قصة شهيد من "أرض الفيروز".. "سيناء لا تأكل أجساد أبطالها"

كتب: أروا الشوربجي

قصة شهيد من "أرض الفيروز".. "سيناء لا تأكل أجساد أبطالها"

قصة شهيد من "أرض الفيروز".. "سيناء لا تأكل أجساد أبطالها"

 

45 عامًا مرت على انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي احتل أرض الفيروز لمدة 6 سنوات منذ نكسة يونيو 1967، وتمكن أبناء مصر الشرفاء من استعادة الكرامة المصرية، والقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وتعد هي الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، إذ استطاع المصريون بمهارة قلب موازين القوى العالمية، في إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادة المصرية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء في 1967.

لم تنتهِ صفحات مذكراتها، وحكايات جنودها، الذين سطروا بدمائهم التاريخ من جديد، وحققت فيها نصرًا ساحقًا قهرت فيها الجيش الإسرائيلي، وكبدتهم خسائر فادحة باجتياز قواتنا المسلحة الباسلة خط بارليف المنيع خلال 6 ساعات، أفقدت العدو توازنه بالكامل، كما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

"بعد انتهاء الحرب بأربعة أشهر، عُدنا من سيناء إلى مواقعنا في الضفة الغربية، وكان موقعنا من ضمن المواقع التي تم الاستيلاء عليها من قبل العدو الإسرائيلي أثناء الثغرة"، هكذا روى العميد مدحت كامل علي، أحد أبطال حرب أكتوبر، موقفًا عن أحد الشهداء خلال فترة الحرب، في ذكرى انتصارات أكتوبر، "وكان من واجبنا كقادة كان علينا تفتيش الموقع جيدًا قبل دخول القوات فيه".

وعندما تطأ قدماك في أرض الفيروز، ترى رائحة مسك أفضل من كافة العطور بجميع أنواعها، فإذ هم شهداء الواجب الوطني الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يعيش المصريون في سلام.

وعاد الزمان بالعميد متذكرًا ذكريات الحرب التي يفخر بها قائلًا: "لفت انتباهنا وجود جثة لشخص ما على بعد، فقمنا بالاقتراب منه فإذا به أحد رجال الصاعقة ملقى على ظهره، ورأسه مفصول عن جسده، وحوله فارغ من الطلقات، مما أثار اندهاشنا أن جسده لم يطرأ عليه أي تغيير وكان شعر رأسه موجودًا ورموش عينيه، وعيناه مغمضتان كأنه نائم، وجسده الطاهر كما هو".

وفي مشهد يظهر صلابة المصريين وقوتهم وعزيمتهم وإيمانهم الكبير بالله، صمد العميد والجنود، رغم رحلتهم الطويلة في سيناء بعد انتهاء الحرب.. "دفنا جثة رجل الصاعقة، ووضعنا علامة الشهيد على الحفرة، ووصلت إحدى سيارات الصاعقة بعد مرور شهرين، تسأل عن جثث للشهداء في الحرب، لأنهم كانوا يجرون عمليات إغارة في هذا المكان".

واستكمل أحد أبطال الحرب: استخرجنا جثة الشهيد ووجدناها كما هي لم يطرأ عليها أي تغيير وتعرفوا عليه وكان أحد ضباط الصاعقة، واستشهد أثناء عمليات الإغارة، وذبحه أحد جنود العدو الإسرائيلي بعد نفاذ الذخيرة منه.

"الأرض لم تأكل أجساد الشهداء وكأنها تكرمهم بذلك حتى يلقوا الله وهم شهداء شكلًا وموضوعًا".. اختتم العميد مدحت كامل علي، قصته عن أحد الشهداء في منشور له بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والأرض لم تأكل جسده الطاهر لأنه شهيد حق مصدقًا بقول الله تعالي: "و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".


مواضيع متعلقة