"بتر ساقه وقدمه واقتلعت عينه".. "الشهيد الحي": طلبت دفني والقادة رفضوا

كتب: عبيرالعربي

"بتر ساقه وقدمه واقتلعت عينه".. "الشهيد الحي": طلبت دفني والقادة رفضوا

"بتر ساقه وقدمه واقتلعت عينه".. "الشهيد الحي": طلبت دفني والقادة رفضوا

"شهيد حي".. هكذا وصف البطل عبد الجواد سويلم، ابن الإسماعيلية، أحد أشهر أبطال النصر العظيم على قوات الاحتلال الغاشمة الإسرائيلية، كتب عنه أنه المجند الأوحد في تاريخ الحروب العالمية الذي استطاع أن يقف في صفوف الحرب بنسبة عجز بلغت 100%.

البطل عبد الجواد سويلم، 78 عامًا، بدأ نضاله ضد الاحتلال مجندا داخل الجيش منذ حرب الاستنزاف، وحتى انتصارات أكتوبر، وشهد الحرب حيث أصيب ببتر للساعد الأيمن والساق والعين، في حرب وصفها بأنها الأصعب في تاريخ العسكرية العالمية، تحولت فيها المرارة والهزيمة والانكسار إلى تاريخ من الانتصار والعزة والكرامة.

بعد مرور 45 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيد، فتح البطل عبد الجواد سويلم في ذكرى العزة قلبه لـ"الوطن" قائلا: "عشت سنوات وأنا أحلم بأمرين اثنين الأول تحرير الأراضي واستردادها والحصول على الشهادة، لكن كانت هناك رسالة اختصني الله عز وجل بها لم أكن أفهمها لوقت طويل وهي استمراري على قيد الحياه كي أروي لأجيال عن عظمة هذا الوطن وعظمة الجيش المصري وقادته وقياداته وأبناءه بشكل عام".

ويقول سويلم: "بدأت حياتي الحقيقية عندما التحقت بصفوف الجيش المصري فترة حرب الاستنزاف، وكان العدو خلال تلك الفترة يظن ومعه الكثير من دول العالم أن مصر بعد هذه الحرب لن يقوم لها قومه وأنها قد ماتت، وتناسوا تاريخ مصر منذ هجوم الهكسوس، وقتها فعليًا كانت الخسائر كبيرة، وخاصة في سلاح الطيران والذي يعد الغطاء الأهم في أي حرب عسكرية، كنت وقتها موجود ضمن صفوف الجيش على أرض سيناء، ولم نحارب، لم تكن حربا، ولكن نستطيع القول إن مصر قد مالت في هذه الفترة وشعبها عدلها مرة أخرى، عندما قدم الزعيم جمال عبد الناصر استقالته إلى الشعب المصري معلنا مسؤوليته عن الهزيمة، ليرد الشعب عن بكرة أبيه مش هنسيبك، أمر بعدها ناصر بإعادة بناء الجيش المصري مرة أخرى وخاصة الصاعقة".

ويستكمل:  "كنت على خط القنال مجندا في كتيبة الصاعقة، تعبنا كثيرًا لأجل هذا الوطن، أتذكر وقتها في حرب الاستنزاف ضربت طائرات العدو مخازن الوقود والذخيرة والماء والمأكل وكان اختبار قاسي وصعب بل مرير، واضطرينا أن نسير على الأقدام مسافة 180 كيلومتر، اتينا مشي من قلب صحراء سيناء إلى الضفة الغربية للإسماعيلية، 3 أيام دون ماء ولا طعام سيرًا على الأقدام، يكمل رغم مرارة التجربة كانت القادة تلقى بأوامر مشددة على حسن التعامل مع أسير الحرب، لا ضرب، لا إهانة، مأكل ومشرب، وهي تعليمات استمدت من أوامر الله عز وجل، في المقابل عدونا كافر وفاجر كان يأخذ الأسرى منا ويضعهم على الأسفلت وتمر عليهم الدبابات، وكان يحفر لهم في صحراء سيناء ويدفنونهم أحياء".

ويتابع: وصلنا إلى الإسماعيلية وجاءت أوامر بالذهاب إلى بورسعيد، وتسلمنا كوز عدس، وكانت أعظم ما تناولته من طعام في حياتي، سنأكل أخيرًا بعد 3 أيام من الجوع والعطش المستمر، استكملنا المسيرة التي استغرقت 3 أيام سيرًا على الأقدام أيضًا، ودخلنا إلى دار المعلمات في بورسعيد يوم 30 يونيو، عقب ذلك دخل إلينا قائد كتيبة الصاعقة، جمعنا بالمقدم محمد عبد الفتح أبو الفضل وكان رجل مخابرات، وأعطى التعليمات، كتيبة مدرعة هتتحرك من القنطرة شرق إلى بورفؤاد ببورسعيد مسافة 40 كيلومتر خاصة بالعدو طبعا، في المقابل هنخرج فصيلة منا تصد الهجوم، نفذنا الأوامر وعدينا المعدية، ونجحنا في تدمير أول كتيبة وكان بها 120 جنديًا إسرائيليًا، كنا وقتها نواجه بالسلاح أيضًا وندير القتال على النور الواطي، وكنت منوط بمواجهة حقل الألغام، وقتها كان سني 21 سنة، كنت خايف على السلاح، كانت يدي تترعش فالسلاح ثمنه 150 جنيهًا، وأنا راتبي جنيهان، وقتها لم أجد مخرج سوى أنني أردد آيتين من القرآن الكريم هما بسم الله الرحمن الرحيم "ومارميت إذا رميت ولكن الله رمى"، "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، كنا وقتها نتعامل بإشارات القتال لو الإشارة خضراء يستمر القتال ولو حمراء ننسحب، انهلنا ضربا على كتيبة المدرعة الإسرائيلية، ضربت وفوجئت أن الله وجه عيار السلاح في تانك المدرعة ليتم تفجيرها بالكامل، وكانت المحصلة 81 قتيلاً منهم، و12 جريحًا، ونحن عدنا بـ10 مصابين و11 شهيدًا وعدنا نحن 11 مجندًا وضابطًا.

اختتم الشهيد الحي قائلا: "في تلك اللحظات جرى توجيه عدد من الضربات نحوي كنت أراوغها مدة 5 دقائق إلى أن استفزيت طيار طائرة للعدو، وقلت له بالحرف "لو راجل انزلى" فأنزل على صاروخ ليفرتك أجزاء من جسدي ويتم البتر لليد والساق والأحشاء، والعين، حاولت دفن جسدي في الرمال، وطلبت من ضابط الكتيبة وقتها قائلا له "أحفر وأدفني يا فندم وعودوا لمواقعكم أنا ميت ميت خلاص"، رد قائلا "هنموت معاك مش هنسيبك" وحملني على ظهره مسافة 11 كيلومتر وعبروا بي القناة إلى الضفة الغربية.

 


مواضيع متعلقة