

كتب: مها طايع

«ماجدة» فى الشغل وجوزها على القهوة.. «ماجدة» تصرف وهو يكركر فى الشيشة.. يا ميلة بختك يا «ماجدة»

«ماجدة» فى الشغل وجوزها على القهوة.. «ماجدة» تصرف وهو يكركر فى الشيشة.. يا ميلة بختك يا «ماجدة»

تهمهم بكلمات غير مفهومة، لا أحد يسمعها سواها، تبدو على ملامحها مسحة من الحزن والانكسار، طوال جلستها على الأرض وهى تنعى حظها السيئ فى الزواج، بينما يداها لا تتوقفان عن العمل: «غسيل وتنظيف وتقطيع وتقوير». بيع الخضار وتجهيزه للسيدات العاملات، هى المهمة التى اختارت ماجدة أحمد، 38 عاماً، العمل به.

منذ 20 عاماً، نزلت «ماجدة» إلى سوق العمل بعد زواجها بفترة قصيرة، فى البداية كان عملها بهدف مساعدة زوجها فى الإنفاق على البيت، تطور الأمر وأصبحت هى المسئولة عن إعالة أسرتها، أما الزوج فخفت دوره وأصبح همّه مقتصراً على الإنفاق على نفسه، ثم تطور بها الأمر مرة أخرى لتصبح هى المسئولة عن الإنفاق على الجميع حتى الزوج الذى يقضى ساعات نهاره وليله فى المقهى. تقوم «ماجدة» بدور الأب والأم، مع أولادها الأربعة، تخرج للعمل فى الثالثة فجر كل يوم، ولا تعود إلا مع غروب الشمس، أو بالأحرى عندما تتخلص من كمية الخضار التى تبيعها يومياً، وبعد أن تعود إلى المنزل، تبدأ جولة أخرى من العمل فى البيت حيث ترعى أطفالها وترتب شئون بيتها: «فى الأول كنت ببيع خضار بس، وبعد ما زادت عليا الأعباء وكترت المصاريف، اضطريت أستغل قعدتى فى عمل تانى، بانضف الخضار وأقطّعه أو أقوّره، يعنى باجهزه للموظفات اللى بيعدوا عليا ويشتروا منّى كل يوم».

ترضى «ماجدة» بقسمتها ونصيبها فى الزواج، لكنها تأسف على المنظمة الاجتماعية نفسها التى جعلتها تدور مثل «التور فى ساقية»: «لو كنت أعرف إن جوزى هيبهدلنى كده وأنا اللى هانزل أشتغل ما كنتش اتجوزت، كنت قعدت فى بيت أبويا أحسن»، تقول «ماجدة» إنها طالبت زوجها مراراً وتكراراً بالبحث عن عمل بدلاً من جلسته فى المقهى لكنها كانت تسمع منه نفس الرد فى كل مرة: «بيقول لى مش لاقى شغل، الدنيا واقفة هاعمل إيه يعنى؟»، وبعد أن يلقى عليها هاتين الجملتين يطير سريعاً إلى المقهى لينفّس عن نفسه بالتدخين: «أنا اللى جوّزت بناتى الاتنين، كنت باخرج أشتغل طول اليوم وكنت بتداين من كل حتة، لحد ما جالى المرض ودلوقتى أنا اللى باصرف على علاجى».

وعندما يفيض بها الكيل تُلقى كل لعناتها على الزواج: «أسوأ حاجة حصلت لى، من يوم ما اتجوزت وأنا تعبانة، بس عيالى ما لهُمش ذنب، وهو ده اللى مخلّينى صابرة ومستحملة».


مواضيع متعلقة