«نهاية عشماوى».. القبض على أخطر إرهابى مصرى فى ليبيا

«نهاية عشماوى».. القبض على أخطر إرهابى مصرى فى ليبيا

«نهاية عشماوى».. القبض على أخطر إرهابى مصرى فى ليبيا

فى حى المغار بمدينة «درنة» تم القبض على الإرهابى هشام عشماوى والليبى مرعى زغبيه الذى كان حصل على حق اللجوء السياسى فى تركيا بعد فراره من ليبيا قبل عدة سنوات.. هكذا أعلنت «غرفة عمليات الكرامة» التابعة للجيش الليبى، حيث كان يرتدى حزاماً ناسفاً، لكنه لم يستطع تفجيره بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العملية من أفراد القوات المسلحة الليبية، بحسب بيان رسمى.

وأعلن المتحدث الرسمى للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، العميد أحمد المسمارى، اليوم، القبض على الإرهابى المصرى الهارب إلى ليبيا، فجر أمس، خلال عملية عسكرية فى مدينة «درنة».

وقالت مصادر مطلعة لـ«الوطن» إن «الإرهابى عشماوى تم القبض عليه فجر اليوم ومعه سيدتان وطفلان»، فيما أعلن الجيش الليبى لاحقاً أن إحدى السيدتين زوجة الإرهابى «عشماوى»، والثانية زوجة الإرهابى المصرى محمد رفاعى سرور، الذى قُتل فى عملية سابقة للجيش الليبى قبل أشهر.

ويوصف «عشماوى» بأنه أحد أخطر العناصر الإرهابية الأجنبية الموجودة فى ليبيا، وهو أمير تنظيم «المرابطين»، المرتبط بتنظيم «القاعدة» الإرهابى، فى «درنة»، التى كان يقيم فيها منذ فراره من مصر قبل 4 سنوات، لتطارده قوات الجيش الليبى بعد دخولها «درنة»، خاصة أنه قاد عدداً من العمليات الإرهابية.

من جهته، كشف عميد مدينة «درنة» الليبية، المستشار عبدالمنعم الغيثى، لـ«الوطن»، تفاصيل عملية القبض على «عشماوى»، وقال «الغيثى» إن الأمر «جاء ضمن عملية استخباراتية محكمة وضعتها القيادة العامة للجيش الليبى للقبض على عدد من العناصر الإرهابية الفارة، وأبرزها عشماوى»، وأضاف أن «نجاح هذه الخطة الاستخباراتية فى القبض على عشماوى يؤكد أن الأجهزة الأمنية الليبية لديها القدرة والكفاءة الكافية للقيام بمثل هذه العمليات التى تعتمد على سرعة التحرك والتنبؤ بمكان الهدف».

{long_qoute_1}

وعن مكان وجود «عشماوى» عند القبض عليه، قال «الغيثى» إن «عشماوى كان يتنقل فى نطاق المدينة القديمة والجبال وحى المغار، وتم رصده والقبض عليه هو وبعض الليبيين»، معتبراً أن القبض على «عشماوى» بمثابة ضربة استباقية قوية للتنظيمات الإرهابية، وتابع: «القبض عليه دلالة حقيقية على فشل هذا التنظيم فى درنة وانهيار مخططاته»، وقال: «القضاء الليبى هو صاحب قرار تسليم عشماوى إلى مصر، خاصة مع الجرائم التى ارتكبها بحق الشعب الليبى، والمحكمة المختصة بمحاكمة عشماوى هى محكمة درنة».

وقالت مصادر قضائية، لـ«الوطن»، إن «عشماوى» مطلوب للتحقيق فى مصر فى عدة قضايا تخص تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذى كان «عشماوى» من مؤسسيه الأوائل فى مصر، وارتكب معه عدة عمليات إرهابية، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم، وكذلك استهداف قوات عسكرية وشرطية فى سيناء والاشتراك فى حادث الفرافرة الإرهابى.

وأضافت المصادر أن «عشماوى» كان المتهم التاسع فى ترتيب المتهمين بتأسيس تنظيم «بيت المقدس» فى مصر، كما أنه كان مسئول التدريب والتأهيل العسكرى لأعضاء التنظيم مع عماد عبدالحليم عبدالله، الذى حل عاشراً فى قائمة المتهمين ومؤسسى التنظيم، ولقى مصرعه فى أثناء عملية تمشيط منطقة الواحات عقب ارتكاب حادث الواحات الإرهابى قبل عدة أشهر، موضحة أن المجموعة المنفذة لحادث الواحات كانت من بين المجموعات التابعة لـ«عشماوى» الذى حُكم عليه بالإعدام من قبَل المحكمة العسكرية فى قضية «أنصار بيت المقدس الثالثة».

