خطيب «أسد بن الفرات»: تخلصنا من سيطرة أنصار «أبوإسماعيل»

كتب: وائل فايز

خطيب «أسد بن الفرات»: تخلصنا من سيطرة أنصار «أبوإسماعيل»

خطيب «أسد بن الفرات»: تخلصنا من سيطرة أنصار «أبوإسماعيل»

قال الدكتور محمد أبوزيد الأمير، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع المنصورة، الذى ألقى خطبة الجمعة أمس الأول بمسجد أسد بن الفرات، إن وزارة الأوقاف نجحت فى استعادة السيطرة على مسجد «أسد بن الفرات» من أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل، الذين أقحموا المسجد فى السياسة خلال عهد الرئيس المعزول، مما كان يؤثر بالسلب على صورة المسجد، وأوضح فى حوار لـ«الوطن» أن ادعاء الإخوان احتكار الصواب والحق يعد نوعا من الغرور يحرمه الإسلام، مشيراً إلى أن الأفكار الدينية المتشددة دخيلة على مصر، لافتا فى الوقت ذاته إلى أن الدستور ليس له علاقة بالجنة والنار كما يروج الإخوان، وأن مواد الهوية به كافية للحفاظ على الشريعة. * كيف كان الوضع فى مسجد أسد بن الفرات حين ألقيت خطبة الجمعة الماضية؟ - الحمد لله نجحت وزارة الأوقاف فى إحكام سيطرتها تماما على المسجد وتم تكليفى من قبل وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بإلقاء خطبة الجمعة الماضية، وتفاعل معى المواطنون الذين أكدوا أن المسجد منبر للوسطية وتحت سيطرة الوزارة باستثناء الفترة التى وجد بها أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل بالمسجد خلال عهد الرئيس المعزول. * لكن الإخوان يرون أنهم «لسان حق»؟ - مسألة اعتقاد الإخوان بأنهم يتكلمون بلسان الحق كأن يقولوا لغيرهم خسرتم الدنيا والآخرة، فهذا يعد نوعا من الغرور يحرمه الإسلام، فكيف يدعون أن الحق قاصر عليهم، والله تعالى يقول: «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى»، فدائما وأبدا يخطئ الإنسان ويصيب، وهناك فرق بين الخلاف والاختلاف فى الإسلام، فالاختلاف ظاهرة صحية ولكن الخلاف شر. * ما المطلوب من عالم الدين والداعية؟ - عالم الدين لا بد أن يكون حياديا لا يتبع أى فصيل أو تيار، وإنما كل همه توصيل رسالة الإسلام من الكتاب والسنة النبوية. إقحام المنابر فى السياسة خلال عهد النظام السابق، أثر بالسلب على صورة المسجد ونال من قدسيته وأدى إلى انصراف البعض عن بيوت الله ونفورهم من الدين بكل أسف، لأن بعض الدعاة والتيارات الدينية وظفوا المساجد فى اللعبة السياسية. * لماذا تراجع دعاة الأوقاف أمام التيارات الدينية.. وبمَ تنصحهم؟ - أقول للدعاة عليكم بالقراءة والاطلاع، وعلى الوزارة تنظيم دورات تثقيفية للأئمة لمسايرة المستجدات والقضايا الحديثة، حتى يتفاعل الأمام مع الجمهور، كما أن الأمام لا يلتزم فى مسجده غالبا وبالتالى لا بد من الرقابة والتفتيش الجيد، وعلى كل واحد أن يراعى عمله. * ما رأيك فى توحيد خطبة الجمعة؟ - الهدف منها وحدة الأمة فى هذا الظرف الطارئ، والوزارة تحدد عنوان الموضوع فقط، وعلى كل خطيب الاجتهاد والإبداع فى إلقاء خطبته على الجماهير، وأذكر أن كل إمام فى السعودية يلتزم بخطبة مكتوبة ولا يخرج عن النص، ولكن فى مصر الوضع مختلف. * ماذا عن إطالة خطبة الجمعة؟ - المفروض ألا تزيد مدة خطبة الجمعة عن نصف ساعة، ومن يطيلون لمدة ساعة أو أكثر فهم يخالفون تعليمات النبى عليه الصلاة والسلام حينما قال: «إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته علامة على فقه الرجل»، فالرسول عليه الصلاة والسلام ألقى 574 خطبة، وكلها فى كتاب «إتحاف الأنام لخطب رسول السلام»، وأطول خطبة لا تزيد مدتها على 10 دقائق، وهذا هو هدى رسول الله لمن أراد أن يقتدى. * الإخوان يروجون أن الدستور الحالى يخالف الإسلام.. فما رأيك؟ - الدستور الجديد لاعلاقة له بالجنة أو النار، ومواد الهوية كافية للحفاظ على الشريعة، كما أن وجود الأزهر أكبر ضمانة لأنه حارس للشريعة، والاستفتاء على الدستور واجب وطنى، ومن يلصق الأمر بالدين فعليه تحمل مسئولية كلامه أمام الله تعالى. * كيف ترى توغل أفكار التيارات الدينية المتشددة فى المجتمع؟ - هذا فكر دخيل على مصر، ونسأل الله تعالى أن يرزق أهل مصر السلامة ويزيح عنها الغمة، وعلينا السير فى طريق العلاج ونشر الفكر الوسطى ونهج الأزهر الشريف. * كيف يمكن التصدى لهذا الفكر؟ - المعالجة تأتى بنشر منهج الفكر الوسطى، والعمل على تطبيقه، والمواءمة بين المصلحة والمفسدة وإعلاء مصلحة الدولة من خلال توعية دينية كافية تنشر المنهج الإسلامى الصحيح. * ما رأيك فيما يحدث بجامعة الأزهر؟ - من يثيرون الفوضى والشغب نسبتهم أقل من 10%، والباقون من خارج الجامعة، والأحداث تتطلب الحكمة فى التعامل مع الأزمة، فطلاب الإخوان شريحة من المجتمع وعلينا محاولة إصلاحهم وعلاجهم بقدر الإمكان، لأن بهم عددا كبيرا مغررا بهم ويجب النظر إلى نقاط الخلل وإصلاحها، والصبر على ذلك. * ولكن كيف يتم التعامل مع الخارجين على القانون؟ - لا بد من تطبيق القانون على الجميع، كما يجب إيجاد آلية حقيقية للتطبيق، وتفعيل لوائح الجامعة على أى مخرب أو متطاول أو محرض، فالعمداء طالبوا بإعادة الأمن للجامعة فى فترة الامتحانات لتأمين اللجان والحفاظ على الطلاب ومستقبلهم من أى عبث.