بالفيديو| السيسي في ظهور تاريخي.. مصر توجه رسائلها للعالم من منصة البرلمان الروسي

كتب: محمد علي حسن

بالفيديو| السيسي في ظهور تاريخي.. مصر توجه رسائلها للعالم من منصة البرلمان الروسي

بالفيديو| السيسي في ظهور تاريخي.. مصر توجه رسائلها للعالم من منصة البرلمان الروسي

تتسم سياسة مصر الخارجية بالتعددية ما يؤثر بالإيجاب على علاقاتها الإقليمية والدولية، فتلك التعددية ليست خطوطا فاصلة بين انتماءات متباينة، ولكن يتم استغلالها لتعظيم الدور المصرى، حيث إن الانتماء العربي لمصر لا يتعارض مع خصوصيتها، ويعبر انتمائها الإفريقي عن الواقع الجغرافي والارتباط البشري، كما أن انتماءها الإسلامي يعبر عن الجانب الروحي في الهوية المصرية، وتعتز بامتدادها الآسيوى، وتسهم فى بناء الحضارة الإنسانية، وهذا يظهر جليا في تعامل مصر مع الملفات الإقليمية والدولية.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على الدور المصري الإقليمي والدولي، عند إلقاء كلمته أمام مجلس الفيدرالية الروسي بموسكو، والذي يعد المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي، حيث تطرق إلى العديد من القضايا والملفات التي تتبناها مصر كالأزمة السورية ومحاربة الإرهاب.

 

وتقول السفيرة وفاء بسيم، مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، إن البرلمان في معظم دول العالم يعد مؤسسة من أهم مؤسسات أي دولة، وبالتالي يكون معنيا بكل ما يخص التشريع والمحاسبة، وهو معقل السلطة الداخلية، واستضافة المجلس الفيدرالي الروسي للرئيس عبدالفتاح السيسي يؤكد أهمية العلاقات بين القاهرة وموسكو.

{long_qoute_1}

وتوضح مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن كلمة الرئيس السيسي أمام المجلس الفيدرالي الروسي، لها دلالات عديدة، لعل أهمها أنه ليس مجرد رئيس دولة أجنبية يزور روسيا، لكنه خاطب الشعب الروسي وقيادته السياسية، حرصا من موسكو على الاستماع لمصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، الذي لخص الأزمات في منطقة الشرق الأوسط في كلمته، من خلال تطرقه للقضية الفلسطينية والنزاعات في سوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب.

{left_qoute_1}

وقال الرئيس السيسي في كلمته أمام المجلس الفيدرالي الروسي، "إن الزخم الذى تشهده مختلف مجالات التعاون بين مصر وروسيا، على مدار السنوات الخمس الأخيرة، لهو خير دليل، على ما تنطوى عليه علاقاتنا من عمق ورسوخ ، وهو الأمر الذى انعكس في مستوى التنسيق والتشاور المستمر، بين المسئولين في البلدين، وفي إطلاق الحوار الإستراتيجي بينهما ، فضلاً عن نمو حركة التجارة إلى أرقام غير مسبوقة، لا تزال في سبيلها إلى الارتفاع ، كما أننى اتطلع للانتهاء خلال الأعوام المقبلة، من مشروع عملاق، وهو بناء محطة الطاقة النووية بالضبعة، والتى أثق أنها ستغدو علامة مضيئة جديدة، في مسيرة التعاون بين البلدين ، وصرحاً ضخماً في بنيان شراكتنا الممتدة".

"سياسة مصر الخارجية أدت إلى توافق الرؤى مع الجانب الروسي في حل القضايا السياسية والنزاعات الإقليمية في المنطقة، فالتعاون بين الدولتين لا يقتصر على الجانب السياسي، فمن الناحية الأمنية هناك تعاون واضح في محاربة الإرهاب والتعاون العسكري، وفي الجانب الاقتصادي توجد اتفاقيات عديدة موقعة بين الطرفين أبرزها مشروع الضبعة النووي، حيث إن مصر وروسيا داعمتان لمعاهدة منع انتشار السلاح النووي في المنطقة"، حسب السفيرة وفاء بسيم.

فيما رأى السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن سياسة مصر الخارجية شهدت قبولا واسعا من دول العالم، لاسيما عقب الزيارات التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد ثورة 30 يونيو.

ويؤكد رخا، لـ"الوطن"، أن العلاقات "المصرية - الروسية" تطورت واتسمت بطابع خاص في السنوات الخمس الماضية، حيث تنوعت العلاقات فيما بينهما سواء كانت سياسية وتجارية، ووضح هذا جليا في التعاون بين القاهرة وموسكو بخصوص المنطقة الاقتصادية وتطوير السكك الحديدية، ومشروع الضبعة النووية.

وبمبادرة مصرية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر 2018، قراراً مصرياً بعنوان "الاستغلال والانتهاك الجنسي: تنفيذ سياسة عدم التسامح"، حيث يهدف في الأساس إلى تجنب ومنع الاستغلال الجنسي في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، إذ يؤكد القرار على الالتزام بسياسة عدم التسامح الكامل إزاء الاستغلال والانتهاك الجنسي في جميع مؤسسات منظومة الأمم المتحدة، بما فيها الوكالات والصناديق والبرامج.

ويعكس انضمام الرئيس عبدالفتاح السيسي لمبادرة "دائرة القادة"، عام 2017، ومشاركته في الاجتماع الذي عقد بالأمم المتحدة حول تجنب ومنع الاستغلال الجنسي في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، اهتمام مصر بمكافحة تلك الجرائم، وتماشي تلك التوجهات مع توجهات مصر الوطنية، خاصة مع دور مصر الرائد في مجال حفظ السلام على مدار العقود المنصرمة، باعتبارها من كبار الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية في عمليات حفظ السلام حول العالم، وبشكل أخص في القارة الإفريقية.

{long_qoute_2}

وعن السياسة الخارجية المصرية في القارة الإفريقية، تقول الدكتورة، خبيرة الشؤون الإفريقية، إنه منذ عام 2014 تطورت وجهة النظر المصرية تجاه القارة السمراء بشكل أكثر إيجابية، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يفتخر بجذوره الإفريقية ويهتم بالتنمية المستدامة ومحاربة الإرهاب في القارة، والدليل على هذا ما ورد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتؤكد خبيرة الشؤون الإفريقية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتبنى الملف الأمني في القارة الإفريقية، ويدعم فكرة بناء جيش وطني للصومال، ويساند الجابون وتشاد للحد من التسلل إلى ليبيا ومنع الهجرات غير الشرعية عبرها لأوروبا عبر البحرين الأبيض المتوسط، موضحة أن جميع المواقف سالفة الذكر شكلت دورا جديدا لمصر في القارة السمراء.

ويشير هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات بمركز "سلمان - زايد" لدراسات الشرق الأوسط، إلى الدور الريادي التي استعادته مصر منذ عام 2013 في منطقة الشرق الأوسط، فنجاح الدبلوماسية المصرية في التعامل مع الملفات المختلفة أعاد لها الثقة من دول العالم.

ويقول البقلي، لـ"الوطن"، "الخارجية المصرية حققت نجاحا كبيرا في كافة الملفات الإقليمية المطروحة"، موضحا أن توقيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا يدل على تواجد مصر في جميع قضايا المنطقة ويؤكد على ثوابت الدبلوماسية المصرية.


مواضيع متعلقة