هوس التنقيب عن «المساخيط».. أقصر طرق «الثراء السريع»

كتب: محمد بركات

هوس التنقيب عن «المساخيط».. أقصر طرق «الثراء السريع»

هوس التنقيب عن «المساخيط».. أقصر طرق «الثراء السريع»

لا يكاد يمر أسبوع دون أن تسجل دفاتر ومحاضر الشرطة قضايا آثار جديدة تضاف إلى قائمة طويلة تبدو بلا نهاية لواحدة من أبرز وأشهر وقائع السرقات المنتشرة فى مصر على مدى عصورها المختلفة.. « الآثار»، تلك الكلمة التى ترتكز فى نطقها على حرفى مد، توحى براحة لا تخلو من اللذة، راحة تدغدغ أحلام العاطلين والمقامرين، والراغبين فى الثراء السريع، الطامعين فى عبور خرافى من قاع الفقر إلى قمة الثراء. لذة تذوب فى قلوب لا تشبع من الأمنيات، ولا تمل من الاستعانة بالسحر. ولِمَ لا؟ ضربة واحدة صائبة كافية تماماً لتغيير مجرى الحياة وقلبه رأساً على عقب.. فهنا مصر التى يرقد فى جوفها القسم الأكبر من آثار العالم.. الأمر تحول إلى هوس شعبى.. هوس يلامس حد الجنون، بحيث تزايدت فى السنوات الأخيرة عمليات البحث والتنقيب عن الآثار ونهبها، لدرجة أنه عند ذكر رقم يقارب 20 ألف قطعة آثار تم ضبطها خلال العام الحالى يبدو ذلك عادياً وكأن مصر بلد مفتوح للتداول وكأن ما يقرب من 600 قضية تنقيب خلال الأشهر الماضية مجرد عمل صالح.

{long_qoute_1}

لا تنتهى الحكايات، كلها تنطلق من الماضى البائس -بعيداً كان أو قريباً- لأشخاص يشار إليهم بالبنان ضمن صفوة المجتمع.. ومن الحكايات الزائفة والحقيقية، تدب الحياة فى الأحلام التى تسعى على الأرض جائلة كشيطان أو تنساب كالأفاعى فى جوف البيوت وفى أعماق الصحارى، نبشاً وحفراً وتنقياً؛ سعياً وراء آمال عريضة، تنتهى غالباً بالموت أو السجن.. لكن الهوس لا يهدأ والحكايات لا تنتهى والتائهون فى غرام «المساخيط» لا يتوقفون لالتقاط الأنفاس.


مواضيع متعلقة