بعد الإفراج عنه.. القس الأمريكي ينقذ الليرة التركية من مواصلة الانهيار

كتب: دينا عبدالخالق

بعد الإفراج عنه.. القس الأمريكي ينقذ الليرة التركية من مواصلة الانهيار

بعد الإفراج عنه.. القس الأمريكي ينقذ الليرة التركية من مواصلة الانهيار

بعد مرور عامين على احتجاز السلطات التركية له بتهمة مساعدة جماعة تقول أنقرة إنها وراء تدبير محاولة انقلاب عسكري في عام 2016، أطلق القضاء التركي، منذ قليل، سراح القس الأمريكي أندور برانسون، المحتجز فيها تركيا، حسبما أفادت شبكة "سكاي نيوز".

وكانت أزمة القس برانسون، واحدة من أكثر القضايا المثيرة للخلاف في نزاع دبلوماسي بين أنقرة وواشنطن، ودفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات ورسوم جمركية على تركيا، حيث وجهت أنقرة له تهمة الضلوع في محاولة انقلاب ودعم جماعات إرهابية، وكان يواجه القس، الذي ينفي تلك الاتهامات، بالسجن لمدة تصل إلى 35 عاما.

وقبل ساعات من جلسة الاستئناف للقس الأمريكي بفعل التوقعات بالإفراج عنه وإعادته إلى الولايات المتحدة بعد جلسة اليوم، وللمرة الأولى، صعدت الليرة التركية مقابل الدولار لتسجل أعلى مستوياتها منذ ذلك الحين، وارتفعت العملة التركية إلى 5.85 ليرة للدولار، مقارنة مع مستوى إغلاق بلغ 5.9 ليرة، أمس، عندما ربحت 3%.

ومن منتصف أغسطس الماضي، وتشهد الليرة التركية انهيارا ضخما، وانخفضت نسبتها بشدة أمام الدولار الأمريكي، جراء عقوبات الولايات المتحدة التي فرضتها على واردات الصلب والحديد في أعقاب أزمة القس المحتجز بأنقرة الأميركي أندرو برانسون، لتشهد البلدين توترا ضخما، ولكن اليوم صعدت الليرة مقابل الدولار لتسجل أعلى مستوياتها منذ ذلك الحين.

ويعتبر ارتفاع الليرة مؤشرًا إلى انقضاء الأزمة خاصة مع الافراج عن "برانسون"، وفقا للدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بالشؤون التركية، مضيفا أن احتمالية وجود صفقة من أجل ذلك بين أمريكا وتركيا أمرا غير مستبعد على الإطلاق.

وأرجع أسباب وجود تلك الصفقة إلى أن أردوغان ليس مستعدا حاليا إطلاقا على مواجهة ترامب، أو استفزاز أمريكا من خلال استمرار احتجاز القس أو اتمام صفقة الأسلحة مع روسيا، كونه يخشى ردود الفعل السلبية عليه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها تركيا، مرجحا عودة "برانسون" إلى أمريكا بعد فترة، حينما يتناسى الشعب التركي هذه الأزمة حفظا لماء وجه الرئيس التركي.

وأضاف عبدالفتاح، لـ"الوطن"، أن ذلك الارتفاع الأول والأكبر لليرة التركية جاء بسبب وجود تسريبات بشأن الإفراج عن القس قبل المحاكمة، والاتجاه لانتهاء الأزمة بين اسطنبول وواشنطن، وهو ما أنعش حركة الشراء بين رجال الأعمال في تركيا، متوقعا أن تستمر العملة التركية في الزيادة أمام الدولار خاصة مع الإفراج عن القس.

وأكد أن الأزمة التي تتعرض لها العملة التركية، يرجع لسببين، أولهم الأزمات المزمنة للاقتصاد بأنقرة وسياسات أردوغان وعدم قدرته على التعامل معها، بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد.

وترجع أزمة القس برانسون إلى أكتوبر 2016، حينما اعتقل، بتهمة علاقته بجماعة فتح الله جولن، المصنفة إرهابية في تركيا، وتورطه في الانقلاب الفاشل بذلك العام، ووضعه في الإقامة الجبرية في أنقرة، وهو ما تسبب لاحقا في أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين، فرض على إثرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية على أنقرة، أدت إلى تدهور الليرة والاقتصادي التركي، بينما أدعى أردوغان أن ما تتعرض له بلاده هي "مؤامرة".

بينما أكدت المعارضة التركية أن أزمة القس ليست سوى جزء من المشكلة، ونبهت إلى أن الأزمة الاقتصادية في البلاد أعمق من تبعات التوتر الديبلوماسي الأحدث مع واشنطن.وتتعرض تركيا لأزمة اقتصادية ضخمة ارتفعت معدلات التضخم، ومستويات الدين المرتفعة، وخفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية، التصنيف الائتماني السيادي لتركيا، للمرة الثانية بـ4 أشهر.


مواضيع متعلقة