«عاطف» متحسراً: «كنا زمان نشوف الأستاذ نمشى من شارع تانى».. ومتابعة أولياء الأمور لأبنائهم مهمّة ولو كانوا أميين

كتب: أجرى الحوار: محمد صلاح الهوارى

«عاطف» متحسراً: «كنا زمان نشوف الأستاذ نمشى من شارع تانى».. ومتابعة أولياء الأمور لأبنائهم مهمّة ولو كانوا أميين

«عاطف» متحسراً: «كنا زمان نشوف الأستاذ نمشى من شارع تانى».. ومتابعة أولياء الأمور لأبنائهم مهمّة ولو كانوا أميين

قال عاطف حسن بدوى، 53 عاماً، مدرس لغة إنجليزية فى مدرسة بنى عبيد الإعدادية، التابعة لإدارة أبوقرقاص التعليمية بالمنيا، إن نظرة المجتمع للمعلم اختلفت من جهة مكانته واحترام الطلاب وأولياء أمورهم له. وأضاف: رغم مكانته ما زال يعانى من ضعف الراتب الشهرى الذى يتقاضاه، ولم يتغير الكثير فى حياته منذ التحاقه بمهنة التدريس، فضلاً عن عدم الاهتمام بتدريبه عملياً.. إلى نص الحوار:

كيف ترى نظرة المجتمع للمعلم؟

- هيبة المعلم ومكانته تراجعت مع اختلاف الأجيال منذ أن التحقت بالتدريس سنة 1986، فقد كان للمعلم مكانة مختلفة، وكان عمله يقتصر على التدريس فقط، وكان الطلاب لا يستطيعون مجرد النقاش معه ولو فى حدود الشرح، أما الآن فقد أصبح المعلم يرد على كل ما يريد الطالب معرفته، لكن الأمر أصبح سلبياً على المعلم، لأن الطلاب باتوا يستهزئون به، فضلاً عن عدم وجود قوانين تحميه من أولياء الأمور، ما أدى إلى التفكير مراراً فى كل خطوة يتخذها، والطالب لا يقدّر قيمة معلمه مثلما كنا نفعل، فقبل التحاقى بالجامعة كنت أنا وزملائى إذا رأينا أستاذاً لنا يمر من شارع اتخذنا الشارع المجاور تقديراً لمكانته وخوفاً منه، أما الآن فقد اختلفت الأمور، وإذا تحدّث معلم للطالب خوفاً على مستقبله وعاقبه، أقام عليه ولىّ الأمر قضية تؤدى إلى الجزاء فى العمل، وأحياناً الوقف.

ولماذا أصبح التدريس سبوبة؟

- قلة الراتب تسببت فى اتخاذ المعلمين العملية التعليمية سبوبة لهم، فالدفعة التى تم تعيينها عام 2014 لا تتقاضى سوى 1500 جنيه، وشاب فى بداية حياته هيبدأ ازاى بيهم؟ لا بد إذن أن يلجأ إلى عمل آخر بجانب التدريس، مثل قيادة التوك توك، أو العمل بإحدى الورش، وكيف لطالب يرى مدرّسه بهذا الحال أن يحترمه؟ فضلاً عن تقلص صلاحيات المعلم التى جعلته يخاف على وظيفته قبل مصلحة الطلاب فلا يعاقبهم، وإغلاق معاهد المعلمين والمعلمات أدى إلى فقد التعليم رونقه، كان الطالب يدرس 5 أيام دون انقطاع جميع المواد فى الواقع العملى، وهذا كافٍ ليتخرج بعد 5 سنوات مدرساً يُعتمد عليه، أما الآن فنستقبل حملة المؤهلات العليا، وهم غير مؤهلين عملياً للقيام بهمة تعليم أجيال مقبلة.

{long_qoute_1}

ما تعليقك على تطورات المعلم؟

- التدريبات التى يتم تقديمها نظرية، ولا يوجد تدريب عملى منذ أن التحقت بالتدريس، كما أنه يكون فى أيام غير مناسبة، فبعد انتهاء ساعات عمله بتعبها ومشقتها يذهب إلى تدريب مكثف فى مركز آخر، فضلاً عن عدم وجود تدريب خاص بالتعامل مع أولياء الأمور، الذين لهم تأثير واضح على حياة الطالب واجتهاده عن طريق المتابعة التى أصبحت منعدمة الآن، بسبب عدم اهتمام ولىّ أمر الطالب بابنه، ففى أحد التدريبات قال لى مدرب تنمية: «العملية التعليمية تتوقف على متابعة ولىّ الأمر ولو كان جاهلاً»، وسألته: كيف ذلك؟ فرد قائلاً: «بمعرفة مشاكل الطالب وحلها، ومعرفة أسماء مدرسيه وسؤاله عن المواد التى يشرحونها له».

ما رأيك فى المناهج الحالية؟

- تعتمد على حشو زائد فى بعض المناهج، ما أدى بأولياء الأمور إلى تركهم المذاكرة لأطفالهم وتوجيههم إلى الدروس الخصوصية، لعدم قدرتهم على شرح المناهج المقررة، رغم أن من يستطيع القراءة والكتابة فقط كان يستطيع أن يشرح المناهج لأبنائه بسهولة، فضلاً عن عدم قدرة الطلاب على استيعاب تلك المناهج، بسبب كثرة استخدامهم التكنولوجيا.


مواضيع متعلقة