بالفيديو| "السبع أفندي".. فيلم خيال علمي نادر بطله سعيد أبوبكر

كتب: سعيد محمود

بالفيديو| "السبع أفندي".. فيلم خيال علمي نادر بطله سعيد أبوبكر

بالفيديو| "السبع أفندي".. فيلم خيال علمي نادر بطله سعيد أبوبكر

أحب الفن بشدة، وأفنى عمره في محرابه، وهو ما جعله يتغاضى عن عدم تكريمه أو حصوله على أي جوائز، فرضى بتقدير الجمهور وحبهم له، ومكانه في قلوبهم، وشغل نفسه بالتركيز في تقديم ما يسعدهم، فكان يقول دوما "يكفيني جمهوري اللي بيضحك لما يشوفني"، بحسب ما ذكره المؤرخ الفني إمام عمر في برنامجه "قووول يا عم".

وبالفعل ترك أبوبكر أثرا طيبا في الجمهور، الذي يتذكر دوما دوره في فيلم "عنتر بن شداد" مع فريد شوقي وكوكا، حيث جسد فيه شخصية "شيبوب" واشتهر بجملة "تيجي تقلعي لي عين وأقلع لك عين ونعيش عور إحنا الاتنين" عندما كان يغازل إحداهن في الفيلم، وأيضا النشيد الذي أراد أن يخبر به عبلة بقدوم عنتير ليخلصها من الأسر هي وأخيها: "ألا يا حامل الجرة.. جميع أخبارنا سارة.. وجايبين النياق حمرا.. لأحبابنا وأهالينا".

وبين الأدوار العديدة التي قدمها للسينما، وبلغت 24 فيلما، ظهر سعيد أبوبكر مرة واحدة في دور البطولة سنة 1951، في فيلم "السبع أفندي"، وهو فيلم خيال علمي كوميدي للمخرج أحمد خورشيد، شاركته البطولة فيه الفنانة شادية، وسانده وقتها صديقه النجم سراج منير، وشهد الفيلم أيضا ظهورا بسيطا لعدد من نجوم السينما فيما بعد، مثل "توفيق الدقن، وعمر الحرير، وعدلي كاسب"، بينما جسد فيه فريد شوقي دور الشرير كعادته في تلك الفترة.

ويروي الفيلم قصة وصفها صناع العمل على لسان الراوي في أول مشاهده، بأنها تصلح لأن يكون الكثير من المشاهدين أبطالا لها، وهي قصة سكر أفندي عبود موظف الأرشيف الصغير، ذلك الرجل الأمين المتفاني في عمله، لكنه رغم ذلك لا يحظى بأي تقدير من مدير شركته "سراج منير"، الذي يوجه له السباب وينهره دوما، رغم أن العمل لا ينتظم دون جهده، ولا يقتصر الأمر على عدم تقديره في عمله فقط، وإنما امتد إلى معاناته العاطفية أيضا، حيث يريد الزواج من جارته شربات "شادية"، إلا أن هناك رجلا مستبدا يسكن الحارة يقف بينه وبينها.

ظل سكر أفندي في معاناته اليومية، إلى أن مر إلى جوار بائع متجول يدعى أن معه مجموعة أقراص تساعد على إراحة البال، فيبتاع منه زجاجة، يتناول كل ما بها في يوم واحد، لتعينه على ضغوط العمل، وفي نهاية اليوم يصدم بمفاجأة لم تكن في حسبانه، فقد أكسبته تلك الحبوب قوة خارقة مكنته من اختراق الجدران دون أي عائق.

في باديء الأمر صدم الموظف البسيط من قدرته الخارقة، لدرجة أنه ذهب للعلاج على يد معالج روحاني، ثم بدأ يعتاد حالته الجديدة رويدا رويدا، حتى استغلها في الانتقام من مدير الشركة وإفقاده صوابه، ليدخلوه مصحة نفسية، ويحصل سكر على ترقية بعد تقدير المدير الجديد لجهوده.

ظل سكر يلهو بقدراته الخارقة بينه وبين نفسه، ولم يفكر في استخدامها لغرض سيء، إلى أن سرقه بعض الصبية في الشارع، فقرر أن يتحول إلى "أرسين لوبين العرب"، أو كما أسمى نفسه "سبع الليل"، حيث بدأ يسرق مبالغ كبيرة من الخزائن، ليساعد بها الفقراء، مستغلا قدرة على اختراق الحواجز والجدران، إلى أن التقى بفتاة تعمل مطربة في حانة، وأحبها، واكتشف أنها ضحية صاحب الحانة المجرم "فريد شوقي"، فكشف لها عن شخصيته، وبدأ خطة مساعدتها، التي بائت بالفشل، لنكتشف أن الأمر ما هو إلى مجرد حلم راود سكر أفندي في نومه.

استفاق سكر من نومه، مدركا أنه لم يكتسب قدرات خارقة، لكنه اكتسب ما هو أفضل، الشجاعة، وعدم تقبل الإهانة، ليرد على مديره بقوة، ويواجهه بعيوبه وأنه لا يقدره حق قدره، وعندما هدده المدير بالفصل، قرر أن يتقدم هو باستقالته، ليتراجع المدير عن طريقته، ويعتذر لموظفه البسيط، واعدا إياه بحسن المعاملة، بل ويصرف له مكافأة أيضا.

وتضحك الدنيا لسكر في نهاية الفيلم، كما هو الحال في أغلب نهايات أفلام "الأبيض والأسود"، فيرجع إلى الحارة ويكتشف أنهم قبضوا على المعلم أبوخطوة الشرير، ليتمكن من تحقيق حلمه العاطفي، ويتزوج من حبيبته شربات.


مواضيع متعلقة