فاتورة المعارك: 45 مليار دولار سنوياً.. و2000 عسكرى و10 آلاف مدنى ضحايا عام واحد

فاتورة المعارك: 45 مليار دولار سنوياً.. و2000 عسكرى و10 آلاف مدنى ضحايا عام واحد
- أشرف غنى
- إجراء محادثات
- إعادة إعمار
- إنهاء الصراع
- الأمن القومى
- الإدارة الأمريكية
- الاستراتيجية الأمريكية
- التجارة العالمية
- الجماعات الإرهابية
- الجنود الأمريكيين
- أشرف غنى
- إجراء محادثات
- إعادة إعمار
- إنهاء الصراع
- الأمن القومى
- الإدارة الأمريكية
- الاستراتيجية الأمريكية
- التجارة العالمية
- الجماعات الإرهابية
- الجنود الأمريكيين
«لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب فى أفغانستان».. تصريحات للجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأمريكية السابق فى أفغانستان، فى الذكرى الـ17 للهجمات الإرهابية على برجَى التجارة العالمية فى أمريكا والمعروفة بأحداث 11 سبتمبر، لافتاً إلى أنه طيلة هذه الأعوام لم تظهر أى بوادر لنجاح الحرب يمكن أن تبرر إنفاق مزيد من الأموال على هذه الحرب، وأن «طالبان تريد رحيل أمريكا، وأمريكا تريد استسلام طالبان، وبالتالى لا توجد أرضية مشتركة، ويجب أن يعرف صنّاع القرار ذلك، وإذا كان الهدف من وجود أمريكا هناك هو منع الهجمات الإرهابية فإن ذلك لا يحدث، بل قوة طالبان تتزايد مع ضعف قبضة الحكومة على البلاد».
وأنهى «نيكلسون» تصريحاته بأن «أفغانستان هى الحرب التى لا يمكننا كسبها، لكننا لا نستطيع تحمل خسارتها، ويحب على الولايات المتحدة الانسحاب، لأننا لا نملك سياسية استراتيجية فعلية هناك، ولا يوجد هدف معقول آخر غير استخدام أموال دافعى الضرائب والتضحية بحياة الجنود الأمريكيين والمدنيين الأفغان». وهو ما ذكره السفير الأمريكى لدى أفغانستان «جون باس»، فى تصريحات فى ذكرى 11 سبتمبر: «لا أحد فى الإدارة الأمريكية يقول فى هذه المرحلة إننا نتوقع انتهاء هذا الصراع بتحقيق نصر عسكرى وأن جرح الحرب ينتهى بتسوية سياسية».
{long_qoute_1}
حجم الخسائر الاقتصادية الأمريكية لحرب السبعة عشر عاماً فى أفغانستان تحدثت عنها دراسة حديثة لمركز الدراسات الاستراتيجية فى واشنطن، أشارت إلى غياب وجود أى تقارير عن التكلفة السنوية والتراكمية للحرب الأفغانية، إلا أن تقريراً صدر من وزارة الدفاع فى مارس الماضى ذكر أن ما يقرب من 1.5 تريليون دولار هى التكلفة الإجمالية للعمليات الأمريكية فى أفغانستان والعراق وسوريا، بينما تصل التكلفة على عمليات أفغانستان وحدها منذ أحداث 11 سبتمبر نحو 718 مليار دولار. وفى تصريحات للوكالة الروسية، قال راندال شرايفر، كبير مسئولى وزارة الدفاع الأمريكية، إن الحرب التى تخوضها أمريكا فى أفغانستان تكلف دافعى الضرائب الأمريكيين سنوياً 45 مليار دولار. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن «الحرب الأفغانية أكثر كلفة من خطة مارشال، التى طرحها وزير الخارجية الأمريكى جورج مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية»، ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ضللت الرأى العام، ليس بشأن وضع الحرب فى أفغانستان فحسب، بل أيضاً فيما يتعلق بالظروف المعيشية فى البلاد.
«مصالح حقيقية محدودة تقف حائلاً دون الانسحاب الأمريكى الكامل من أفغانستان»، يقول مقال للكاتب هال براندز، أستاذ الدراسات الدولية فى جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، بموقع «بلومبرج» الأمريكى، يوليو الماضى، لافتاً إلى أن أمريكا قد تكون عالقة فى فوضى أفغانستان، لكن يبدو ذلك خياراً مريحاً سياسياً واستراتيجياً مقارنة بالمثير من البدائل، لوجود مصالح حقيقية للولايات المتحدة من وجودها هناك، حتى وإن كانت محدودة. وأضاف «هال»، مؤلف كتاب «الاستراتيجية الأمريكية الكبرى فى عصر ترامب»، أن الأخير لديه قناعة بأن أفغانستان ليست حرباً جيدة أو ضرورية، إلا أن مستشاره السابق للأمن القومى «راك ماكماستر»، ووزير الدفاع «جيمس ماتيس» أقنعاه تدريجياً بتصعيد الوجود الأمريكى على أمل تراجع المكاسب التى حققتها طالبان، وإبقاء الضغط على الجماعات الإرهابية.
