أزهريون: "عشماوي وبن لادن متشابهان في الجهل بالدين"

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

أزهريون: "عشماوي وبن لادن متشابهان في الجهل بالدين"

أزهريون: "عشماوي وبن لادن متشابهان في الجهل بالدين"

كان وقع القبض على هشام عشماوي، انفجاريا على كافة المتابعين للشأن الديني، فتبادل الجميع التهاني بالقبض عليه، فقد كان "عشماوي" المنتمي للقاعدة رقما صعبا لمصر مثلما كان مؤسس التنظيم "بن لادن" للسعودية والعالم أجمع، فقد قاد منتسبي التنظيم لعنف واسع ونفذوا العديد من العمليات الغير تقليدية.

ويشترك "عشماوي" مع "بن لادن" في تكفير الحكومات بشكل مطلق، لذا كانت عملياتهم مركزة ضد أبناء الجيش والشرطة والحكومات بشكل أكبر، وهو الفكر الذي نقدته المؤسسات الدينية، والعديد من العلماء.

وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في دراسةً حديثة نشرها مؤخرا أن تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين استغلّا الأفكار التي أسس لها منظرو جماعة الإخوان المسلمين، كالخلافة والدولة الإسلامية والحاكمية وجاهلية المجتمعات، من أجل إقناع الأفراد بالانضمام إليه، بهدف تحقيق ما فشلت فيه الجماعات التي أطلقت على نفسها جماعات "الإسلام السياسي" وهي الأفكار التي تستثير حماسة البعض وتؤثر على الشباب الصغير الذي تجذبه حماسة شعارات براقة ظاهرها نصرة الإسلام والمسلمين، ولكن في باطنها التدمير والخراب لكل ما هو إنساني، وكافة الأديان منها براءة.

وتابع مرصد الإفتاء أن مواجهة التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة تتطلب في البداية مواجهة أفكار ومشاريع جماعة الإخوان التي رُوِّج لها على مدار عشرات السنين، وأسس لها حسن البنا وزاد عليها سيد قطب، لتخرج لنا في الأخير أفرادًا يحملون أفكارًا قاتلة لأصحابها وللمجتمعات كافة.

وشددت الدراسة على أن قادة تنظيم القاعدة ومُنظِّريه يدركون أن الإسلام بعيد عن استباحة دماء المسلمين وإراقة دمائهم وإهدار أموالهم وانتهاك أعراضهم، ومن ثم كان من الضروري للتنظيم إيجاد مسوغ ومبرر يقتات عليه ويستقي منه شهرته وتمدده، فما كان إلا استخدام خطاب نصرة الإسلام والمسلمين ومواجهة أعداء الإسلام، وصدَّر ما يسميه الحملات الصليبية المعاصرة، مدعيًا أن هناك حربًا ضد الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من العواصم الأوربية.

وسعى منظرو التنظيم إلى وضع أسس ومنهاج شرعي يضلل به عناصره للإقدام على تنفيذ عمليات ضد الأجانب بشكل هستيري دون مراجعة للأصول الإسلامية في التعامل مع غير المسلمين، ومن ثم عمل التنظيم على استحلال دماء الأجانب، سواء كانوا محاربين أم غير محاربين مدنيين، في وقت السلم أو في وقت الحرب.

ومن هنا عمل التنظيم على وضع وتبرير مجموعة من الفتاوى المرتبطة بذلك، أبرزها فتوى إجازة إتلاف النفس من أجل المصلحة العامة من قِبل الظواهري وتدويل فتوى التترس التي وضعها ابن تيمية في غير موضعها وسياقها الاجتماعي والتاريخي وإجازة العمليات الانتحارية والانغماسية واستخدام العبوات الناسفة والمفخخات.

بالإضافة إلى فتوى استباحة قتل السياح الأجانب في بلاد المسلمين متجاوزين صيغ المعاهدات والأمان التي أعطيت لهؤلاء السياح في البلدان المسلمة وفتاوى استهداف مقرات البعثات الدبلوماسية الأجنبية والأممية الموجودة على أراضي الدول المسلمة، وقد شهدت السنوات اللاحقة عددًا من الهجمات الدامية ضد عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

وفتاوى التحريض لاستهداف تجمعات الأجانب المدنيين في المناطق الرخوة مثل (المطاعم، المواصلات العامة، الأسواق العامة، المقاهي، والأماكن الرياضية) سواء في أراضي الدول الإسلامية أو غيرها.

وأضاف المرصد أن هذه الدعاوى الباطلة تناست أن الإسلام لم يدعُ إلى استباحة الدماء وانتهاك الحرمات بدعوى الجهاد، وإنما وضع للجهاد شروطًا وضوابط متى اختلت لا يعتبر فيها القتال جهادًا فالجهاد بمعنى القتال هو في الأصل من فروض الكفايات التي يعود أمر تنظيمها إلى ولاة الأمور والساسة، فهم مسؤولون أمام الله عن حماية وضمان أمن البلاد والعباد، وهم أقدر من غيرهم على معرفة القرارات المصيرية من حيث الموازنة بين المفاسد والمصالح بلا سطحية أو تهور.

كما أكد المرصد أن الثوابت الرئيسية في الإسلام عملت على ترسيخ الالتزام بالعهود مع غير المسلمين في حالتي الحرب والسلم تحت مصطلحات عدة، منها: "الصلح، المهادنة" أو "الموادعة" ونحو ذلك والمعاهدة التي تكون مع الدول غير الإسلامية مؤقتة بوقت أو مطلقة بدون توقيت هي معاهدة جائزة.

واختتم المرصد دراسته بالتأكيد على أن مثل هذه التنظيمات وبالرغم من إدعاء القاعدة أنها تدافع عن الإسلام والمسلمين، وتحارب رؤوس الكفر والحملات الصليبية فكانت البوابة الرئيسية التي جرَّت على المسلمين الوبال والتدخلات الخارجية وأوجدت موطئ قدم للأطماع الدولية داخل الدول العربية والإسلامية، وجعلت المجتمعات المسلمة عرضة للانتهاكات والتدخلات ومجالًا للأطماع، فضلًا عن تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإثارة العداء لهم في الكثير من دول العالم.

من جانبه أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن أعضاء تنظيمات "داعش والقاعدة" هم خوارج العصر حيث تتوافر فيهم صفات ومعتقدات وأفعال الخوارج القدامي، وينطبق عليهم قول النبي:"سيخرج قوم فى آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة "، فهم متنطعون يظهرون الزهد والخشوع ويضمرون استغلال الدين ونصوصه في هدمه ومنع انتشاره، فهم جاهلون مأجورون يخدعون الناس بكثرة العبادة.

وقال عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، شابه "عشماوي" قائده في الشر "بن لادن" في الكثير من الصفات وأول جامع بينهما هو الجهل بالدين ومحاولاتهما الحثيثة لإستغلاله اسوأ استغلال.

وأضاف: "بدأ التغير في فكر بن لادن بالداخل السعودي وتحت الضغط هرب للخارج وأسس تنظيمه القاعدة، ومثله كان عشماوي قبل القبض عليه، حيث هرب إلى ليبيا وأسس تنظيمه هناك، ليكون بن لادن مصري ولتتشابه حياتهما".

وتابع، أن القبض على "عشماوي" انتصار كبير للدولة المصرية التي كانت تتبعه في كل خطوة ليدفع ثمن ما أقترفه من جرائم تجاه المصريين، وسيكون درس وعبرة لكلك من تسول له نفسه في الاساءة لمصر والمصريين، وسينهار تنظيمه بشكل كبير بعد القبض عليه.


مواضيع متعلقة