جولدا مائير تعترف: حرب أكتوبر سببت لإسرائيل كارثة ساحقة لا يمكن محوها

كتب: صفية النجار

جولدا مائير تعترف: حرب أكتوبر سببت لإسرائيل كارثة ساحقة لا يمكن محوها

جولدا مائير تعترف: حرب أكتوبر سببت لإسرائيل كارثة ساحقة لا يمكن محوها

لم تكن جولدا مائير سياسية إسرائيلية فحسب بل كانت من أبرز الزعماء ففى أعقاب حرب عام 1948، تولت وزارة الخارجية وقادت أعنف المعارك الدبلوماسية ضد العرب، حيث نشبت فى عهدها حربي 1967، و1973.

وعندما وقعت حرب 67 تصورت مائيرا أنها ستكون أعظم زعماء إسرائيل باعتبارها صاحبة أكبر الانتصارات الإسرائيلية، ولم يخطر ببالها أن المصريين يوماً ما سوف يوقعون بها أكبر الهزائم، بخوضهم حرب أكتوبر المجيدة.

وقد اعترفت مائير بالخسائر التى تكبدتها فى الحرب، قائلة: "سأكتب عن كارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي، وسيظل باقياً معي على الدوام"، في إشارة منها إلى حرب أكتوبر التي كبَّدت إسرائيل أشد الخسائر، حسبما ورد فى كتاب "اعترافات جولد مائيرا" الصادر عن دار التعاون للطبع والنشر والمترجم عن كتاب "my life"، الذى يروى مذكرات مائيرا. 

وقبل بداية الحرب كانت جولدا مائير رئيسة ورزاء إسرائيل، آنذاك، على علم بأن جيش إسرائيل لن يقهر وأن قوات المصريين المحتشدة فى الجنوب لا تتعدى دور القيام بالمناورات المعتادة، وفى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر عقدت اجتماعاً لإعادة بحث الموقف، فاقترح عليها أحد القادة تفويض سلطة استدعا الاحتياطى وإعلان التعبئة العامة إذا تطلب الأمر، وتقول عن ذلك "كان من واجبي أن استمع إلى إنذار قلبي واستدعى الاحتياطي، وآمر بالتعبئة".

وفى الرابعة عصر يوم السادس من أكتوبر تلقت مائيرا معلومات بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجوماً مشتركاً، بعد ظهر اليوم، فقعدت اجتماعاً ثالثاً  استعرضت فيه الموقف، مضيفة، ثم اجتمعت بزعيم المعارضة مناحم بيحن والسفير الأمريكىي في إسرائيل، لكن قبل أن ينتهى الاجتماع فتح سكرتيرها العسكري الباب واندفع نحوها ليبلغها بأن الهجوم قد بدأ، مضيفة في اعترافتها "فى نفس اللحظة سمعنا صفارات الإنذار وبدأت الحرب في تل أبيب، وكان هو اليوم الوحيد الذى خذلتنا فيه قدرتنا الأسطورية على التعبئة بسرعة".

وتابعت: "ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارا في الوقت المناسب بل إننا كنا نحارب على جبهتين في وقت واحد، نقاتل أعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنتين"، موضحة أن التفوق كان ساحقاً سواء فى الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال، "كنا نقاسى من انهيار نفسى عميق، وثبت خطأ معظم تقديراتنا، فقد كنا نؤمن بأن المصريين لن يتمكنوا من عبور القناة".

وفي يوم السابع من أكتوبر عاد ديان من إحدى جولاته على الجبهة، وطلب مقابلة مائيرا على الفور، ليبلغها أن الموقف فى سيناء قد وصل إلى درجة من السوء تحتم عليهم الانسحاب الجذري، وإقامة خط جديد للدفاع، وهذا الوضع اضطر ديان أن يتقدم باستقالته 3 مرات خلال فترة وجيزة.

أما عن أسلحة الحرب، تقول مائيرا: "لقد شنت علينا هذه الحرب بأسلحة مفزعة مثل الصواريخ المضادة للدبابات التي كانت تحيل الدبابات إلى لهيب مشتعل، وتعجن أطقمها داخلها إلى درجة يستحيل معها التعرف على هويتهم". 


مواضيع متعلقة