سياسة مصر الخارجية في خطابات السيسي.. مواقف ثابتة واستراتيجية واضحة

كتب: عبدالرحمن قناوي

سياسة مصر الخارجية في خطابات السيسي.. مواقف ثابتة واستراتيجية واضحة

سياسة مصر الخارجية في خطابات السيسي.. مواقف ثابتة واستراتيجية واضحة

كلمةٌ تاريخيةٌ، ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، أمام مجلس الفيدرالية الروسى، كأول رئيس أجنبي يلقي كلمة أمام المجلس الممثل للبرلمان الروسي، وذلك خلال الزيارة الرابعة له لروسيا، والتي بدأها أمس الإثنين، ويختتمها غدًا، الأربعاء بعقد قمةٍ ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

السيسي تناول في كلمته العديد من القضايا التي تحتدم بها المنطقة، وعلى رأسها قضية الإرهاب، التي أكد أنه أحد التحديات المشتركة التي يواجهها البلدان سويًا، كونه أصبح عدوًا للإنسانية بأسرها، مشددًا على ضرورة التحدي لمواجهته قائلًا "القضاء على هذه الآفة الخطيرة، يستوجب منا مواجهة جماعية من منظور شامل، نخوض من خلاله، معركة العقول والقلوب ضد أفكار التطرف والانغلاق، مع إيلاء الاعتبار اللازم للبعدين الاقتصادي والاجتماعي، بجانب الإجراءات العسكرية والأمنية".

كما أشار الرئيس في كلمته أمام الاتحاد الفيدرالي إلى القضية الفلسطينية واصفًا إياها بأقدم وأعقد أزمة في التاريخ المعاصر، بعدما عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل عادل وشامل لهذا الصراع الممتد، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ليؤكد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، والمناصر لحق الشعب الفلسطيني.

الأزمة السورية كذلك كان لها نصيبٌ من كلمة السيسي، حيث أكد على موقف مصر الثابت منها والذي يقضي بضرورة الإطلاق الفوري لأعمال لجنة صياغة الدستور، كخطوة أولى نحو استئناف المفاوضات وإنهاء الأزمة، بشكل يحفظ وحدة البلد الشقيق وسلامة مؤسساته، ويلبي طموحات أبنائه.

السيسي كذلك أكد ضرورة الالتزام بالحل السياسي في ليبيا، وما يتطلبه من تحقيق تقدم، في تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي للحل السياسي الشامل في ليبيا، بعناصرها كافة، والتي تم تبنيها منذ أكثر من عام، ولا تزال ترواح مكانها، وذلك جنبا إلى جنب مع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، كي تتمكن من القيام بمهامها بفاعلية، والمتمثلة في الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب.

مواقف مصر من القضايا التي ذكرها السيسي في خطابه أمام الاتحاد الفيدرالي لم تتغير منذ توليه الحكم، والتي يؤكدها الرئيس دومًا في خطاباته، كخطابه التاريخي أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض في 2017، وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، لتنضم لموقف مصر الثابت دومًا نحو الصراع في اليمن والمساند للشرعية والالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لسنة 2015، بحظر توريد الأسلحة للأطراف المتنازعة، وكذلك الموقف المصري نحوالالتزام بأمن الخليج واستقراره.

مصر لديها إستراتيجية ثابتة نحو السياسة الخارجية منذ ثورة 30 يونيو، حسبما أكد أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، موضحًا أنها تهدف في الأساس نحو الحفاظ على استقرار مصر وأمنها القومي.

العناني أضاف لـ"الوطن" أن مصر لديها ثبات في الموقف نحو الإرهاب، والتخوف من تناميه وتغوله في المنطقة، وضرورة مواجهة العالم له بشكلٍ جماعي، وكذلك نحو القضية الفلسطينية المتمسك بحل الدولتين، والعودة لحدود ما قبل عام 1967.

عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أشار كذلك إلى أن مصر لديها موقف ثابت لا يتغير من القضية السورية، حيث التمسك بالاحتكام للحل السياسي، وصياغة دستور جديد تحتكم له جميع الأطراف، وإنهاء الصراع الدائم منذ عدة سنوات.

السياسة المصرية الخارجية نحو اليمن كذلك ثابتة، كما ذكر عضو المجلس المصري، فمصر تتمسك بالحل السياسي والسلمي، والتمسك بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، والوقوف ضد الحوثيين والالتزام بالقرارات الأممية الخاصة بنزع السلاح، وهو الموقف المرتبط بأمن الخليج واستقراره، والذي تتبناه مصر على طول الخط.

تشابك القضايا وتداخلها ساعد على تبني الموقف والإستراتيجية الثابتة تجاه القضايا الخارجية، وفقا للعناني، حيث يرتبط ملف مواجهة الإرهاب ارتباطًا وثيقًا بالأوضاع في اليمن وليبيا وسوريا، وكذلك تهديد أمن الخليج.

عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أردف كذلك إلى أن مصر صاحبة أقدم الدبلوماسيات في المنطقة، كما أنها الدولة الوحيدة المحتفظة بالهيكل والنظام والشكل الثابت للدولة، من دول ما يسمى بالربيع العربي، لذلك تعمل بكل جهدها على تبني سياسات تحافظ على استقرار المنطقة وأمنها.


مواضيع متعلقة