مفاجأة.. عرض مخطوطة قرآنية لـ«قنصوه الغورى» من 28 ورقة ومملوكة لـ«دار الكتب» للبيع فى مزاد بلندن

كتب: محمد الدعدع

مفاجأة.. عرض مخطوطة قرآنية لـ«قنصوه الغورى» من 28 ورقة ومملوكة لـ«دار الكتب» للبيع فى مزاد بلندن

مفاجأة.. عرض مخطوطة قرآنية لـ«قنصوه الغورى» من 28 ورقة ومملوكة لـ«دار الكتب» للبيع فى مزاد بلندن

فى مفاجأة من العيار الثقيل، كشف الدكتور أحمد عبدالباسط، الباحث بمعهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية لـ«الوطن»، عن عزم دار مزادات «سوثبى» بلندن، بيع جزء رابع مخطوط من ربعة قرآنية نفيسة، كُتبت بقلم النسخ، وقف للسلطان المملوكى الجركسى الأشرف أبوالنصر قنصوه الغورى (922 هجرية) على مدرسته الملحقة بالمسجد المعروف باسمه حتى الآن، 24 أكتوبر الجارى، مشيراً إلى أن «المخطوط» المعروض على الموقع الإلكترونى لدار المزاد، فى صفحتين، يظهر فيهما خاتم دار الكتب المصرية الأزرق، والرقم العمومى والوقفية.

وأضاف «عبدالباسط»، عضو هيئة التدريس بقسم البحوث والدراسات التراثية، والمشرف الأسبق على قسم المخطوطات والبرديات والمسكوكات بدار الكتب أيضاً، أن الجزء المعروض للبيع يقع فى (28) ورقة، ويشتمل على الجزء الرابع من القرآن الكريم بدءاً من الآية (92) من سورة آل عمران، حتى الآية (23) من سورة النساء، وعلى ظهريته صيغة الوقف التى تثبت وقفه على مدرسة قنصوه الغورى، وبأسفلها رقمه العمومى (19214) بالكتبخانة المصرية (دار الكتب والوثائق القومية حالياً).

وأوضح «عبدالباسط»، الذى سبق له أن أسهم فى استرداد مخطوط «المختصر فى التاريخ» لمحمد ابن سليمان الكافيجى (879 هجرية)، بعد ما كان معروضاً للبيع فى أحد المزادات بلندن قبل شهرين تقريباً، مشيراً إلى أن العديد من المخطوطات التى كانت تحتفظ بها المكتبات القومية فى مصر، تم تسريبها فى فترات زمنية مختلفة.

{long_qoute_1}

وأكد «عبدالباسط» أن الممتلكات الفكرية والثقافية المصرية والعربية، سبق أن تعرضت إلى عمليات نهب ممنهجة، وعلى رأسها المخطوطات، «من خلال ممارسات صارخة قام بها الاحتلال، ومن بعده معدومو الضمير الذين فقدوا ضمائرهم وعروبتهم، فلم يتورعوا عن سرقة الممتلكات الثقافية، وبيعها إلى متاحف العالم ومكتباته ومزاداته، التى لم يُبال القائمون عليها بمدى مشروعية انتهالها من موطنها الأصلى!».

وتابع «عبدالباسط» قائلاً: «تراثنا المخطوط، إلى جانب كونه أثراً مادياً، هو أثر معرفى بامتياز، أوصل إلينا معارف الحضارة العربية والإسلامية التى كانت لها (مأثرة عظمى على البشرية) على حد قول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه، فى كتابها (شمس الله تسطع على الغرب)، كما أنه يمثل زاداً للأمة العربية، وركيزة رئيسية فى وجدانها الجمعى، إذ إن الأمم بماضيها قبل أن تكون بحاضرها، ومما يُؤسف له أن جُل تراثنا العربى هو أسير فى مكتبات الغرب، لكنّ عزاءنا فى ذلك هو ما تتبعُه مكتبات الغرب من وسائل متقدمة لحفظ هذا الكيان المادى المخطوط، ومما تتيحه بين حين وآخر على مواقعها الإلكترونية من مصوراتٍ مُرقمنة لهذه المخطوطات».

وناشد «عبدالباسط» عبر «الوطن»، الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، سرعة التدخل لوقف بيع المخطوط.

وطالعت «الوطن»، المخطوط المعروض للبيع على الموقع الإلكترونى لدار «سوثبى» للمزادات بلندن، عبر الرابط التالى: «http: //www.sothebys.com/en/auctions/ecatalogue/2018/arts-of-the-islamic-world-l18223/lot.16.html#»، وقدمت دار «سوثبى» توصيفاً للمخطوط قائلةً: «مخطوطة باللغة العربية على ورق مصقول، 28 ورقة، بالإضافة إلى 2 من الأوراق المتطايرة، 7 أسطر على الصفحة المكتوبة بخط نسخ أنيق بالحبر الأسود، يحكم باللون الأحمر، والآيات مفصولة بالذهب والوئام متعددة الألوان، ويضم هوامش مع علامات مكتوبة بخط الثلث المذهب باللون الأسود مع الفراغات المملوءة باللون الأحمر، مع مقدمة من ألوان متعددة وذهبية، وعنوان سورة مكتوب بخط الثلث الذهبى محدد باللون الأسود مع فتحات مملوءة باللون الأسود، وانطباعات عن ختم الملكية ونقوش الوقف، فى تجليد بنى مختوم مطلى بالذهب».

كانت «الوطن» وثَّقت فى تحقيق استقصائى، من حلقتين، بعنوان: (رسالة الشافعى.. إرث «الإمام» أسيراً)، شهادات لعاملين حاليين وسابقين بـ«دار الكتب» اختفاء عشرات المخطوطات من «الدار» فى وقت سابق، منها مخطوطة الإمام الشافعى المعروفة باسم «الرسالة»، قبل أن يتوصل التحقيق إلى أن مخطوطة الإمام الشافعى بيعت قبل سنوات فى أحد مزادات العاصمة البريطانية لندن.


مواضيع متعلقة