"أغانيه عبرت عن الناس".. محمد منير "تعزف لي على الجرح ارتاح"

"أغانيه عبرت عن الناس".. محمد منير "تعزف لي على الجرح ارتاح"
أغانيه، "زى النجوم حواديت على ضل شباكنا"، لها تفسيراتها المختلفة عن الحياة، التي تعيشها مع صوته وموسيقاه، وفي "عز" الحزن، "غنوته وسط الجموع تهز قلب الليل فرح"، وفي وسط فرحك، "تداوى جرحك اللى انجرح"، فتحب يونس، وضحكة ليلى، وحي الولد عترة وصبية حنان، شبابيك الدنيا، والسهر والحكاية والحواديت.
بين الحب، والجرح، الأمل، والحزن، الغضب، والملل، الشوق، تأتي دندنة صوت محمد منير، تعبر عما نشعر به، في طريقنا "خطاوي مرة تعند، حنين جوانا يحكي وشوق جوانا يبكي".
"الوطن" رصدت مواقف في حياة شباب رافقوا أغاني محمد منير فارتبطوا بها وعاشوا حالتها، بعضها تذكرهم بلحظات الانتصار أو الانكسار، ففي كل موقف كان "الكينج" حاضرًا فيه.
كانت أولى خطواتها الثابتة، في طريق حلمها، الذي لم يرق للجميع، في أذنها كان صوت منير يغني "ساعات أحب حاجات مايحبهاش غيري"، بينما تأخذ عينها اللامعة جولة بين مباني مدينة الإنتاج الإعلامي.
كامليا حسين، تتذكر ذلك اليوم الفارق في حياتها، أول لقاء عمل داخل "المدينة"، والحلم الذي حاربت، و"عافرت" من أجله طويلا، غرفة الإخراج، والقناة الفضائية، وأصوات الكاميرات، بينما تنتظر كان منير يونسها "في الرايحة والجايات بغني مع طيري"، حين علق هذا "الكوبليه" في أذنها.
يظل الحلم، أكبر شاغل لنا، وتحقيقه هو الهم الذي نحمله على أكتافنا طويلا، "منير بيحكي عننا والروتين، في اللف والتعب، والسعي"، هكذا يتذكر عمر عدلي، أغنية "شتا"، هو يدندن "دحرج حلمه وهمه واسمه".
"كل ما أتعب من الدنيا أفتكر إن لسه في أمل، فأجري وأعافر معها تاني، لسه قلبي متعبش من المشاوير"، وصف محمد عبده، حاله في السعي وراء حلمه هو أيضًا، "بيجري ويعافر ولسه عيونه بتسافر"، لأبعد نقطة يقف عندها أمله وخططه.
الحياة "رحلة"، هكذا وصفها لنا منير، و"في دايرة الرحلة، طرق بينا تخلا، آه يا حبيب عمري وصحبتي وقمري، عيون مره تباعد خطاوي مره تعاند، حنين جوانا يحكي وشوق جوانا يبكي، والدمع ساقية كبت"، وبالنسبة لدينا عماد، كان ملخص لمراحل حياتها.
"ليه يا دنيا الواحد بيقرب من ناس بيعاه؟"، التساؤل الذي طرحه منير، ولم نجد له إجابة حتى الآن، يردده محمود جمال، كثيرًا مع كل موقف يجد نفسه أمام خيارته الخاطئة للبشر.
كانت لميس الخطيب، تغني "دي الحياة جنة بتشريفك"، منذ أن عرفت أنها تحمل في أحشائها "داليدا"، كما حلمت لها، وعندما أتت للدنيا رحبت بها ودونتها هذه الجملة أعلى سريرها.
هناك شخص بعينه، في حياتنا، ينطبق عليه قول منير: "تدي لغيره اللي بتاخديه وميتحملش عليكي الآه"، قالت لميس، إن هذا الشخص مهما حدث منه نظل نحبه و"منسحملش عليه الآه".
يشعر حسن معروف، بالضيق في المكان المغلقة، يحب الهواء الطلق، والأماكن المفتوحة، فحين غنى منير "أخرج من البيبان الحر الضيقة"، أحس أنه يصفه بشكل دقيق، جعله يحب هذه الأغنية بشكل خاص.
الناس مذاهب، ومصطفى محيي، يتخذ "الضحكة تهون أي جراح"، طريقا يسير عليه، فلا تخلو الحياة من المواقف الصعبة والمشكلات، إلا أنه يستطيع قلب المواقف لصالحه، "أي حاجة صعبة بتعدي لما نضحك، وأي حزن بنغلبه بضحكنا".
أما سلوى حمدي، عبر منير عن فلسفتها و"قلبها الشاطر"، "إنسي اللي فات وأمشي على كفي، لو ضحكة من قلبنا هتفيض وهتكفي"، حيث وصفت هذه الكلمات بصوت "الكينج" أنها تصالحها على الحياة رغم أي شيء يمر عليها، في أي وقت.
كما عبر منير عن الحل أمثل للحزن، وصف "التائهين"، ومنهم سلمى مغاوري، التي تغني معه "ببتعد معرفش أو بقترب".
"شبابيك الدنيا كلها شبابيك"، لم يخل منزل في الثمانينيات من شريط يحمل اسم محمد منير، فتحمل هذه الأغنية رائحة الذكريات في منزل داليا قدري، القديم، "والعائلة واللمة في بيتنا زمان، ومكنش حد مننا ناقص، ومكنش حد شايل هم"، كان شقيقها رحمه الله، يحب صوت منير، فحينها تشتاق له، تذهب يدها إلى قائمة الأغاني وتختار "شبابيك".
"والسهر والحكاية والحواديت كلها دايرة عليك، والكلام كان كان عليك"، بعد وفاة والدتها، كانت تجلس روان مسعد تروي عن ذكرياتهما معًا، ربما فنجان القهوة التي تشاركا فيه، أو المواقف التي ضمتها بها، الحكايات التي تشاركا فيها جلسة سمر ليلية، وظلت روان تدندن فلم يكن سوى منير الذي استطاع أن يعبر عنها، حين قال: "بحلم على شالك وأنام"، فكانت ليلتها تحضن شالها الذي يغرقه رائحة أمها، ودموعها.