صناعة الإمام بـ«الأوقاف».. دورة تأهيلية ثم متخصصة ولا ترقيات دون اجتياز البرامج التدريبية

07:28 م | الثلاثاء 16 أكتوبر 2018

أعلنت وزارة الأوقاف عن عشرات الدورات التدريبية والبرامج العلمية للأئمة منذ مطلع العام الحالى، وجعلت الوزارة فى قرارات رسمية التدريب والدخول فى البرامج العلمية واجتيازها شرطاً للترقية داخل الوزارة، وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الوزارة متجهة للتدريب بشكل كامل من أجل صقل المهارات، وأن جميع من بالوزارة من أئمة وعاملين وجميع من بهيئة الأوقاف سيتم تدريبهم بشكل كامل لرفع كفاءة الجميع.

يقول «جمعة»، فى تصريح له، إن عملية التدريب مهمة جداً داخل وزارة الأوقاف، وقد وضعت الوزارة خطة لتدريب جميع العاملين فى هيئة الأوقاف خلال 6 أشهر؛ لأن التدريب يأتى لتنشيط معلومات التخصص وإعادة التأهيل لدورات أكثر تخصصاً، وأوضح الوزير أنه تم إعداد خطة زمنية لتدريب العاملين بـ«الأوقاف»، فالوزارة تسير وفق خطة دعوية وتدريبية شاملة لنشر الفكر الوسطى ومحاربة الفكر المتطرف، بجانب تدريب دعاة الوزارة والعاملين بهيئة الأوقاف ورفع كفاءتهم.

وتابع: الدورات التدريبية التى تنفذها الوزارة حالياً ستكون فارقة فى تاريخ تدريب وتأهيل الدعاة بوزارة الأوقاف، ونولى الجانب الدعوى أولوية قصوى، والبعض ينظر إلى الدورات التى تعقدها الوزارة باعتبارها جوانب شكلية، لكن الدورات ستكون هى المفتاح الوحيد لكل ترقٍّ داخل الوزارة.

{long_qoute_1}

وتابع: «للأسف أكثر الخريجين يظن أنه بمجرد حصوله على الشهادة قد قطع كل الطريق أو معظمه، وبمجرد التحاقه بالوظيفة يظن أنه قد وصل فى الطريق إلى منتهاه، فيغلق دفاتر العلم وأدوات التحصيل، جاهلاً أن العلم لا يقف عند حدود، وأننا فى عالم متسارع وشديد التطور والنمو وأنه لا بد من متابعة المستجدات ومواكبة التطورات، لذا لا بد من التدريب النوعى، التراكمى، المستمر، وهو ما جعلنا نضع عدداً من البرامج والمسابقات، ابتداءً من مسابقة وبرنامج إمام المسجد الجامع، فالإمام المتميز، وبرنامج الإمام المجدد، وقد راعينا أن تكون البرامج التدريبية متنوعة وعصرية بحيث تؤدى إلى تكوين الإمام المستنير الذى نسعى إلى أن يملأ الأرض علماً وفقهاً وفهماً ووعياً وثقافة وتسامحاً.

يقول الدكتور عبدالله النجار، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التدريب والتأهيل هو أول ما يلقاه الخريج حديث التعيين فى وزارة الأوقاف، فبعد المشاركة فى مسابقات الوزارة من أجل العمل فى مهنة إمام وخطيب، وتجاوز الاختبارات التحريرية والشفوية المختلفة، يبدأ الإمام الجديد عمله بدورة تدريبية تأهيلية مدتها شهر يتدرب خلالها على فنون الخطابة والوعظ المختلفة وكيفية مواجهة الناس من فوق المنابر ويتم الإعداد على مستوى العلوم الشرعية، وتمت إضافة التنمية البشرية ومادة للأمن القومى ويتم التدريب فى ورش عمل ليكون أكثر تركيزاً، حيث تتبع الوزارة كافة أساليب التدريب الحديثة، كما يتم تدريبه على بعض الأمور الإدارية التى تعينه على الوعى بوظيفته الجديدة ذهنياً وإدارياً، وفى نهاية الدورة يتم اختبار الإمام الجديد ومنح الناجحين خطاب صلاحية للإمامة والخطابة.

وأضاف، لـ«الوطن»: تستمر عملية التدريب بشكل دائم داخل وزارة الأوقاف فالدورات التخصصية لا بد أن يحصل عليها الإمام، وهناك الدورات النوعية، حيث يتم خلالها تدريب الأئمة على نوعيات محددة يحتاجها مثل دورات الإلحاد ومقاومته، وتنظيم الأسرة وغيرها من الموضوعات.

