"كارت الخير رصيده مبيخلصش".. "محمد" مدرس يطلق مبادرة دروس مجانية

12:55 ص | الأربعاء 03 أكتوبر 2018

مجرد فكرة بسيطة، غير مكلفة، وليست مجهدة، وفرت خدمة تعليمية لأكثر من 1600 طالب في مختلف المراحل الدراسية، حيث وجه محمد زيدان، مدرس اللغة العربية، بمدينة كفر الزيات التابعة لمحافظة الغربية، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" نداءً للمدرسين أبناء مدينته، يطلب فيه من كل مدرس التكفل بأحد الطلاب ومنحه درسًا خصوصيًا بالمجان.

المدرس الثلاثيني وجد استجابةً من أبناء مهنته، حيث تواصل معه 35 مدرسا، عرض كل منهم عليه تبني عدد كبير من الطلبة، ليجد أن عدد المقاعد التي عرضوها لاستضافة الطلاب غير القادرين وصلت إلى ألف مقعد "اتفاجئت بالعدد اللي استجاب للفكرة وبعدد الطلبة كمان اللي ممكن يدرسولهم ببلاش".

كثرة عدد الطلاب، الذين عرض مدرسو كفر الزيات استقبالهم مجانًا، أنار في عقل "زيدان"، الذي يعمل أيضًا مصححًا لغويًا لأحد الصحف الإقليمية في الغربية، فكرةً أخرى، أطلق عليها اسم "كروت الخير"، حيث طبع ألف بطاقة، ووزعها على على 5 جمعيات خيرية، لكل منها 200 بطاقة، وتتولى الجمعية توزيع الطلبة غير القادرين على المدرسين حسب البيانات التي تمتلكها مسبقا "وعشان يبقى فيه مصداقية أكتر للفكرة".

فكرةٌ أخرى لجأ لها معلم اللغة الغربية، لضمان تنفيذ فكرته الأولى بشكلٍ مثالي" عملت ميثاق بيني وبين الجمعيات أضمن بيه إن الطلبة اللي هيستفيدوا من المبادرة يكونوا يستحقوا فعلًا" وينص على الاتصال بالمدرس قبل إرسال الطالب له، وفي حالة ثبوت أن الطالب غير مستحق أو غير ملتزم أخلاقيا ودراسيا يُطرد على الفور، ولابد أن يُختم "كارت الخير" بختم الجمعية حتى يقبل المدرس الطالب.

"لو افترضنا إن الطالب هياخد درس بـ50 جنيها بس في الشهر لمدة 10 شهور، يبقى مبادرة الألف كارت وفرت على الأسر نص مليون جنيه".. هكذا عبّر المدرس عن حصاد الفكرة البسيطة التي أصبحت واقعا ملموسا، بعد توزيع ألف كرت من كروت الخير على الطلبة غير المستحقين.

المبادرة توسعت بعدما تواصل مع "زيدان" عدد آخر من المدرسين للمشاركة فيها، وعرض استضافة طلبة آخرين مجانا، ليطبع ألف "كارت خير" آخرين، ويرسلهم للجمعيات الخيرية التي وزعت 600 منهم قبل بداية الدراسة، ليصل عدد "كروت الخير" التي وُزعت نتيجة المبادرة 1600 كارت "من غير ما نكلف حد مليم واحد".