"عش الخفاش" في الصعيد.. سحر وشعوذة وعلاج و"الجرام منه بملايين"

"عش الخفاش" في الصعيد.. سحر وشعوذة وعلاج و"الجرام منه بملايين"
- أمراض الدم
- عش الخفاش
- الخفاش
- الزئبق الأحمر
- علاج السرطان
- الثراء السريع
- أمراض الدم
- عش الخفاش
- الخفاش
- الزئبق الأحمر
- علاج السرطان
- الثراء السريع
سعيًا وراء الأموال الطائلة أو السيطرة على زمام الأمور بفعل "الجن" والتداوي من الأمراض، يلجأ بعض الناس إلى الخرفات التي سرعان ما تتحول في وسط المؤمنين بها إلى حقائق، ومؤخرًا انتشرت في محافظات جنوب الصعيد ظاهرة "عش الخفاش" التي بدأت من مركز دشنا في قنا وامتدت من أسيوط إلى أسوان والوادي الجديد.
انتقلت هذه الظاهرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع نطاق البحث عنه، فهناك العديد من الصفحات التي تحمل اسم "عش الخفاش" لبيعه وشرائه بملايين الجنيهات، بهدف العثور على مواد كيمائية تستخلص منه يزعم الباحثون عنه أنها "الزئبق الأحمر" الذي يستخدم في علاج الأمراض والدجل والسحر وتحضير الجان وفتح المقابر الأثرية.
سمع عوني أبو ضيف، المواطن السوهاجي، عن "عش الخفاش" ومزاياه فبحث عنه ليوفره لصديقه السعودي الذي طلبه منه بـ"السعر الذي يريده"، موضحًا أنه يُستخدم لعلاج سرطان الدم لكنه لم يتأكد من صحة هذه المعلومة "بيقولوا إنه بيعالج سرطان الدم والسحر لكن الله أعلم".
وبسؤال "أبو ضيف" عن رحلة بحثه الدائم عن "عش الخفاش"، أوضح لـ"الوطن"، أنه وجده بالفعل، إلا أنه لم يتمكن من الحصول عليه لصعوبة جلبه من الأماكن الموجود بها "بيكون في الأماكن المهجورة والجبال والناس بتخاف تدخلها"، ورغم أن البعض يزعم أنه يستخدم لفتح المقابر الفرعونية، إلا أن "أبو ضيف" أكد "لو كان الأمر بالسهولة دي ماكانش حد غلب، وكل شيء جايز برضه".
مؤسس صفحة "شراء عش خفاش من مصر" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال لـ"الوطن"، إنه أنشأ الصفحة لشراء العش لاستخدامه في علاج الجلطات الدماغية وأمراض الدم في دول عديدة، نافيًا استخدامه في الدجل والسحر والشعوذة "ده كلام فاضي".
وأرجع الشاب، الذي رفض ذكر اسمه، ارتفاع أسعاره للعمليات التي يمر بها قبل استخراجه والأذى الذي يتعرض له من يقوم بذلك، فضلًا عن أنه محرم من جانب الإنتربول لأنه مهدد بالانقراض، لافتًا إلى أنه يتم العثور عليه بالصدفة في الأماكن المظلمة بالجبال والمغارات وخاصة في سيناء والوادي الجديد.
جمال عبدالناصر أبو صالحة، 22 عامًا، من أسيوط، يبحث بشراهة عن "عش الخفاش" لزعمه أنه يحتوي على الزئبق الأحمر "العش الواحد بيبقى فيه أقل حاجة 10 جرامات زئبق"، ويباع الجرام الواحد منها بملايين الدولارات "ده بيتباع بالأخضر"، موضحًا أن "عش الخفاش" ليست الوسيلة الأولى التي تستخدم في الدجل وفتح المقابر والعلاج فقد سبقه خرافات أخرى منها "بابور الجاز أبو 3 أهرامات أثرية وماكينة الخياطة سينجر والتليفزيون القديم".
ويزعم "أبو صالحة" نجاح استخدام "عش الخفاش" في فتح المقابر الفرعونية لاحتوائه على مادة الزئبق الأحمر، كما يدعي "فيه عش بيوصل لـ3 ملايين دولار، وجرام الزئبق الأحمر بـ35 مليون دولار، وفيه دكاترة بتستخدمه للعلاج ودكاترة تاني بتستخدمه في فتح المقابر".
ورغم صعوبة جلبه إلا أن "أبو صالحة" تمكّن من ذلك بحكم علمه في هذا المجال لعدة سنوات "قدرت أجيبه.. مش خطر علي أنا"، موضحًا أنه يستخرج بطرق معينة "لو اتقطع قبل 10 ساعات واتعمل غلط يبقى مالوش لازمة"، حسب حديثه لـ"الوطن".
ومع أن "أبو إسماعيل" مقيم بالسعودية إلا أنه مهتم بـ"عش الخفاش" لإشباع فضوله في هذه الظاهرة التي يبحث عنها الكثيرون "أنا معرفش حاجة عن الموضوع ده، بس سمعت عنه فواخده مسخرة".
وتعليقًا على تلك الظاهرة، يوضح الدكتور محمد فهيم خبير الحيوان وتغير المناخ بوزارة الزراعة، أن هناك عدة أنوع من الخفافيش منها "مصاصة الدماء" التي تحتاج معلقتين دم يوميًا لتعيش، لافتًا إلى أن الخفاش الدموي، يحظى بعناية العلماء لأن ريقه به إنزيم "ديزموتبلاس" الذي يستخلص منه دواء "دراكيولين" لعلاج الجلطات والنوبات القلبية وهو أكثر فاعلية وأمان على خلايا المخ من العقار.
ويضيف "فهيم"، لـ"الوطن"، أن سبب غلاء "عش الخفاش" يرجع إلى وجود مادة هلامية حمراء قاتمة لها استخدام
علمي، يلجأ إليها البعض للسحر والشعوذة؛ معتقدين في سوء شكل الخفاش وطبيعة حياته، مشددًا على أن هذه خرافات منتشرة في دول كثيرة لا أساس لها في العلم، نافيًا أن تكون الأبحاث الطبية هي السبب وراء البحث عن عش الخفاش.
أما عن رأى الدين فيما يتعلق بالتدواي بـ"عش الخفاش" واستخدامه في السحر والدجل وفتح المقابر الفرعونية، فيقول الدكتور إبراهيم الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر سابقًا، إن السحر مذكور في القرآن والسنة لكن لا تأثير له إلا بإذن الله، واستخدام البخور و"عش الخفاش" والمواد الأخرى في السحر والشعوذة ليست مشروعة لأنها تلحق ضرر بالناس.
ويضيف عضو المجمع الديني لـ"الوطن"، أن السحر من الكبائر وجزاء من يفعل ذلك أن يتم عقابه بالعقوبة الرادعة حسب الضرر الذى يلحقه بالناس، موضحًا أن استخدام "عش الخفاش" في علاج المرضى لا أساس له ولا يعتبر أدوية طالما لم يستخدمه الأطباء لأن كل ما هو حرام لا يجوز للأفراد التداوي به، كما أن استخدامه في فتح المقابر الأثرية لا يجوز شرعًا، لأنه يعد جريمة واستيلاء على المال العام.