"بطولات لا تنسى".. يوسف العرادي يروي تضحيات والده في حرب أكتوبر

كتب: حماده الشوادفي

"بطولات لا تنسى".. يوسف العرادي يروي تضحيات والده في حرب أكتوبر

"بطولات لا تنسى".. يوسف العرادي يروي تضحيات والده في حرب أكتوبر

قدم أبناء سيناء العديد من التضحيات من أجل تحريرها وعودتها إلى السيادة المصرية، حيث تزخر سيناء بالعديد من النماذج البطولية المشرفة منذ احتلال شبه جزيرة سيناء عام 1967 وحتى تحريرها بعد انتصارات أكتوبر 1973، ويعد سليمان حامد مسلم العرادي، الذي كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بنوط الامتياز من الدرجة الأولى لدعمه القوات المسلحة، في العمليات القتالية بالحرب، نموذجًا يحتذى به في البطولة والوطنية .

والد الشيخ العرادي عام 1945 من قبيلة الترابين بقرية رأس مسلة بمدينة رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء، وتوفي عام 1992 عن عمر يناهز 47 عامًا، وترك لأولاده البالغ عددهم 10 أولاد و5 بنات ثروة من المعلومات والحكايات التي لا تقدر بثمن حول سيناء منذ احتلالها وحتي تحريرها عام 1976.

وقال نجله يوسف سليمان العرادي، في الذكرى الـ45 لانتصارات أكتوبر المجيدة، إن والده شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 وكان من الأبطال القلائل الذين عملوا في خدمة مصر خلال فترة حرب أكتوبر، لدحر العدو الإسرائيلي من سيناء الحبيبة، وحضر تحرير أرض الفيروز "سيناء" وكانت إسرائيل قد عذبته في السجون أشد تعذيب، لأنه تمسك بمصر وكان يحب وطنه وترابه الغالي.

وأضاف أنه يفتخر بكون أبيه الشيخ سليمان كان أحد المجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عودة هذا الجزء الغالي على نفوس جميع المصريين وليس القبائل البدوية فقط، مشيرًا إلى أنه والده كان يعمل قاضيًا عرفيًا، ويفصل بين الناس في الحق دون أجر، بل أحيانا كان يدفع من ماله الخاص من أجل إنهاء الخصومة، فقد كان الخير بداخله على الرغم من صغر سنه في ذلك الوقت.

وأوضح العرادي لـ"الوطن"، أن والده انضم إلى صفوف القوات المسلحة المصرية، عقب نكسة 1967 بناءً على طلبه ورغبته، مضيفًا أنه فعل ذلك نظرًا لغيرته الشديدة على أرض سيناء ورغبته في تحريرها من قبضة المغتصب الصهيوني- حسب ما قال له والده قبل رحيله.

وأكد أن والده انضم للقوات المسلحة، وهو يعرف تمامًا أنه من الممكن أن يعتقل أو يفقد حياته في أي وقت، ولكنه كان يرى أن أرض الوطن أهم بكثير، وتحريرها لن يكون إلا بدماء أبنائها .

وروى نجل سليمان العرادي، تفاصيل الحياة العملية لوالده، حيث كان في بداية انضمامه للجيش المصري ينقل معلومات عن العدو الصهيوني، وتسهيل دخول عناصر من القوات المسلحة لخطوط العدو، وتأمين طريق عودتهم بحكم معرفته الجيدة بالدروب الجبلية، ثم تم تدريبه تحت قيادة قوات الاستطلاع، لكي يعرف يتعامل مع العدو بثبات دون أن يكشفه ورصد المواقع العسكرية الصحيحة للعدو والإبلاغ .

وأضاف أنه كان يجري تدريبًا لعناصر من القوات المسلحة، على اللهجة البدوية، وكيفية لبس الملابس الخاصة بهم، وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

وعن أشهر القصص البطولية التي قام بها والده، قال يوسف إنه نجح في إخفاء سرية كاملة من العدو وسط الجبال لمدة شهرين، وهربهم بمعاونة آخرين وبعدها ألقت إسرائيل القبض على والده بتهمة إيواء وتهريب ضباط وجنود مصريين، وتم اعتقاله في إسرائيل لمدة 6 شهور تم تعذيبه فيها، ولم يحصلوا على معلومة واحدة منهم، وعاد إلى مصر في صفقة لتبادل الأسري قائلًا: "والدي عاد ملامح وجهه متغيرة من كتر التعذيب في الاعتقال".

وتابع: والدي كان يعمل بالتنسيق مع الجيش المصري، وكان يحصل على تعليمات من المخابرات، وحصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات، وحصل على العديد من الدروع ونياشين وميداليات، تقديرًا لمجهوداته في حرب تحرير سيناء.

وأكد يوسف نجل المجاهد، أن بدو سيناء لا يهابون الموت من أجل الوطن، وأبناء المجاهدين يسيرون على نفس الدرب، وننهج نهجهم في تربية أبنائنا على التضحية والفداء من أجل الوطن، ونحن خلف القوات المسلحة في تنمية سيناء، مناشدًا أبناء الشعب المصري قائلا: "قدروا قيمة الجندي المصري، الذي نجح في القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره".

 


مواضيع متعلقة