وأشارت المصادر إلى أن «عشماوى» أحيل للمحاكمة، سواء أمام المحكمة العسكرية أو محكمة الجنايات، فى القضايا التى ورد اسمه فيها، وتتعلق بتنظيم أنصار بيت المقدس، ومن بينها وأهمها قضية أنصار بيت المقدس الأولى، المنظورة أمام محكمة الجنايات، بالإضافة للقضايا التى أحيل فيها للمحاكمة العسكرية، كما أنه مطلوب فى قضايا لا تزال قيد التحقيق وتتعلق بالتنظيمات الإرهابية ومجموعات أنصار بيت المقدس.

وتشير تحقيقات وأوراق القضايا المتهم فيها «عشماوى» إلى اعتناقه أفكار تنظيم القاعدة، وأنه أحد أهم العناصر المؤسسة للمجموعات التى تعتنق فكر القاعدة فى مصر، والتى بدأت عملها فى سيناء، وكان اسمه الحركى فى تنظيم أنصار بيت المقدس، «شريف»، وأنه عُرف بهذا الاسم بين أعضاء التنظيم الذين كان يدربهم على استخدام السلاح وكيفية مواجهة الضربات الأمنية والتعامل معها، نظراً لخبرته كونه ضابطاً سابقاً.

{long_qoute_2}

ولفتت المصادر إلى أنه «فى حالة تسليم عشماوى إلى مصر سيتم التحقيق معه فى القضايا المتهم فيها والتى لا تزال قيد التحقيق، فى حين سيكون أمره فى القضايا التى أحيل فيها للمحاكمة، سواء المحكمة العسكرية أو محكمة الجنايات، معروضاً على تلك المحاكم».

من جهته، قال خالد الزعفرانى، خبير الحركات الإسلامية، إن القبض على «عشماوى» ضربة قاضية للإرهاب، وأضاف: «هذا انتصار كبير جداً لرجال الأمن فى ليبيا، لأن هشام حالياً أخطر إرهابى على أمن مصر وليبيا، وكان يمثل مشكلة كبيرة»، وأوضح: «هشام تبنّى أفكار عبدالمجيد الشاذلى، أحد أعضاء تنظيم 1965، الذى حُكم عليه بالإعدام فى قضية سيد قطب، ورفاعى سرور، أحد شيوخ التكفير، وكلاهما من قيادات التكفير ومرجعيات الفكر القطبى التكفيرى، وكان رفاعى سرور التكفيرى القطبى يعيش فى القاهرة، وانتشر فكره بعد ثورة يناير بين القاهرة والإسكندرية، ثم تحول لعمل عسكرى وعنف ضد الدولة، وكان هشام يميل لتنظيم القاعدة المقرب من الفكر السرورى، وعلى خلاف مع داعش، لكنه يكفر الدول والأنظمة مثلها، فداعش يكفر المجتمعات بكل مكوناتها، حكاماً ومواطنين، والقاعدة تكفر الحكام بشكل مطلق ولا يكفرون الأفراد حتى يقيموا عليهم الحجة، لذا كان هؤلاء يقتلون الضباط فى عملية الوادى الجديد ويطلقون النار على أرجل العساكر».

وقال سامح عيد، الخبير فى حركات الإسلام السياسى، إن القبض على «عشماوى» يعد امتلاكاً لأكبر كنز معلوماتى عن الإرهابيين، لأنه مسئول عن عدد كبير من العمليات الكبرى، منها عملية الوادى الجديد التى تم أسر الضابط محمد الحايس خلالها، وعملية دير المنيا، وهو متهم رئيسى فى العديد من العمليات.

وأضاف: «اختلف عشماوى مع داعش ورفض البيعة للبغدادى، وانتقل من سيناء إلى ليبيا وأسس مجموعات عمل خاصة به، نظراً لأن كل من فى سيناء من متطرفين هم دواعش، والقبض عليه سيسهل القبض على العديد من المجموعات المتطرفة الموجودة داخل مصر وخارجها، وبالتالى سيحد من الإرهاب الذى تشهده مصر بشكل كبير».


مواضيع متعلقة