الفتاة الإيزيدية الفائزة بـ«نوبل» لـ«الوطن»: زيارتى لمصر منحتنى قوة

الفتاة الإيزيدية الفائزة بـ«نوبل» لـ«الوطن»: زيارتى لمصر منحتنى قوة
- الفتاة الإيزيدية
- جائزة نوبل
- نادية مراد
- السيسي
- الرئيس عبدالفتاح السيسي
- العنف الجنسي
- الفتاة الإيزيدية
- جائزة نوبل
- نادية مراد
- السيسي
- الرئيس عبدالفتاح السيسي
- العنف الجنسي
«لم أتوقع أو أنتظر جائزة نوبل»، هكذا قالت الشاعرة والناشطة نادية مراد، الفتاة العراقية الإيزيدية الفائزة بجائزة نوبل للسلام، أمس، مؤكدة فى تصريحات لـ«الوطن»، أنها لم تهتم كثيراً بترشيحها للجائزة، ولم تفكر فى الحصول عليها، خاصة أن هناك آلاف العراقيين والإيزيديين غيرها يستحقون «نوبل»، وكل صور التكريم، نظراً للتضحية التى قدّموها والمعاناة الكبيرة التى تحمّلوها.
وحول زيارتها إلى مصر فى 2015، ولقائها بالرئيس عبدالفتاح السيسى، عقب كلمتها الشهيرة فى مجلس الأمن حينذاك، قالت الفائزة بـ«نوبل»: «كانت زيارة جيدة بالنسبة لى، ومنحتنى قوة، ونحن ننظر إلى مصر، باعتبارها دولة ذات حضارة عظيمة تمتد إلى آلاف السنين، وهى قلب للعروبة والعالم الإسلامى كله»، وعبّرت عن سعادتها بلقائها «السيسى» فى ذلك الوقت، قائلة إنه يحارب الإرهاب بشجاعة وعمل خلال السنوات الماضية منذ توليه المسئولية على تحقيق الاستقرار والأمن فى مصر، كما أشادت بدور الجيش المصرى فى الحرب على الإرهاب والجماعات المتطرفة، وتابعت: «جيش مصر قوى وعظيم ويقوم بعمل طيب جداً، وهو بالتأكيد قادر على هزيمة الإرهابيين وحماية بلاده من هذا الخطر».
{long_qoute_1}
وطافت «نادية مراد»، العالم من المشرق إلى المغرب، تحكى معاناتها وقصة مأساة إنسانية حلت على بلدة «كوجو» العراقية التى نشأت فيها، بعدما أصيبت بوباء التكفيريين والإرهابيين الدواعش. وتقع «كوجو» القرية الإيزيدية الصغيرة على مسافة قصيرة من جنوب «قضاء سنجار»، أو على بُعد نحو 140 كيلومتراً، غرب مدينة «الموصل»، وتعدادها نحو 1700 شخص، جميهم أقارب، ومصدر رزقهم هو الزراعة وتربية الماشية، وكانوا يعيشون حياة هادئة بسيطة قبل التعرّض للهجمات الإرهابية من التنظيم الإرهابى.
وقالت اللجنة المنظمة لـ«نوبل»، بعد إعلان منح الجائزة للفتاة الإيزيدية أمس، إنها بذلت جهوداً جبارة من أجل وضع حد لاستخدام العنف الجنسى كسلاح للإرهابيين والترويج للاعتداءات الجنسية والوحشية التى يتعرّض لها كثيرون، ونال الجائزة معها أيضاً، الطبيب النسائى فى الكونغو، دينيس موكويغى، للسبب ذاته.
وروت الفتاة الإيزيدية معاناتها لـ«الوطن»، فى حوار سابق نُشر فى عددها الصادر 31 يناير 2016، قالت فيه: «كنت سعيدة مع أصدقائى وأساتذتى بالمدرسة، لا يوجد فرق بين ولد أو بنت، والكل يتعامل معى كأعز أصدقاء، وكنا نساعد بعضنا، كنت أحلم باستكمال تعليمى فى المدرسة، وأن أواصل بالجامعة، وأن يتم تعيينى لأخدم بلدى، وأتزوج وأكوّن أسرة سعيدة، وهذه الأحلام لم تتغير، لكنها تأجلت». تلك الحياة، التى انقلبت رأساً على عقب، بعد اجتياح «داعش» لـ«كوجو»، وقتل الرجال وسبى النساء، تذكرتها «نادية مراد» أثناء حوارها. وقالت: إن «أصعب يوم فى حياتى هو اليوم الذى قتل فيه عناصر داعش 6 من إخوانى وأمى، واعتدوا علىّ فى اليوم نفسه، فلا أنساه أبداً، أتذكر مأساة عائلتى، أمى وإخوانى ومدرستى وأصدقائى وقريتى.. كل شىء».
ووصفت «نادية» عناصر التنظيم الإرهابى بأنهم «وحوش يجرون وراء شهواتهم»، مشيرة إلى بشاعة ما تعرّضت له على أيديهم، وتشويههم للإسلام وتعاليمه. وتابعت: «كل شىء يقومون به، كانوا يقولون هذا من القرآن، وهذا من تعاليم دولتهم الإسلامية، كنت أدعو الله أن ينجينى، وأن يساعدنى فى الخلاص من هذه الكارثة، وفعلاً استجاب الله لدعائى، وأنا أدعو الله الآن يومياً، أن يُخلّص كل امرأة وطفل فى العالم من الاستعباد والإساءة، وأن ينعموا بحياة حرة كريمة».
جائزة نوبل، كانت حاضرة فى الحوار السابق للفتاة الإيزيدية لـ«الوطن»، وذلك بعد أن رشحتها السلطات العراقية لنيل جائزة نوبل لـ«السلام»، إلا أنها عبرت عن عدم اهتمامها، حيث قالت: «صدقنى، لا تهمنى الجوائز، ولا أعرف ما هذه الجائزة، بقدر ما يهمنى تحرير أكثر من 3500 بنت وطفل عراقى من يد داعش، وإعادة الحياة إليهم، وكذلك تعاون المسلمين والعالم، لتخليص الدنيا من شر داعش».
وكانت الفتاة الإيزيدية قد طلبت، بناءً على رغبتها، زيارة مصر ديسمبر 2015، ولقاء الرئيس السيسى، الأمر الذى رحب به الرئيس المصرى حينذاك، ورحب «السيسى» بالمواطنة العراقية فى القاهرة، مؤكداً إدانة مصر القاطعة لجميع أشكال وصور الإرهاب والممارسات الآثمة التى يقوم بها تنظيم داعش باسم الإسلام، وهو منها براء، مشدداً على إعلاء الدين الإسلامى لقيم الرحمة والتسامح وقبول الآخر، ومؤكداً وقوف مصر إلى جانب الشعب العراقى، وحرصه على تقديم جميع أشكال الدعم له. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، فى بيان عقب اللقاء: إن المواطنة العراقية أعربت خلال لقائها مع الرئيس عن خالص شكرها وتقديرها باسم المواطنين الإيزيديين لاستجابته لطلبها الالتقاء به خلال يومين، مؤكدة تقديرها لدور مصر الكبير فى العالم الإسلامى، وفى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.