وتخصص وزارة الأوقاف إدارة كبرى داخل الوزارة للتدريب، ودور هذه الإدارة هو تحديد ما يحتاجه كل إمام من تدريب وتقديمه له، وقد أنشأت وزارة الأوقاف أكاديمية خاصة للتدريب تهتم بتدريب أئمة ودعاة مصر والعالم العربى، عبر علماء أكفاء ومستنيرين فى شتى المجالات، ويقع مبنى الأكاديمية بمدينة 6 أكتوبر ويحتوى على قاعات للمحاضرات وغرف إقامة للأئمة وأخرى للواعظات.

{long_qoute_2}

وتابع: تخصص الوزارة العديد من الدورات التدريبية فى شتى المجالات حيث يتم التدريب فى علوم الفقه، وما يتعلق به من معاملات، ومواريث، وفقه الأسرة والأحوال الشخصية من زواج وطلاق وخلع وغير ذلك، إضافة إلى القضايا الفقهية المعاصرة كالمعاملات المالية، من نحو قضايا: التأمين، والصكوك، والأسهم، والسندات، والبورصات ونحو ذلك، والقضايا الطبية كالاستنساخ، والموت الإكلينيكى، ونقل وزراعة الأعضاء، ونحو ذلك، وكذلك علم أصول الفقه وقواعده الكلية وتطبيقاته المعاصرة، كما يدرس علوم القرآن الكريم، وعلوم الحديث، والسيرة النبوية، والتاريخ والحضارة الإنسانية، واللغة العربية وقواعدها وأساليبها، وعلوم النفس والاجتماع والجمال، وكذلك علوم الاقتصاد والعلوم السياسية، إضافة إلى المدارس الفكرية قديماً وحديثاً، وحوار الحضارات، ونشر ثقافة السلام والتعايش السلمى بين البشر، وتنمية الموارد البشرية، وآليات التواصل الاجتماعى والإعلامى، ومفاهيم الأمن القومى، والانتماء الوطنى، والتحديات المعاصرة، وآليات المواجهة، إضافة للغة الأجنبية بالمستويين الأول والثانى، إضافة إلى التدريب الميدانى والإعلامى والتواصل المؤسسى وبرامج التخطيط وإدارة الوقت، وبروتوكولات التعامل مع كبار المسئولين، من خلال التعاون مع الجهات والمؤسسات المتخصصة فى التدريب على هذه البرامج كل فيما يخصه.

وامتدت جهود «الأوقاف» التدريبية لتعلن عن تأسيس مراكز الثقافة الإسلامية التابعة لها وذلك لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بين المواطنين، وخاضت وزارة الأوقاف خلال العامين الأخيرين حرباً ضروساً لبسط السيطرة على جميع مراكز إعداد الدعاة التابعة للجمعيات الأهلية، وأعلنت فى بيان رسمى لها أنها لن تسمح لأى جمعية أهلية بفتح مراكز ثقافية إسلامية أو معاهد إعداد دعاة، لما يترتب على ذلك من العودة إلى فوضى الخطاب الدينى، وتوظيفه لصالح جماعات أو تيارات معينة، وطالبت الوزارة جميع مديرى المديريات بعدم السماح لأى جمعية أهلية بفتح أى مراكز ثقافية إسلامية أو ما كان يسمى «معاهد إعداد الدعاة» فى جميع المديريات، وقصر فتح هذه المراكز على المراكز التابعة لـ«الأوقاف»، وأن تقوم الوزارة باختيار العمداء والأساتذة والموظفين والإداريين والمشرفين، وأن يكون مقر المعهد كاملاً بكل محتوياته وجميع مفاتيحه فى يد مديرية الأوقاف دون سواها، واستجابت جميع الجمعيات الأهلية لقرار «الأوقاف»، لتكون لها السيطرة الكاملة على الثقافة الإسلامية وتعليمها للمواطنين.

يقول الدكتور ياسر مرزوق، الأمين العام لجماعة أنصار السنة: جميع مراكز إعداد الدعاة التابعة للجماعة والتابعة للجمعية الشرعية باتت بيد «الأوقاف» الآن، والجميع ملتزم بقرار الوزارة بشكل كامل، وأضاف: «الأوقاف» هى من تحدد المواد التى يتم تدريسها وهى من ترسل المدرسين من أساتذة جامعة الأزهر وهى من يمنح الشهادات الآن.