فى محاولة تبدو خروجاً من باب خلفى للقوات الأمريكية من أفغانستان، طرح مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض «جون بولتون» فكرة استخدام قوات «مرتزقة» للمساعدة فى هذه الحرب، وهو يلفت النظر لمقترح قدمه إريك برنس، مؤسس شركة «بلاك ووتر» للقوات العسكرية الخاصة العام الماضى لدعم الحرب فى أفغانستان، قبيل إعلان «ترامب» لاستراتيجيته الجديدة، التى ذكر تفاصيلها تقرير ربع سنوى للكونجرس الأمريكى صدر فى أغسطس من العام الماضى، أشار إلى أن الاستراتيجية تهدف لزيادة حجم القوات والمعدات المستخدمة فى هذه الحرب، وشن المزيد من الهجمات ضد طالبان، وتوسيع نطاق التدريب والمساعدة للقوات الأفغانية، إلا أنها تسعى فى الأخير للدفع بطالبان للدخول فى مفاوضات للتسوية السياسية. ولكن هل تنجح فى ذلك؟
يجيب «كريشناديف كلامور»، المحلل السياسى فى مجلة «ذى أتلانتك» الأمريكية، بالإيجاب، لافتاً إلى تفاؤل مسئولين أمريكيين بشأن الوضع فى حرب هى الأطول فى تاريخ المشاركات العسكرية الأمريكية التى جاءت على حساب أرواح أكثر من ألفى عسكرى أمريكى، و10 آلاف قتلوا العام الماضى فقط. إلا أن تصريحات «ترامب» تزيد من الإصرار الأمريكى على البقاء بدعوى أن «الانسحاب الأمريكى من أفغانستان يترك فراغاً للإرهابيين يستغلونه»، وكان رد «طالبان» سريعاً على هذه التصريحات بأن «أفغانستان ستصبح مقبرة أخرى للولايات المتحدة إن لم تسحب قواتها».
{long_qoute_2}
ويرى العديد من المراقبين أن السلام لن يتحقق فى أفغانستان دون أن تتفاوض حكومة «كابول» مع «طالبان»، وهو ما أكدته تصريحات للرئيس الأفغانى، أشرف غنى، جدد خلالها دعوته لقادة طالبان للانضمام لمحادثات سلام، فى محاولة لتجنب المحاولات السابقة التى باءت بالفشل بسبب إصرار الحركة على خروج القوات الأجنبية، نحو 8 آلاف جندى أمريكى ضمن قوة حلف شمال الأطلسى، قبل التفاوض. وفى رسالة وجهها فى عيد الأضحى السابق، دعا زعيم حركة طالبان، مولوى هبة الله أخوند زاده، إلى إنهاء الصراع فى أفغانستان وبشكل سلمى، جاء فيها إن «الذى بدأ الحرب هم الأمريكيون رغم دعوة الحركة لهم من البداية وقبل الغزو إلى حوار عقلانى بنّاء يجنب المنطقة ويلات الحروب، ويعمل على تحقيق الاستقرار فى المنطقة كلها، والرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن صمم على الحرب وهذا ما تعانى منه الآن أمريكا، حيث أصبحت الحرب الأطول فى التاريخ الأمريكى والأكثر كلفة مادياً وبشرياً». وأضاف فى رسالته المنشورة على موقع الحركة الإلكترونى أن «طالبان كانت وما زالت تؤكد على أهمية منطق التفاهم، لذلك تدعو إلى حوار بين طرفى الصراع، وهما الإدارة الأمريكية التى غزت قواتها أفغانستان وحركة طالبان التى تقود المقاومة الأفغانية فى كل الولايات الأفغانية».. وأن «الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فى أفغانستان فشلت».
وانتقد «أخوند زاده» الرئيس الأفغانى أشرف غنى، واصفاً إياه بأنه عايش نظام الحكم فى كابول منذ الغزو الأمريكى، لكنه كان وما زال فى صراع مع وزرائه وحكام الولايات ورئيس السلطة التنفيذية ونائبه، وهو ما زاد من فساد النظام الحاكم فى أفغانستان، وزاد من ضعفه، وفى بادرة لاستدراج أمريكا للحوار، جاء فى رسالته: «لو أراد الأمريكيون الانسحاب من أفغانستان اليوم فإننا نضمن ونعطى كافة التأكيدات للجميع، بمن فيهم الأمريكيون، على أننا قادرون على الحفاظ على أمن وسلامة أفغانستان، وعدم السماح بتمزيق البلاد، أو استخدام أراضينا ضد الآخرين». واتهم «أخوند زاده» الإدارة الأمريكية حتى الآن بعدم الجدية فى الحوار مع الحركة، وإنما تستخدمه من أجل الدعاية والخداع وتضليل الناس، وشدد على أن الحركة حتى فى المفاوضات لن تقبل أقل من أمرين: انسحاب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان، وإقامة حكم شرعى فى أفغانستان. وفى بيان نشرته مهمة «الدعم الحازم» التابعة لحلف الأطلسى، قال المتحدث باسم المهمة الكولونيل مارتن أودونيل إن «الولايات المتحدة ستكشف (كل السبل) للدفع بعملية سلام.. وإن هذه العملية تقودها أفغانستان». فيما نقلت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية يوليو الماضى أن «إدارة ترامب أبلغت كبار دبلوماسييها بالسعى إلى إجراء محادثات مباشرة مع طالبان».
- أشرف غنى
- إجراء محادثات
- إعادة إعمار
- إنهاء الصراع
- الأمن القومى
- الإدارة الأمريكية
- الاستراتيجية الأمريكية
- التجارة العالمية
- الجماعات الإرهابية
- الجنود الأمريكيين
- أشرف غنى
- إجراء محادثات
- إعادة إعمار
- إنهاء الصراع
- الأمن القومى
- الإدارة الأمريكية
- الاستراتيجية الأمريكية
- التجارة العالمية
- الجماعات الإرهابية
- الجنود الأمريكيين